
مدرسة أبو علندا الثانوية
لم تجعلني مقالة أتردد مثلما فعلت هذه ، فمسؤولية كبرى ان تكتب عن مدرستك ، عن واقع يومي تعيشه وتعانيه ، عن فجيعة تناظرها وتكتوي بنارها ثم تبلع ريقك وتصمت . أشهر مضت في مدرسة أبو علندا الثانوية ، والمعلم يرقب ويتعجب، إلى ان طفح الكيل اليوم ، وغدا الجو عاصفة من استهتار وفوضى وعنف ، يشترك فيها الجميع : ولي الأمر، والطالب ، والإجراءات الإدارية البائسة ، التي تفرز أو تفرزها إدارات -على مختلف مستوياتها – أكثر بؤسا ، وصلت إلى ما وصلت إليه بفعل المحسوبية والعشائرية ، والضحية هنا الطالب ، والمعلم .
أما الطالب فالرهان على مستقبل يضيع من بين يديه دونما وعي منه ، وترسيخ قيم جديدة عنده ، تغذي العنف في دائرة متصاعدة ، وتجعل الحق منوطا بالقوة ، والغاية تبرر الوسيلة ، والآخرون مجرد عتبات في البحث عن الامتياز واللذة ، وكأننا أمام مشروع مواطن جديد ، مادي بكل ما تعنيه الكلمة ، قابل لكل شيء ، سوى الابداع والانتماء .
وأما المعلم ، فيبقى الضحية ، فلا نزق الطالب يرحمه ، ولا وعي الاهل يسعفه ، ولا القوانين تعاضده ، يصطلي بنار الفقر ، وغياب النصفة ، وعسف المسؤول ، هو الحلقة الأضعف ، والركن الاوهى ، محط السهام ، ومضرب الرياش ، يحمل على كتفيه ما يعتري المنظومة التعليمية من عوار ، وتحت طائلة المسؤولية والمحاسبة !
مدرسة ابو علندا الثانوية ، الساكنة على سفح أحد التلول ، مثال صارخ على الواقع التعليمي ، و مدعاة لإعادة النظر في كثير من المسلمات ، فصناعة المستقيل ليست مجرد شعار وكلمات يلوكها من اعتاد سرقة جهود الآخرين ، صناعة المستقبل انتماء حقيقي لثرى الاردن ، انتماء قوامه الإيمان والعدل والتشاركية .