في الذكرى ال 58 .. هذه سيرة الشهيد هزاع المجالي وقصة استشهاده

سواليف – رصد


السيرة الذاتية لدولة السيد هزاع المجالي

الاسم : دولة السيد هزاع المجالي
مكان وتاريخ الولادة: 1918
الحالة الاجتماعية : متزوج

المؤهلات العلمية :-

– الدراسة الثانوية في السلط عام 1938
– بكالوريوس حقوق بجامعة دمشق

المناصب التي شغلها :-

– عمل في دائرة الاراضي والمساحة
– كاتبا لمحكمة الصلح في مادبا
– عمل محاميا
– موظف في التشريفات الملكية
– 1948 رئيس بلدية عمان
– 15 /12 / 1955 -20 /12 / 1955 رئيس وزراء
– 6 /5 /1959-28 29/ 8 / 1960 رئيس وزراء

هذه مجمل المعلومات الموجودة في الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء الأردنية حول الشهيد هزاع المجالي والذي تصادف اليوم الاربعاء الذكرى ال 68 لاستشهاده .

ولكن ماذا عن حياته ونشأته ؟
هزاع بركات المجالي
ولد في عام 1918 في مضارب أخواله الونديين في ماعين حيث كان والده في تلك الفترة مشاركاً في جيش الملك فيصل الأول وكانوا في طريقهم لتحرير سوريا، فولد في هذه المرحلة في ماعين عند جده وجدته الونديين في هذه القرية وهي من عشائر البلقاء المعروفة، وقد عاش مع جده وجدته إلى سن العاشرة ثم انتقل إلى الكرك حيث كان مبدعاً وتمثل ذلك كله بشهادة زملائه في هذه المرحلة
بعد ذلك انتقل إلى مدرسة السلط كما كثير من الأردنيين وتخرج منها .
.
مرحلة المدرسة

كان للحكومة في قريتهم مدرسة فرافق اخاه دخيل المجالي بعد انتقاله إلى الكرك إلى المدرسة،وبعدها التحق بمدرسة الكرك الثانوية من الصف الثالث وحتى الثاني ثانوي وحافظ على المرتبة الاولى في هذه الصفوف ، بعدها انتقل إلى مدرسة السلط الثانوية -الوحيدة آنذاك- ،وفي مدرسة السلط الّف هزاع وزملائه جمعية سرية سموها جمعية الحرية الحمراء وقد ذكر في مذكراته انه لم يكن لهذه الجمعية هدف واضح، وفي السنة الثانية والاخيرة مرض مرضا كاد يودي بحياته فكان يغادر سريره ليؤدي الفحص ثم يعود إلى المستشفى ،وكانت النتيجة حصوله على المركز السادس وتخرج من المدرسة .

مرحلة ما بعد المدرسة وتعليمه الجامعي

لم يلبث هزاع طويلا حتى تلقى عرضا من دائرة الاراضي ليعمل مساحا ،حيث ذهب واقران له إلى كفرسوم في إربد ،حيث اخذوا يتدربون على آلات المسح والتصوير وتحديد الاراضي لمدة شهرين ،يعدها التحق بفرق المساحة للتدريب والعمل ،وخلال عمله تم اختطافه هو والمستر هيد مدير الحراج حيث لحقت بهما قوات الامن وخلصتهما .وعلى اثر هذا الحادث انتقل إلى عمان ومنها إلى القرى المجاورة لها ،بعدها عين كاتبا لمحكمة صلح مادبا وقضى فيها ثلاثة سنوات عاد بعدها إلى الكرك عاطلا عن العمل إلى ان قرر الالتحاق بالجامعة السورية في دمشق بعد انقطاع خمس سنوات عن الدراسة وبدأ بدراسة الحقوق، حيث كان يعود إلى الكرك لقضاء عطلة الصيف وكان يحقق نتائج حسنة ،وفي نهاية عام 1945 قامت بدمشق مظاهرة صاخبة تطالب بجلاء الفرنسيين حيث ساهمت الجامعة السورية بتنظيم تلك المظاهرات ،وهب عدد من الطلبة السوريين والأردنيين مطالبين بتجنيد الطلاب للمشاركة بمعركة التحرر فتم الايعاز لقائد القوات السورية لتجنيدهم وانتهت حوادث الاعتداء الفرنسي بجلاء القوات الفرنسية وسائر القوات الاجنبية عن سوريا ولبنان حيث تم الاستقلال للبلدين. وقبل نهاية دراسته في الجامعة تزوج هزاع من ابنة رفيفان المجالي –سميحة-. بعدها عاد للدراسة وحصل على الاجازة في الحقوق عام 1946.

بدايته في العمل السياسي

بعدما درس القانون في دمشق، حصل على الترخيص لمزاولة مهنة المحاماة، وبدأ بعمله وافتتح مكتبا للمحاماة في الكرك واتسعت اعماله وكان له قضايا في معان والطفيلة ولدى محكمة الاستئناف في عمان، فاصبح يتردد على العاصمة كثيرا. و في عهد وزارة سمير الرفاعي أبرق هزاع الرئيس الرفاعي يهنئه ويذكره بنضال الشعب الأردني ومطالبه ليتم استدعاءه لمقابلة رئيس الوزراء، وبعدها قابل الملك عبد الله الأول، الذي تحدث إلى الرفاعي لتعيين هزاع في الحكومة ، فعين موظفا للتشريفات في القصر في مستهل عام 1947، ورافق الملك في سفر له إلى مصر والسعودية والعراق. وفي اواخر عام 1948 تولى رئاسة بلدية عمان فأخذ يشق الشوارع ويوسعها وقام بتحسين شبكة المياه في العاصمة وزيادة آلات الضخ والخزانات حيث قضى في هذا المنصب سنتين قلده بعدها الملك بقلادة ذهبية تقديرا له. وقبل ان يبلغ الثانية والثلاثين من عمره، ابلغه الملك بأنه وزير في الوزارة التي كان الملك أوكل إلى سمير الرفاعي تشكيلها حيث كان وزيرا للزراعة ثم وزيرا للعدلية.

بعد إغتيال الملك عبد الله الأول، وتنصيب الامير نايف وصيا على العرش .وتقدمت بعدها حكومة الرفاعي بالاستقالة. وكانت البلاد على ابواب انتخابات نيابية، فذهب هزاع إلى الكرك ليرشح نفسه ونجح في تلك الانتخابات ،حيث نودي بعدها بالامير طلال ملكا دستوريا واقسم اليمين الدستورية امام مجلس الامة .وكانت باكورة مجلس 1951 تعديل الدستور الاردني. وبعدها وبسبب الوضع الصحي للملك طلال نودي بالامير حسين ملكا. وبعد ذلك تشكلت وزارة برئاسة فوزي الملقي، حيث تقرر بعد ستة شهور من تشكيلها اشراك هزاع وزيرا للداخلية ، حيث اكمل ما شرعت به الوزارة من افراج عن المعتقلين في المنافي الصحراوية، وتعامل مع احدى المظاهرات بنفسه واستطاع تهدئة المتظاهرين . وبعدها فضلت الوزارة تقديم استقالتها بسبب اطلاق بعض الصحف العربية لشائعات عن هذه الوزارة.

الف هزاع وعدد من النواب الحزب الوطني الاشتراكي وحصل على الترخيص، الذي كانت من أهدافه الدعوة إلى الاتحاد العربي، وبعد أن حلت حكومة أبو الهدى مجلس النواب ترشح هزاع عن الكرك وفاز في الانتخابات، بعدها اشترك في حكومة جديدة برئاسة ابي الهدى وزيرا للعدل. وقتها تم تداول مجلس الوزراء لعدة جلسات لتقرر موقفا ثابتا للاردن إزاء الصراع القائم بين العراق من جهة وسوريا ومصر من جهة اخرى. بعدها قدم هزاع استقالته من الحكومة وبعدها بفترة قدمت الوزارة استقالتها وشكلت حكومة جديدة برئاسة سعيد المفتي وكان هزاع وزيرا للداخلية فيها، وذهب هزاع في هذه الفترة على رأس وفد اقتصادي بزيارة لبغداد للحصول على قرض مالي لتمويل عدة مشاريع.
رئاسة الوزراء

عام 1955 و بعد زيارته إلى العراق، حضر الجنرال تمبلر إلى الأردن واجرى مفاوضات مع المسؤولين الأردنيين حول الانضمام لحلف بغداد وعلى اثر هذه المفاوضات والشائعات التي كانت تطلق حول الوزراء استقالت حكومة المفتي وعهد إلى هزاع بتأليف الحكومة. ولم يبدر في اليومين الذين تبعا تشكيل الوزارة ما يشير إلى قيام مظاهرات ولكن اذاعة صوت العرب بالقاهرة شنت حملة من الادعاءات بقيام مظاهرات وسقوط قتلى وجرحى في عمان وغيرها من المدن الأردنية حيث قال هزاع في مذكراته ان ذلك لم يحدث لكنه بدأ بالحدوث بعد ذلك [بحاجة لمصدر].وكانت تعليمات هزاع تقضي بعدم استعمال الشدة ضد أحد وحتى عند تأزم الموقف ونصح العديد له باستخدام الشدة الا انه عوضا عن ذلك صعد إلى القصر والتمس من الملك قبول استقالته ،حيث آثر الاستقالة على اعتماد سياسة العنف وهو الذي كان يحاربها ويستهجنها. لم تدم وزارته سوى ستة أيام.

وتلت بعد وزارته وزارة ابراهيم هاشم ثم سمير الرفاعي .وقد قال هزاع المجالي في الجلسة التي عقدت لمنح الثقة لحكومة الرفاعي: لقد اردت مجتهدا للشعب الأردني ان يبلغ حياة كريمة في اربع سنوات ، واردت له خططا واسعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي تكفل له مستوى معاشيا اعلى ومجنمعا ارقى … واردت له المنعة من اليهود ، يكفلها جيش أكبر وسلاح اشد وامضى ، حتى اذا ما ركبت إسرائيل رأسها يوما كانت الردة عليها في عقر دارها المؤقتة وكان يوم الخلاص …وبالتالي ،فقد اردت للاردن ان تبرز شخصيته العربية النبيلة ، كما اراد صاحبها ان تكون: شخصية البلد الذي يسر الصديق ويرعب العدو. وفي نيسان عام 1956 اصدر هزاع جريدة اسبوعية اطلق عليها اسم صوت الاردن وقد تولى تحريرها بنفسه . وفي 7 حزيران 1956 استقال من مجلس النواب وبعدها تم حل البرلمان .

بعدها عين وزيراً للبلاط الملكي عام 1958 ، و في تلك الفترة تم تشكيل عدد من الحكومات انتهت بتشكيل حكومة إبراهيم هاشم حيث اعلنت الاحكام العرفية وبدأت نهاية عهد الاضطراب والفوضى.

شكل الوزارة مرة أخرى عام 1959 حيث شهدت تلك الحقبة إقامة مشروعات هادفة وتطوراً في الاداء الاعلامي والاذاعي واختار ليساعده في تطوير الاعلام رئيس الوزراء الاسبق وصفي التل ليكون مديرا للتوجيه المعنوي .

اغتياله
اغتيل المجالي بانفجار ضخم في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الاثنين 29 أغسطس 1960، حيث كان يستقبل في رئاسة الوزراء كل يوم اثنين من كل أسبوع جموع المواطنين لتلبية مطالبهم وحل مشاكلهم وأدى الأنفجار إلى مصرع المجالي وعدد من كبار الموظفين وبعض المواطنين. كان الملك حسين بن طلال سيزور رئاسة الوزراء قبل ساعات من الانفجار الذي يبدو أنه كان مخططا لاغتياله.

وفي تفاصيل الشهادة ذكر تقرير الطبيب الشرعي ان سبب وفاة هزاع المجالي كان كسرا في الجمجمة وكانت تعابير وجهه بعد استشهاده تدل على منتهى الدهشة حسب قول من رأى الجثمان ..
و قال السير تشارلز جونستون سفير بريطانيا الاسبق في الاردن ان الخطأ الاكبر لهزاع كان المبالغة في الثقة بالناس فقد احجم عن اساءة الظن بالاخرين .. وانه لم يكن لديه اهتمام جدي بالمحافظة على حياته فلم يهتم بحماية نفسه وقد كان يشعر بخطر قتله .
قبل استشهاد هزاع بايام طلبت منه السلطات الامنية ان يوافق على طرد اثنين من المراسلين العاملين في الرئاسة للاشتباه بهما .. فرفض هزاع بشدة ان يتم المساس برزقهما .. المراسلان ذاتهما هما اللذان قاما بعد ايام بزرع القنبلة في مكتبه ليلا ثم فرا بسيارة الى سوريا ووصلا دمشق قبل ان تنفجر القنبلة في اليوم التالي .

دفن هزاع في مدينة الكرك وبعد فترة وجيزة نقلت رفاته لدفنه من جديد في بستان له يتوسط السهول التي تقطنها عشيرته في الشمال وبقي وحيدا الى ان جاوره قبل سنوات وبنفس المكان ابن عمه ورفيقه القائد العسكري المشير حابس المجالي والذي اوصى ان يدفن في مسقط رأسه حيث اعتذر وقتها نجله المرحوم سطام المجالي للملك عن عدم تلبية الرغبة الملكية بان يكون الدفن في مقابر القصور .
رحم الله شهداءنا الأبرار الذين وأسكنهم جنات النعيم مع المصطفين الأخيار .

ويكيبيديا ومصادر اخرى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى