إسقاط الملقي ! / م . عبدالكريم أبو زنيمة

إسقاط الملقي !
هناك دعوات ونداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لإسقاط حكومة الملقي وكأن من تسبب في خراب مالطا هو الملقي ! وهنا أود تذكير من يقف وراء هذه الدعوات بأنه قد أسقطت سابقاً اكثر من حكومة وبرلمان كاستجابة لرغبات الشعب وحينها صفقوا أي الشعب لانتصارهم على الحكومات والبرلمان ! فماذا تغير ؟!!!
المشكلة لا تكمن في شخص الملقي أو النسور أو غيرهم بل تكمن في النهج المتبع في تشكيل الحكومات والبرلمان والأعيان ، المشكلة تكمن في التطاول على الدستور الذي ينص على أن الشعب مصدر السلطات ! فأين الشعب في تركيبة وإدارة الدولة ؟! أنه الغائب كغياب المهدي المنتظر !!! عقود من الزمن ومؤسسة الفساد تحكمنا وباسمنا أي باسم الشعب وبالكذبة الديمقراطية ! رؤوساء حكومات يعينون من الخارج وبجداول أعمال ومهام محددة لهم وما عليهم الا الالتزام بتنفيذها وهي في الغالب سياسات وبرامج لاوطنية ، مجالس نيابة يتم تعيينها في الغرف السوداء ويتم التحكم بهم عن بعد “اللو” مجالس أعيان تستنسخ من جينات أجدادهم لضمان كفاءة التحكم بأي قرار قد يصدر يوماً لا سمح الله فيه انتصار وانحياز لعامة الشعب ،حكومات تتشكل من نادي الوزراء والمتنفذين وبالوراثة ومن مدمني زيارات السفارات الأمريكية والإسرائيلية والغربية وأحياناً يدس فيها فلان وفلان من عامة الشعب عن العين والحسد لا أكثر !
قد يطاح بحكومة الملقي المستفزة والمستهترة بصوت الشعب الأردني وغير المعنية بالبحث عن أي بدائل كموارد لخزينة الدولة المثقوبة غير جيب المواطن وقد نفرح ونرقص ونغني لنجاحنا في إسقاطه ! لكن ما الذي سيتغير ؟ سيعين سمير الثاني أو زيد الثالث أو عمر الرابع وستعاد نفس الاسطوانة !!!
لن يتغير أي شيء ولن نخطو أي خطوة للأمام ما دام هذا النهج سائداً وستزداد الامور سوءاً ما لم يفعّل الدستور ويصبح الشعب مصدر السلطات وتتشكل الحكومات البرلمانية المنتخبة شعبياً ويسود القانون والعدل من خلال استقلال القضاء وتتشكل الجهات الرقابية بحيادية واستقلال ،وبخلاف ذلك سنبقى نطالب باستقلال هاني وزيد وعمر…. ونصفق !

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى