الدمج التعليمي والمجتمعي..شرط لعلاج متلازمة داون

تحقيق:محمد الدويري

لا يريد -ذوو متلازمة داون- منك شيئاً، ولا يعنيهم ما تملكه أو ما هو المنصب الذي وصلت إليه، كل ما يحتاجون إليه هو الاحترام والمحبة منا جميعاً، بعيداً عن الشفقة والعطف، لأن أكثر ما يؤلمهم النظرات الجارحة التي تأتي كالسكاكين في نفوسهم البريئة التي لا تعرف إلا الصفاء، فهم جديرون بأن تتم معاملتهم باعتبارهم أفراداً من المجتمع لا يختلفون عن غيرهم، لأنهم قادرون على التعلم والتفاعل مع باقي الأفراد متى توفرت لهم الظروف الملائمة، وهذه الظروف لا تأتي نتيجة لعمل جهة بمفردها دون غيرها، وإنما تكون حصيلة لتعاون مجتمعي بنّاء تتضافر فيه جهود جميع الأفراد والجهات الخاصة والرسمية، للوصول بالمجتمع إلى حالة من التعامل الأمثل مع الأشخاص من هذه الفئة، لينخرطوا في المجتمع دون أي عوائق.

أكد متخصصون أن التخاطب و التواصل من أهم المهارات الحياتية التي يحتاج إليها ذوو متلازمة داون، سيما أن هذه الفئة ليست شاذة عن هذه القاعدة، رغم أن أسباب تأخر النطق والمشاكل المتعلقة بالتخاطب لديهم متعلقة بالقدرات العقلية، إلا أنه من الممكن تحسين القدرات اللغوية بالتدريب والتعليم من خلال الدمج السليم وبرامج العلاج الدورية.

وفي متن هذا التحقيق نعكس لكم أراء متخصصين حول نجاعة وضرورة الدمج التعليمي لذوي متلازمة داون، ونعرض حالات من هذه الفئة، تجاوزت مرحلة العزلة ووصلت لمستوى الاختلاط المحمود في المجتمع، في الوقت الذي يتخوف فيه البعض من دمج أبنائهم من هذه الفئة بمن ليس لديهم إعاقة، خوفاً وخجلاً من نظرة العطف والشفقة.

الأمان

تقول أم حاتم والدة الطفل محمد البالغ من العمر 4 سنوات، وهو من ذوي متلازمة داون، إن أفراد هذه الفئة لهم رونق خاص في براءتهم وعفويتهم في إيصال ما يجوب بخواطرهم، في الوقت الذي هم بحاجة ماسة للآخرين ليشعروا بالأمان، من خلال فتح باب التواصل معهم، وزجهم في الاختلاط العام، ووضعهم بمواقف يعتمدون فيها على أنفسهم بشرط الرقابة المستمرة في البداية من قبل الأهل، إلا أن هذه الخطوة تختلف من شخص لآخر من هذه الفئة، باختلاف درجة الإعاقة.

وأكدت أنهم يستوعبون ما يدور حولهم، لكن عدم إمكانيتهم التعبير عما يفكرون به، هو الذي يجعلهم يشعرون باليأس والإحباط، وهذا ما يجب أن يستوعبه الأهل ممن يوجد لديهم فرد من ذوي متلازمة داون، بالإضافة إلى ضرورة أن يتعدّوا فكرة الحياء أمام الناس من وجود هذا الفرد في حياتهم خوفاً من نظرات العطف والشفقة، كأول وأهم خطوة للتقدم والتطور في خطة العلاج.

واعتبرت أن دمج ذوي متلازمة داون مع من ليس لديهم إعاقة، يحفز لديهم إمكانية التقاط التصرفات والنطق بالكلمات، مشيرة إلى أنهم يتعلمون كل ما يحدث أمامهم ويحاولون تقليد الآخرين، الأمر الذي يمكن أن يحقق لهم تطوراً ملموساً في جميع التصرفات.

وأوضحت أن ولدها محمد كان يرتاد أحد المراكز الخاصة لهذه الفئة منذ بداية عمره، ليتلقى العلاج الجسدي من خلال خضوعه لجلسات العلاج الطبيعي، إلا أنه اتضح لكي يتمكن من النطق أو التعامل مع الآخرين، أنه يجب إخضاعه لعملية دمج تعليمي، مشيرة إلى أنه في بعض الأوقات كانت حالته تزداد سوءاً في البداية بسبب العزلة، ليتضح لها أن وجوده بين من هم من فئته فقط، يبقيه داخل عزلة لا مفر منها، ما يؤثر في عملية العلاج ويبطئها، والسبب في ذلك أنهم هم أيضاً بحاجة للتطور كما هو بحاجة، ليفتقد حينها كل مقومات التطور.

وتطرقت إلى حالة ولدها بشكل مفصل، والذي كان في البداية يشعر بالوحدة، ويخشى الاختلاط واللعب مع الآخرين وأبناء جيله، ولا يتقبل أي حوار لأنه لا يستطيع إبداء رأيه لعجزه، إلا أنها شعرت بتقدم كبير بعد أن ضمته لرياض للأطفال في الشارقة، ليختلط مع الأطفال الذين ليس لديهم إعاقة، ويتعلم منهم ويقلدهم، ويحاول التكلم معهم، بالإضافة التي تقبله للآخر بشكل كبير، لدرجة أنه أصبح يحب التعرف إلى أشخاص جدد، ويتعلم منهم ما هو جديد، ليصل بعد عام ونصف من انضمامه لرياض الأطفال، إلى إمكانية النطق السليم، والتعبير الواضح والمباشر لما يحتاج إليه، وسهولة التعامل معه في جميع الأمور، ومحاولته المستمرة لاكتشاف ومعرفة ما هو جديد.

تعزيز الثقة

بينما يقول نبيل خالد إنه بادر إلى تسجيل ابنه «محمد» من ذوي متلازمة داون في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ البداية، ليتلقى كل أنواع الرعاية والاهتمام، ويخضع لبرامج العلاج النطقي والجسدي، حيث لم تدخر المدينة أي جهد لتقديم الفائدة والمنفعة له كما تفعل مع جميع طلبتها دون استثناء، وهذا ما حقق لابنه تقدماً ملحوظاً.

ولفت إلى أن ولده جاء بعد انقطاع عن الولادة ل12 عاماً، ليعتبره هبة من رب العالمين ومفتاحاً للجنة، مؤكداً أن الصبر والرضى أعطاهم حافزاً كبيراً ليكون ابنه من أعظم نعم الله عليهم لما فيه أجر وثواب، مشيراً إلى أنه يصطحبه معه إلى المسجد، ويعتبره مثل صديقه تماماً، كما يصطحبه إلى جلساته مع الأصدقاء، مبيناً أن «محمد» يتمتع بقدر لافت من الذكاء، وهو يعشق اللعب مع أقرانه وإخوانه، ويشاهد التلفاز مع الأسرة، كما أنه ودود واجتماعي إلى أبعد الحدود.
وأكد أن العلاقة الإيجابية بين الأهل وطفلهم من ذوي متلازمة داون، تلعب دوراً مهماً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه واكتسابه للمهارات والخبرات، وهنا يقع على عاتق الأهل الإيمان بقدرات ابنهم وعدم السماح للآخرين بالتعامل معه على أساس الشفقة، فنظرة الأسرة لابنهم تنعكس على المجتمع أيضاً.
وذكر سعيد أن هنالك بعض الأسر ممن لديها فرد من ذوي متلازمة داون، لم يخرجوه من المنزل منذ سنوات، وهو حبيس المنزل، وذلك لخوفهم من نظرة المجتمع السلبية أحياناً، وهذا ما يشكل خطراً على حالة ابنهم.

وتابع: إن أفضل أسلوب لتطوير القدرات العقلية للأفراد من ذوي متلازمة داون، هو إدماجهم مع الأطفال ممن ليس لديهم إعاقة، ليتعلم منهم ويقلدهم في حركاتهم، مشيراً إلى أنه ضمّ ابنه إلى رياض الأطفال بناء على تقارير طبية معتمدة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تمكنهم من ذلك، حيث إن المدينة تتابع حالة ولده أسبوعياً، وذلك بزيارة اختصاصيين لمنزله، للقيام ببعض تمارين العلاج الطبيعي ومتابعة حالة ابنه التي تشهد تقدماً كبيراً.

تخشى المجتمع

تخشى أم مريم أن تدمج ابنتها مريم (5 سنوات) من ذوي متلازمة داون، مع أقرانها ممن ليس لديهم إعاقة في رياض الأطفال، وذلك بسبب نظرة العطف والشفقة من الناس، وبسبب سلوكيات ابنتها العدائية أحياناً، موضحة أن الناس لا يتحملون أن يتعرض أبناؤهم للاعتداء من زملائهم حتى لو كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما يضعها في إحراج مع أهالي الطلاب، الأمر الذي أوصلها إلى الاعتماد على المراكز الخاصة بذوي متلازمة داون فقط، وعدم اللجوء للدمج مع من ليس لديهم إعاقة لتتعلم منهم.

وبنظرها، فإن نظرة المجتمع تجاه ابنتها سلبية، وهي تتخوف من مرافقة ابنتها إلى ألعاب الأطفال في الأسواق والحدائق، مشيرة إلى أنها تشعر بالانكسار بسبب إبعاد الأهالي لأبنائهم عن ابنتها خوفاً عليهم، مع نظرة الشفقة التي تحبطها هي قبل أن تحبط ابنتها التي تعي ما يحصل، لكنها لا تستطيع أن تعبر عن ذلك.

وأشارت إلى أن رياض الأطفال لا توفر أخصائيي تربية خاصة للتعامل مع مَن هم من فئة متلازمة داون، حيث إن ابنتها تقابَل دائماً بالرفض من قبل إدارات رياض الأطفال لدمجها مع أقرانها، ذاكرة أنه في إحدى المرات تم فصل ابنتها «مريم» بعد أيام من انضمامها لرياض الأطفال، بسبب سلوكياتها العدائية تجاه الأطفال، موضحة أنه يجب إلزام الحضانات ورياض الأطفال بتوفير اختصاصيي تربية خاصة للتعامل مع من لديهم إعاقة، لإنجاح عملية الدمج، الأمر الذي يمكن أن يحرز تقدماً كبيراً لذوي متلازمة داون، ليخرجوا من عزلتهم.

تقبل الأسرة

من جهتها، أكدت ورود الخصاونة المديرة التنفيذية لسلسلة حضانات الدانة، أن دمج الأطفال من ذوي متلازمة داون مع من ليس لديهم إعاقة، يحقق لهم تقدماً كبيراً في الحالة العقلية، ليرافقه تطور في الحالة البدنية مع إخضاعهم لجلسات علاج طبيعي، حيث إن فرصة استيعاب الطفل للأوامر وتمكنه من إيصال الرسائل التي يريدها تصبح ممكنة لديه وبشكل كبير، الأمر الذي يحقق قفزات علاجية ملحوظة بعد فترة زمنية وجيزة.
وأشارت إلى أنه من أهم معطيات الإقدام على الدمج التعليمي والاجتماعي، هو تجاوز الأسرة حالة الحياء من المجتمع، وتقبلهم لحالة طفلهم على أنه من هذه الفئة وخاصة في البداية، لأن الوصول إلى مرحلة علاجية متقدمة تبين لهم مقدار روعة هؤلاء الأطفال الذين يحبون الحياة.
وقالت إن السلسلة تستقبل الأطفال من ذوي متلازمة داون مهما كانت درجة الحالة لديهم، لأنها هيأت الظروف التي تمكنها من العناية السليمة بهذه الفئة، وتقدم لهم جميع احتياجاتهم البدنية والعقلية، معتمدة في ذلك على أخصائيين وفرتهم السلسلة لهذه الغاية.

الدمج التعليمي ضرورة

تؤكد الدكتورة إيمان جاد عميد كلية التربية في الجامعة البريطانية بدبي، أن ذوي متلازمة داون يمثلون أكبر فئة للتحديات العقلية في المجتمعات، مشيرة إلى أن واحداً من كل 800 فرد على مستوى العالم يكون من هذه الفئة.

وتقول إن احترام الأهل لابنهم من ذوي متلازمة داون، هو العامل الرئيسي في احترام وتقدير المجتمع له، فعندما يرى الأصدقاء والجيران والوسط المحيط، أن الأهل يقدّرون ابنهم تقديراً عالياً، ويؤمنون بمواهبه وقدراته وإمكانياته، فإن ذلك سيكون محفزاً أساسياً لاحترام المجتمع والتعامل معه بذات الطريقة التي يتم التعامل فيها مع الأشخاص ممن ليس لديهم إعاقة، بعيداً عن نظرات العطف والشفقة.

ونوهت بأن الأطفال من هذه الفئة هم جزء من نسيج المجتمع، والاهتمام بهم ومساندتهم واجب على الجميع، فلا يجب أن تتم معاملتهم بطريقة غير لائقة، أو توجيه نظرات الشفقة لهم أو لأسرهم، لأن ذلك من شأنه أن يقوض عملية الدمج المجتمعي التي يتم السعي إليها بأقصى ما يمكن، مشيرة إلى أنه لا بد من الابتعاد عن هذه النظرات، والتعامل مع أشخاص هذه الفئة كما يتم التعامل مع أقرانهم ممن ليس لديهم إعاقة.

وأشارت إلى ضرورة دمج أطفال هذه الفئة مع أقرانهم ممن ليست لديهم إعاقة في رياض الأطفال والمدارس، مؤكدة أن الدمج من أنجع أساليب التدخل في تطوير هذه الفئة، لتمكينهم من التعبير عن آرائهم بشكل سليم، ومشاركتهم للمجتمع بشكل إيجابي، موضحة أن الهدف من ذلك هو إخراجهم من العزلة النفسية التي يعانونها في الأغلب، لعدم تمكنهم من الانسجام مع الآخرين في البداية.

وأوضحت أن درجة الإعاقة لذوي متلازمة داون تختلف من فرد لآخر، حيث إن عملية الدمج التعليمي تعتمد على تقارير طبية معتمدة رسمياً في إمكانية الدمج في المدارس النظامية، ليكون دمجاً كلياً أو جزئياً كبداية تمهيدية، مشددة على ضرورة توفير متخصصين في التربية الخاصة في الحضانات ورياض الأطفال والمدارس، للعناية والاهتمام بمن يندمج في صفوفها من ذوي هذه الفئة.

وقالت جاد إن دولة الإمارات العربية المتحدة، من أبرز دول العالم التي تهتم بتطبيق قوانين اتحادية صدرت بمراسيم سيادية، تنظم حقوق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في الدولة، مبينة أن القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 بشأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، هو أول قانون يصدر في الدولة لحماية هذه الفئة، والذي ينص على الحقوق والرعاية والفرص المتساوية لذوي الاحتياجات الخاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتدريب والتأهيل، والذي يهدف إلى ضمان حقوقهم وتوفير جميع الخدمات في حدود قدراتهم وإمكاناتهم.

نجاح عملية الدمج

قالت سامية محمد صالح مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: إن عملية الدمج للأطفال من ذوي متلازمة داون تساهم في تطوير المهارات الاجتماعية لديهم، كما أنهم يكتسبون مهارات جديدة، تجعلهم يتعلمون مواجهة صعوبات الحياة، بالإضافة إلى أن الدمج يعمل على تغيير اتجاهات الأسرة والمعلمين والطلاب وتوقعاتهم بالنسبة للأطفال من ذوي متلازمة داون.

وتطرقت إلى بعض الإجراءات التي يجب مراعاتها قبل وأثناء عملية الدمج لنجاحها، وذلك في التقييم الشامل للطفل من أجل التعرف إلى قدراته، وتحديد جميع احتياجاته بهدف وضع برامج وخطط تعليمية تناسب قدراته، والتأكد من توفير جميع الخدمات المساندة التي يحتاج إليها، بالإضافة إلى تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الدمج، وإشراك أولياء الأمور في التخطيط للبرنامج بكافة مراحله، وتدريب معلمي المدارس العامة على كيفيه اتباع الأساليب والوسائل التي تساهم في تعليم هذه الفئة.

وحول ما يشاع بين أفراد المجتمع في أن ذوي متلازمة داون لديهم ميول عدوانية، ويشكلون خطراً على الآخرين، أكدت صالح أن هذه المقولة ليس فيها أي شيء من الصحة، بل على العكس من ذلك تماماً، حيث إن كثيراً من أطفال هذه الفئة يتميزون بمهارات اجتماعية عالية، ويتعاملون مع الأشخاص حسب طبيعة الموقف، وأن جميع السلوكيات عند الأطفال وخاصة السلوك العدواني، يكون نتيجة للتعامل غير الصحيح من قبل الآخرين، وليس له علاقة بالإعاقة.
وأشارت إلى أن دور الأسرة مع طفلها من هذه الفئة، لا يختلف عن دورها مع من ليس لديهم إعاقة، موصية بضرورة تقبل حالة الطفل أولاً، والتعرف إلى مهاراته والعمل على تطويرها بالتعاون مع متخصصين، والحرص على دمج الطفل في المجتمع وتعريضه لجميع الخبرات.

وأضافت أنه مما لا شك فيه أن عملية الدمج تواجه بعض التحديات، وقد يكون ذلك بسبب التخوف من نجاح هذه العملية، لذلك تتخذ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بعض الإجراءات التي تضمن من خلالها نجاح عملية الدمج، ومن أهمها، اجتماع الفريق الفني بالمدينة لوضع تصور لعملية دمج الطلاب من ذوي الإعاقة الذهنية بالمدارس العامة، وتحديد المعايير الخاصة بدمج كل فئة من فئات الإعاقة وفقاً لقوانين الدمج بالدولة، وتحديد أشكال الدمج وفقاً لنوع وشدة الإعاقة، وتحديد المدارس الدامجة عبر معايير محددة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وتدريب فريق العمل المتابع لعملية الدمج، وتقييم قدرات الطلاب والتعرف إلى ميولهم واحتياجاتهم، وتنفيذ عملية الدمج والمتابعة من خلال متابعة أداء الطلاب والتعاون مع المدارس الدامجة في تقديم الخدمات المساندة للأطفال المدموجين.

(صحيفة الخليج الإماراتية)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى