الشيخ محمد أمين زيد الكيلاني في ذمة الله

سواليف
انتقل إلى رحمة الله تعالى الخميس الشيخ محمد امين زيد الكيلاني ويعد الفقيد احد اعلام السلط واعيانها ووجهائها.

ولد الفقيد في السلط عام 1926 وعمل مديرا لمدرسة السلط الثانوية وخطيبا لمسجد السلط الكبير لما
يقرب من 50 عاماً.
تخرج في مدرسة السلط الثانوية في العام الدراسي 1945- 1946، وكان من زملائه: أحمد اللوزي وعدنان لطفي عثمان وسليمان المشيني ويحيى الخطيب وفتحي عبد الرزاق السيد ومحمد نمر وهبه وهاشم صالح مسمار وتوفيق الحياري واحمد فوزي وغيرهم. ومنذ نهاية المرحلة الثانوية، أخذ يعمل في تدريس الأجيال. وقد بقي يعتز بمهنة التدريس طوال حياته وما يزال. بدأ الدراسة الجامعية الشرعية في جامعة دمشق، وبعد ذلك عُيَّن مديراً لمدرسة السلط الثانوية 1964- 1966، ثم مشرفاً تربوياً، ثم رئيساً لقسم التوجيه، فمساعداً لمدير التربية والتعليم في محافظة البلقاء، ثم عٌيِّن مستشاراً لوزير التربية والتعليم، إلى أن أحال نفسه على التقاعد عام 1981. وما لبث أن عُين مديراً في كلية المجتمع الأردني، مدة أربع سنوات. وفي عام 1991 كلّف بالإشراف على المدرسة الشرعية.
وتكريساً للخطاب التربوي عند الشيخ أمين، الذي كان مقترناً بالخطاب الديني والاجتماعي، فقد قام بتأسيس جمعية السلط الخيرية عام 1961 بالتعاون مع مجموعة من أهل البر والإحسان، كان منهم: الشيخ عبدالله زيد الكيلاني والحاج محمود الحياري والحاج سالم الخلايلة، والحاج عبد الرحمن الرشدان، والحاج ناجي الشامي والشيخ عاطي باكير وآخرين، وكان على رأس المشاركين في جمع التبرعات لإقامة بنائها. وقد عاصرنا عطاء هذه الجمعية، التي قامت منذ تأسيسها بنشر العلم، وذلك بفتح المدارس الليلية والنهارية لتعليم الأميين والأميات من جميع الأجيال، وتأسيس روضات الأطفال وإيفاد البعثات العلمية إلى الأزهر الشريف وغيره من المعاهد الدينية الراقية. وكان من أهداف هذه الجمعية مكافحة الفقر والمرض، والتخفيف من مصاب العائلات المنكوبة، وإسعاف المرضى، وإصلاح ذات البين وحسم النزاع بين الأفراد والعائلات. والخلاف بين الناس، وإلقاء المحاضرات التي تتضمن الوعظ والإرشاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنشاء المشاريع والمشاغل الإنتاجية، وفتح دور الحضانة، وفتح مؤسسات لرعاية ذوي الإعاقة ، وتعد مبرة الأمير عبدالله الثاني لليتامى أحد أبرز إنجازات الشيخ أمين. وكذلك جمعية الهلال الأحمر. وقد عمل على إنشاء الجمعيات الخيرية في المحافظات، حتى أصبح رئيساً لاتحاد هذه الجمعيات. وبدافع من الوازع الديني عنده، فقد تبنَّى عدداً من أفراد بعض العائلات، فألحقهم بالمدارس واعتنى بهم تربية وتعليماً، وبرع بعضهم في العلم حتى أن أكثرهم تخرج في الجامعات .
ولشيخنا تاريخ مشرف في العمل الاجتماعي وإصلاح ذات البين . ومدينة السلط، كما نعلم تحتاج إلى مثل هذا العمل. إذ أن مشاركة الناس فيما يحتاجون إليه أمر حتمي. ولا نجد جاهة تسعى إلى مصاهرة أو لعقد قران أو طلب معونة لمشروع خيّر، وفيه مصلحة اجتماعية أو إنسانية إلا ويكون الشيخ أمين على رأسها. وكان الناس وما يزالون يعتقدون في صلاحه ودينه وخلقه، ويعتبرون وجوده في المدينة بركة حلّت عليهم. وكان يدعو في خطب أيام الجمعة إلى الإصلاح والصلاح، وتهدئة النفوس عند فوران الدم، وغليان الأنفس لأخذ الثأر، مذكراً بما ورد في ذلك من آيات كريمة، ومستشهداً بما كان يتخلق به الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن.
وأعلمني – أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- أنه في إحدى خطب يوم الجمعة من سنة 1959، ومن على منبر المسجد الجامع، طالب الحكومة بعدم قطع المياه عن أحياء عمان، واستعمالها لفرقة التزلج الأجنبية التي قدمت إلى العاصمة. وصاحب ذلك، رفعُ برقية لرئيس الوزراء بالاحتجاج على ذلك الصنيع احتجاجاً شديداً. فما كان من المحافظ آنذاك إلا زجَّ بالموقِّعين على العريضة في السجن، وكان منهم الشيخ أمين، وإلى جانبه المرحومين: الحاج شعبان العطيات والحاج محمد علي العناسوة والحاج يوسف الزبن والحاج محمود الحياري والسيد نايف أديب الكايد. وغيرهم، حيث أمضوا فيه أسبوعاً أو أقل قليلاً.
ولا ننسى في هذا المجال جهوده المشكورة والمعروفة في إسكان اللاجئين الفلسطينيين في عام 1967 وما يزال أهل المدينة يتذكرون قصة الفتاة التي نسيها أهلها إبان حرب الـ 67، فتبناها الشيخ الفاضل، وظلت تنال الرعاية في كنفه حتى تعرّف إليها أهلها،
ورُدَّت إليهم عروساً. وما تزال المدينة تتذكر كثيراً من الحكايات التي تدل على ما يتمتع به من خلق رضي وشفقة معروفة وإحسان يزيد عن الحاجة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قصة الفناة لم ينساها اهلها بل تفرقوا بسبب قصف الاحتلال لقافلتهم اثناء لجوئهم للاردن حسب رواية المرحوم نفسه كما رواها الاعلامي عدنان حميدان على صفحتة الشخصية على الفيسبوك ، الرجاء التعديل

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى