
من دفاتر معلمة
قهوة على النار !!!!!
حصة الفراغ للمعلم هي محطة يتزود منها بالوقود ليواصل رحلة يومه بنشاط. ….وأهم ما يميز تلك الوقفة البسيطة فنجان القهوة ….وليس هناك أروع من أن تخرج من حصتك وتجدها جاهزة لا أن تنتظر اعدادها!
كانت إحدى الآذنات تعرف طبعي ذاك. …كل ماكنت امنحها إياه. ..بعض الاهتمام. ..بعض المحبة. …بعض من المودة. …جعلها ذلك تحتفظ ببرنامج حصصي وتعرف وقت فراغي وتجهز قهوتي كما أريدها وأكثر.
في ذلك اليوم دخلت إلى غرفة المعلمات تحمل القهوة. ..صدمت من ردة فعل الزميلات. ..شهقن….. والغرابة تملأ أسئلتهن. ..من أين؟ !كيف؟ !ولماذا هي؟ !…لم أكن أعلم أن الغاز قد نفذ منذ الصباح ولم يشرب أحد شيئا. …وهنا سألت أنا أيضا : كيف ومن أين؟ ! قالت : أوقدت نارا على أغصان يابسة خلف سور المدرسة وجهزتها. . لن أتركك بدونها .
سألت إحداهن : ولماذا هي؟ ! قالت : المستحيل يصير ممكنا من أجل مس خلود.
أسعدتني كلماتها بحجم الكون. ..إلى الحد الذي سألت نفسي فيه : لماذا وانا لا أقدم لها الكثير. ..سعدت أكثر من السعادة التي كنت أقرأها على وجهها عندما كنت أبدي اهتماما بها…. بسؤالي عن حالها وصحتها بعد صباح الخير ترافقها ابتسامة من القلب .
قالت لهن :لن أنسى موقف مس خلود عندما مرضت واضطررت للدوام. ….لم ينتبه أحد أني مريضه سواها وساعدتني في المطبخ. …في ذلك اليوم كانت حصصي قليلة. ..نظفت لها المطبخ وساعدتها في تحضير طلبات الإدارة من شاي وقهوة. …أنا احضرها ….وهي تقدمها ….. . لم ينقص مني شيء لكنه موقفا حفر في قلبها حبا وولاء ….
عندما قمت بذلك لم أضع في قلبي إلا أنها إنسانة. ..ومريضه …وأنا بكامل صحتي. ..فما الضير أن أقف معها قليلا؟ !
جميعنا عندما نعود إلى منازلنا نقف في الأعمال أدني من مستوى مطبخ المدرسة بكثير. …فأين الغرابة في الأمر؟ !
كم لا يوصف من السعادة عدت به إلى منزلي وأنا أرى تلك الإنسانة مقابل القليل من الاهتمام ذللت الصعاب من أجل قهوتي! !
كانت أشهى قهوة تذوقتها بطعم الحب والايثار. . كانت على النار! !!!!!