خدعتني الدولة العميقة.. البرادعي يكشف أسراراً سبقت الانقلاب وخطة إرسال مرسي لدولة خليجية

سواليف

غلب على الحلقة الرابعة وقبل الأخيرة من حوار الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، مع “التلفزيون العربي”، شكواه الضمنية من خداعه وعدم معرفته باحتجاز الجيش للرئيس مرسي، وكذلك فض اعتصام رابعة بينما المفاوضات مستمرة، واتهامه أعضاء في جبهة الإنقاذ بالتعامل مع الأمن.

البرادعي اتهم ضمناً “الدولة العميقة” بإدخال مصر في أزمة ما بعد عزل مرسي، وقال لبرنامج “وفي رواية أخرى”: “لم أعرف أن مرسي تم احتجازه إلا بعد ذهابي لاجتماع 3 يوليو”، مؤكداً أن “بعض مكونات جبهة الإنقاذ لها علاقة بالأجهزة الأمنية”، وأن “المفاوضات كانت مستمرة حتى ليلة فض رابعة مساء الثلاثاء، وكان هناك تقدم بها، لكنه فوجئ بالفضّ صباح الأربعاء”.

وكشف نائب رئيس الجمهورية الأسبق للمرة الأولى عن مقترح ناقشه المجلس العسكري بخروج مشرّف للرئيس الأسبق محمد مرسي بعد عزله إلى “بلد عربي مسلم”، ومفاوضات جرت لإطلاق سراح قيادات مثل الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق، والمهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط، لإدارة المفاوضات مع المؤسسة العسكرية، لكن جرى عرقلة هذه الخطوة من قبل “مؤسسة بالدولة”، بحسب تعبيره.

مقالات ذات صلة

وتناولت الحلقة الرابعة رواية الدكتور البرادعي لمرحلة ما قبل عزل الرئيس محمد مرسي والمفاوضات التي جرت مع حكومته، وشاركت فيها أطراف خارجية من أجل حل الأزمة، ثم عزله واحتجازه ومفاوضات حل الأزمة بالتفاوض ثم فضّ رابعة المفاجئ، ورؤيته لأخطاء كل فريق.

عزل مرسي مفاجئ

البرادعي قال إنه لم تتم مناقشة مصير الدكتور محمد مرسي في اجتماع 3 يوليو، و”عندما سألنا عن وضعه قيل لنا إنه محتجز حفاظاً على سلامته من الملايين الغاضبة في الشوارع”، وكانت مفاجأة له أنه محتجز – بحسب قوله – مبرراً قبوله الاستمرار في هذه العملية بأن “هدفي كان في هذا الوقت أن أمنع اقتتالاً أهلياً”.

وكشف أنه “عند تشكيل جبهة الإنقاذ لم نكن نطالب بعزل مرسي”.

وأشار البرادعي إلى أنه بحث مع “كافة القوى” إمكانية خروج مرسي لدولة عربية أو مسلمة، وأجرى اتصالاً بوزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوسّط لدى دولة خليجية لاستقبال مرسي خلال فترة انتقالية من 6 أشهر، مؤكداً أنه سعى لمعاملة مرسي باحترام وكرامة، دون اعتقال أو غيره.

واستنكر البرادعي ما حدث بعدها، حين فوجئ بصدور قرار بحبس مرسي أسبوعين على ذمة قضية، قائلاً: “هنا بقى هندخل في الدولة العميقة اللي أنا معرفهوش”.

وأكد أن اتصالاته لتأمين الخروج الآمن لمرسي وكذلك كل ما فعله بمؤسسة الرئاسة كانت بعلم وبموافقة القوات المسلحة.

وقال نائب رئيس الجمهورية الأسبق إنه تم وضع خطة للتفاوض مع الإخوان المسلمين، ضمّت 4 أطراف هي: الاتحاد الأوروبي، ووزير الخارجية الأميركي، ووزيرا خارجية قطر والإمارات.

وأوضح: “فجأة ونحن نبحث عن خروج آمن لمرسي، اكتشفنا أنه يُحاكم وموجّه له عدة اتهامات، وكذلك فضّ الاعتصامات ونحن نسير في مفاوضات الحل السلمي خرجت الأهرام، وكتبت: “جميع مفاوضات الحل السلمي انتهت”.

ما قبل عزل مرسي

وهاجم البرادعي مرحلة ما قبل عزل مرسي، واتهمه برفض المقترحات التي قدمت له لتعديل وزاري، وقال إن “مرسي جاءت به الثورة بعد فترة انتقالية عكّ”؛ لأن “القوى المدنية والشباب لم يروا في الرئيس مرسي أو الفريق أحمد شفيق، شخصاً معبراً عنهم أو ممثلاً لهم لذلك قاطع كثيرون انتخابات عام 2012″، بحسب قوله.

وحول اتهامه بالتسبب في الأزمة لرفضه قبول مناصب في عهد مرسي، قال: “لم يُعرض عليّ أي منصب من الإخوان المسلمين”، بينما كشف أن عمر سليمان “كان ينوي تعييني رئيسًا للوزراء في حال فوزه بالرئاسة”.

البرادعي أوضح أنه التقى الرئيس مرسي قبل إصدار الإعلان الدستوري في نوفمبر/تشرين الأول 2012، وقدم له 3 مطالب “لإزالة حالة الاستقطاب في المجتمع”: (الأول): كان ضرورة التواصل مع باقي مكونات الشعب، بصفته رئيساً منتخباً.

و(الثاني): تأجيل الحديث عن الدستور خلال الوقت الراهن”، مستطرداً: “قلت للدكتور مرسي انس مشكلة الدستور، عدّل تشكيل اللجنة وننظر في الدستور لاحقاً، فالدستور يوضع بالتوافق وليس بالأغلبية”.

و(الثالث) التركيز في الأزمة الاقتصادية، بالتواصل مع دول الخليج لأنهم توقفوا عن مساعدة مصر بعد تنحي مبارك، وكانت هذه الدول تتخوف من نقل الإسلام السياسي إلى الخليج.

وقال البرادعي: “قلت له أنا رأيي تتواصل معاهم وتطمئنهم بأنك لا تصدر أيديولوجية سياسية حتى يعودوا لتقديم المساعدات والبلد تقوم على رجليها”.

وأكد أنه بعد ذلك اللقاء مباشرة صدر الإعلان الدستوري دون تشاور، وهو ما يعني أن “الجماعة كانت تريد العمل وحدها”، بحسب تقديره، وأن “لقاء الرئيس مع البرادعي وباقي القوى السياسية جزءاً من الديكور”.

واعترف بأن “الكتاتني قال لي إن الإخوان موافقون على تعديل المواد الخلافية بالدستور”.

ووصف البرادعي الفترة الانتقالية (قبل تولي مرسي) أيضاً بـ”العبثية”، وقال إن المجلس العسكري لم تكن لديه رؤية لكيفية الانتقال من نظام سلطوي لنظام ديمقراطي، مشيراً إلى أن “المجلس العسكري كان الحاكم الفعلي رغم أنه أصدر قراراً بتشكيل المجلس الاستشاري لمساعدته في إدارة شؤون البلد”، واصفاً إياه بـ”الديكور”.

المحكمة الدستورية قالت له مع السلامة

وحول أسباب عدم ترشحه للرئاسة، قال إنه رفض خوض الانتخابات الرئاسية بسبب العبث الذي كانت تعيشه مصر في المرحلة الانتقالية، مضيفاً: “مرسي أول ما دخل وجد البرلمان اتحل قبلها بأسبوعين طلّع قرار يرجع البرلمان، وبعدها بيومين المحكمة الدستورية قالت له مع السلامة مفيش.. ده البرلمان اتحل!”.

وتابع: “وبعدها أصدر مرسي قراراً ثانياً، وأخذ سلطة التشريع من المجلس العسكري، دخلنا في خلاف آخر”.

كيف تم خداع القوى المدنية؟

وروى البرادعي قصة خداع القوى المدنية عقب عزل مرسي، قائلاً: “القوى المدنية كانت تتصور أنه ستكون هناك فترة انتقالية 6 أشهر وسيتم تعديل الدستور، وأن يتولى الرئاسة رئيس المحكمة الدستورية بصلاحيات بروتوكولية، مع رئيس وزراء بصلاحيات كاملة”.

وكشف البرادعي جانباً من المفاوضات قبل عزل مرسي، مؤكداً أن “الاتفاق المبدئي اشتمل على أربع نقاط”.

وحددها في: (أولا): تخفيض أعداد المتظاهرين إلى 50%،(ثانياً) قدوم مفتشين من الخارج للتأكد من خلو أماكن التظاهرات من الأسلحة، و(ثالثاً) عدم خروج المحتجين من الأماكن المُحددة للتظاهر، و(رابعاً) نبذ العنف، وبدأ حوار سياسي.

وقال إن الوسطاء قابلوا خيرت الشاطر في السجن، فقال لهم: “لا يمكن التفاوض بين سجان ومسجون”، فتم التوافق على خروج الدكتور سعد الكتاتني، رئيس البرلمان سابقاً، وأبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط، ليبدأ بعدها حوار سياسي تشارك به كل القوى، “إلا أن الاتفاق تعرقل بعدم الإفراج عنهما”.

وذكر أنه قيل له إن “السبب هو إجراءات قضائية”، بينما هو يرى أن “السبب هو أن مؤسسة بالدولة رفضت خروجهما”، في إشارة للمؤسسة العسكرية على ما يبدو.

دماء رابعة سبب استقالتي

وعن كواليس فض اعتصامي رابعة والنهضة، أوضح البرادعي أنه حين حضر اجتماع مجلس الدفاع الوطني، طُرحت أفكار تخص قطع المياه والكهرباء قبل فضّ رابعة، فقال بوضوح للحاضرين إنه “لن يكون جزءاً من هذا الأمر”.

وأكد أنه “قبل فض رابعة كان ما زال هناك أمل للحل السلمي، وكان يجب بذل مجهود أكبر لمنع الدم”. وأنه قرر الاستقالة من منصبه فور علمه بفض رابعة قائلاً: “لا أستطيع تحمل قطرة دم واحدة”، وذكر أن “شباب الثورة وجبهة الإنقاذ لم يتفهموا أسباب استقالتي”.

وكشف البرادعي أن المفاوضات “كانت مستمرة حتى ليلة فض رابعة مساء الثلاثاء، وكان هناك تقدم بها، لكنه فوجئ بالفض صباح الأربعاء”.

وتابع: “في هذا الجو أنا مقدرش اشتغل، ومقدرش اتحمل مسؤولية وأشارك في مجتمع يكون الاستقطاب وصل لهذا الحد، وكنا نحاول بذل الجهد لمنع الدماء”.

وذكر أن “عدلي منصور قال لي: كيف تتركني وأنت من جاء بي؟”، وأن “قيادة عسكرية اتصلت بعدلي منصور ليوقف تعييني رئيسًا للوزراء”، فتم تعيينه نائباً للرئيس.

“اللهو الخفي” كتب الإعلان الدستوري بعد عزل مرسي

وقال البرداعي إنه بعد أدائه اليمين الدستورية نائباً للرئيس طلب منه أن يحدد صلاحياته، منوهاً بأنه طلب الاختصاص بالسياسات الدولية والاقتصادية، والتحول الديمقراطي، لكنه فوجئ بتغيير كبير في خارطة الطريق.

وتابع: “كان رئيس الدولة ممثلاً في رئيس المحكمة الدستورية لديه صلاحيات بروتوكولية ولكن تمت كتابة إعلان دستوري يعطيه صلاحيات حقيقية”.

وبسؤاله: “من كتب هذا الإعلان؟”، أجاب:” كتبه اللهو الخفي، ولم يشاركنا أحد فيه”.

جبهة الإنقاذ تعاملت مع الأمن

وكشف البرادعي أن “بعض الأحزاب التي كانت منضمة لجبهة الإنقاذ كان لبعضها علاقات بالأجهزة الأمنية”، متسائلاً: “هل جزء من دول كان بيشتغل كما كان في الماضي مع الأجهزة الأمنية”.

وتابع: “لما أبص النهاردة أيوة طبعاً، لما أشوف مواقف بعضهم النهاردة أعتقد أن الأجهزة الأمنية بعتتهم”.

وكشف أنه “لم يكن هناك هدف واحد يجمع مكونات جبهة الإنقاذ، لأنها كانت رد فعل تلقائي على إصدار مرسي للإعلان الدستوري، وجمعت أطرافاً مختلفة بعضها محسوب على الثورة وبعضها من الأحزاب الورقية القديمة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى