دولة الدكتور عبدالله النسور …. انت معلم / المحامي ايمن احمد الحسون

دولة الدكتور عبدالله النسور …. انت معلم

صديقي اللدود د. عبدالله النسور أسعد الله صباحك رغم انك أتعست لنا مسائنا وصباحنا .. لكن كما يقال المعاملة مع الله ..
لابد من الاعتراف بقدرتك المذهلة على تجاوز كل حقول الألغام التي نصبت لكم .. او اوقعتم نفسكم فيها .. بفعل قرارات المرعبة وتجرأكم على المواطن الاردني وقوته .. ومحاربته في رزقه ورزق عياله دون ان يرف لكم جفن .. أو ترتعد يدكم وأنتم تصدرون القرار تلو القرار .. وتحاول اقناعنا أن قراراتكم تصب في مصلحة الوطن والمواطن .. بصراحة انت معلم …
المتابع لسيرة حياتكم يلفت انتباهه ما قلتموه في انتخابات 1989 : لن أنساكم .. أوصلوني الى عمان وسأتكفل باللصوص .. وصدق الشعب شعارك فاوصلوك الى عمان .. فكنت نموذجا رائعا ً للمعارضة .. فصرخت .. وقاتلت .. وظن الجميع ان تاريخك المعارض يعني انك ستكون وبالا وكفا ً من حديد على الفاسدين واللصوص .. لكن للأسف .. ازداد اللصوص في عهدك .. واستشرى الفساد .. حتى ضرب كل مناحي حياتنا .. وانت تتابع ولا تتجرأ على محاسبة فاسد واحد من العيار الثقيل .. ومع ذلك أوجعت رؤوسنا بمقولة محاربة الفاسدين .. ومتابعة اللصوص .. بصراحة انت معلم ..
ومنذ ان ابتلانا الله بك رئيسا ً للوزراء .. لا نكاد نخرج من ازمة حتى تدخلنا في أخرى .. فننشغل في الجديدة وننسى القديمة .. واجهت الحراكات الشعبية بحنكة الذئب العجوز .. تارة بالقمع والتنكيل .. وتارة باحالة الحراكيين الى محكمة امن الدولة .. وحين احسست ان الاحتقان زاد عن حده .. وعدت بالافراج عن المعتقلين بذريعة أن هناك هواء جديد واوكسجين جديد .. فاكتشفنا أن هوائك الجديد ليس الا مخدر .. فانشغل الناس بمتابعة امور ابنائهم المعتقلين .. وخبا وهج الحراك .. يوما بعد يوم .. بصراحة انت معلم ..
وجاءت مواجهتك لازمة رفع سعر اسطوانة الغاز التي لم تمس سوى طبقة الكادحين التي اتسعت يوما بعد يوم بفضل قراراتك .. فيما الاغنياء بعيدين عن تأثيرات قراراتك .. وواجهت الاحتجاجات بقبضة امنية .. وحركت أبواق المؤيدين لقراراتك .. وفتحت أفواه المؤيدين لك لينعتوا المعارضين بالخيانة .. فقسمت الشعب أقسام .. وصار هم كل فئة ان تثبت ولائها للوطن ونسي الناس قراركم .. بصراحة انت معلم ..
وعدتنا بالقضاء على المديونية التي تحيط بميزانية الدولة .. لكن الحل الوحيد الذي ابتكرته كان سداد الدين من جيب المواطن .. فازدادت الكهرباء .. والماء .. والهاتف .. الغاز .. وأشعرت الناس ان من واجبهم التضحية في سبيل الوطن .. وكان الجميع يبتلع القرارات خوفا على الوطن .. وانت تزداد تغولا على جيب المواطن المسحوق .. بصراحة انت معلم ..
افتعلت ازمات مع مجلس النواب .. ازمة تتلوها ازمة .. فعريت مجلس النواب امامنا .. فعند كل قرار صدامي لك .. تتصدع رؤوسنا ألما ً من ما يقوله ويكتبه أعضاء مجلس النواب .. ونحلم انك ستسقط بالتصويت الذي سيجري في اليوم التالي .. فتجيش أنت جنا ً لا نعلم عنه شيئا ً .. وتمر العاصفة وكأنها زوبعة في فنجان .. وتنجو وحكومتك .. بصراحة انت معلم ..
لم اجد ادهى منك في شراء أصوات معارضيك .. سواء كان ذلك بمنصب وزاري .. أو حكومي .. المهم ان هذا المعارض سرعان ما يصبح مدافعا منافحا عن حكومتك .. وعن قراراتك .. لا بل ان بعضهم وصف ما يكتبه معارضوك بالتبعير .. وانت تتفرج وكأن الأمر لا يعنيك .. فاذا أحسست أن الأمر خرج عن الخط المطلوب أقلت هذا المسئول او نقلته لمكان اخر .. بتعرف ليش لأنك معلم ..
بصراحة .. قرأت تاريخ رؤساء الوزارات في الاردن فلم اجد شخصا يمتلك دهاء كالذي تمتلكه .. لم اجد شخصا استطاع أن يمر بكل حقول الألغام دون ان تنفجر في وجهه مثل دولتك .. وبصراحة أعترف لك أنك معلم .. بس ياريت منك ما حدى يتعلم …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى