وضحة 2015

مقال الثلاثاء 1-12-2015
وضحة 2015
النص الأصلي
في سبعينات القرن الماضي كانت المرسيدس “200 قص” مدعاة للتفاخر والتباهي ، خصوصاً اذا ما وضع مالكها ريشة طويلة مكان شعار المرسيدس الأمامي وأسرف في رفع صوت المجوز من الراديو..لكن الآن ذات “القصّ ” لم تعد مدعاة للتفاخر كما كانت ، فإذا ما دُعي صاحبها الى مناسبة او عرس صار يلوذ بها خلف سنسلة او يخبئها تحت شجرة بعيدة ولا يقربها من مصفّات “الفور ويل” و”الشبحات” و”اللمبرغيني”…
ما ينطبق على “السيارات” ينطبق على “الإعلام” و”لغة الخطاب” و الدراما وكل شيء…فلكل زمان هناك “حزمة ” خاصة فيه تولد معه وتناسب تطوره و معطياته..
تفاجأت قبل يومين أن التلفزيون الأردني – الحبيب- عاد يبث مسلسل وضحة وابن عجلان بنسخته الأولى من جديد…وتفاجأت بأن سلوى سعيد ما زالت تتكىء على وسائد الشيخ “يوسف شعبان” بشارب اصطناعي خفيف وحاجبين مخطوطين “بالشعرة” وتتقمص دور البدوي ونحن في 2015..اعطوني بدوي واحد بهذه النعومة وصفاء البشرة وخدود تفاحية منذ ان خلق الله الصحراء وأنا سأقدم هجرة الى بوركينافاسو فوراً!!!..
في البداية توقعت أنها مجرّد لقطة عابرة من “ذاكرة التلفزيون” لكنني تيقّنت عندما عدت الى عرض البرامج ، انها الحلقة الثامنة من المسلسل…وضحة وابن عجلان بنسخته الأولى انتج عام 1975 أي قبل 40 عاماً بالتمام والكمال..ثم انتج ثانية عام 2007 ولا أستبعد إعادة إنتاجه عام 2020 إذا توقّف إبداعنا عند هذا الحدّ…
وليعذرني القائمون على التلفزيون ، لا أدري حتى اللحظة ما المدهش بهذا الانتاج غير انه من بواكير إنتاجنا المحلي…يعني المسلسل لا يتكلّم عن قصة كفاح ضد الاستعمار ،ولا يتناول حقبة تاريخية مفصلية في حياة الأردن تذكّر الأجيال الجديدة ، ولا هو مثل فيلم الرسالة يحمل رسالة…هو مجرد مسلسل يحمل قصة عاطفية حدثت وانتهت…كانت جميلة في وقتها…لكنها لم تعد جميلة ولا مثيرة في وقتنا…
حتى اللحظة لا أدري لم يقوم التلفزيون –الذي أكن لإدارته كل الحب والتقدير- بإعادة بث هذا المسلسل..فمن تعلّق بالقصة ووعي على مسلسل وضحة وابن عجلان بنسخته الأولى جلّهم انتقلوا الى الرفيق الأعلى ، ومن بقي منهم يخونه السمع والابصار والزهايمر بسبب كبر السن وبالتالي لن يستمتع بالمشاهدة وبعضهم لو تحضر له “ابن عجلان” شخصياً وتجعله يقف فوق رأسه فإنه لن يهتم به بسبب تكاثر الأمراض ووهن الجسد…اذاً من بقي يهتم بهذا المسلسل لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ، وبالتالي نستطيع أن نوزّع عليهم حلقات المسلسل على شكل “سي دي” أو تعزمهم جميعاً في بيتي على مردد او “كباب” ونحضرهم جميع الحلقات في يوم واحد ونعتق رقاب 6 ملايين مشاهد من أحداث هذا المسلسل الأزلي..

وغطيني يا وضحة ما فيش فايدة

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. هي وقفت عالتلفزيون ووضحة ابن عجلان يا أستاذ … كل ما في وطني اما محلّك سر أو ريفيرس الى الوراء … ولا تحلم انك تفهم شيء او تستوعب شيء .. من تسعيرة المحروقات الى سولافة الاحصاءات … ومن كوتا النسوان لمفاعل طوقان … .. ومثل ما اقنعونا من اربعين سنة انه وضحة المزيونة رجل اللي رموشها بوقف عليهن صقر والمكياج اللي بنقط تنقيط وصوتها المكشوف وخصرها الملفوف ظاهر ومعروف .. الان لازم نقتنع رغم الانترنت وثورة المعلومات والخبر اللي بنقرأه قبل ان يعرض على التلفزيون بأيام .. لازم نقتنع بسياسات الحكومة وقوانينها ويجب علينا ان نصدقها ونبصم ونبارك ونسحج بلا اعتراض … اعادة وضحة وابن عجلان مقصودة وليست بالصدفة .. رسالة تقول لنا اقتنعوا بالمليح او راح نقنعكم بأسلوبنا الآخر الصريح

  2. اللي كتبته عن مسلسل وضحة وابن عجلان في نسخته القديمة في انه ما ضل حد يتابعه الا من هم معدودون على الاصابع هو تماما ما يحدث مع التلفزيون الاردني .. اتوقع عدد متابعي التلفزيون الاردني “في غير رمضان” لا يزيد عن عدد متابعي وضخة وابن عجلان 1975 اليوم ..
    خلي وضحة وكرمة العلي يغطو الشعب ونكمل نومنا

  3. يا رفيقنا الغالي : قاع المدينة ، رائحة الفلافل ، عرق الفقراء ، العطر الرخيص ، والدهشة المكتومة ، ثلة من نساء محرومات ، عمان الاخرى ، الوعد بالحلم ، المقالة الناطرة على أعتاب الخوف ، حوران الراحلة في أزقة الوحدات ، إربدية تنثر صهيلها على أرصفة الشوارع ، تيسير السبول ، محمد طمليه أنا ، انت ، بقية أشياء لا تموت ، أشياء برسم من يعيد تسجيلها بعيدا عن عقارب الزمن ، وشكرا .

  4. الكسبة المرددات لكن كمان المرددات صارن زي وضحة وابن عجلان 2015 ،

  5. يعني مسلسل وضحه وابن هعجلان ما راقلك ,واغنيه التعداد راقتلك؟؟؟
    وماذا عن القناه الرياضيه مثلا. مذيع يتلعثم بالكلام كانه متعلم الحكي على سن العشرين.وان كنت رجال اطلع بجمله مفيده
    حشو في حشو . تسفيه واحتقار لقعول البشر

    التلفزيون اصبح واجهه قبيحه للوطن ببرامجه ومذيعيه وصورته المبشته.فياحبذا لو يسكروه ويبقوا على ما تبقى من ماء الوجه للاردنيين

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى