“احلام يقظة”


“احلام يقظة”
د. محمد شواقفة

كنت أحدث نفسي في لحظة غياب نادرة للشيطان لدرجة أنني أعجبت بما خطر لي من أفكار يكاد يكون تطبيقها مستحيلا.
بما أننا في الأردن مقتنعين بأن سبيلنا الوحيد للخروج من هذه الأزمات المتتالية لا يكون إلا بتغيير حقيقي في كيفية إدارة الامور. و كلنا مؤمن بأن إعادة استنساخ التجارب السابقة لن يؤتي بأي ثمار سواء كانت هذه الحكومات كلها وجوه جديدة أو ممن سنحت لهم فرصة سابقة في أن يكونوا ضمن التشكيلات المتعاقبة. السؤال الذي طرح نفسه لماذا نصر على توقع أي نتائج مختلفة؟.
بمقارنة بسيطة مع أي دولة يحكمها نظام ديمقراطي حقيقي أو حتى شبه ديمقراطي أو فيه نكهة ديمقراطية. يكون هناك انتخابات حقيقية تنتج مجلس نواب أو برلمان حقيقي تكون الكتل المرشحة له صاحبة برنامج و تطرح فيها تصورات و خطة عمل و يتم بالتالي اختيار هذه المجموعة- و طبعا لا اتحدث عن مجلس النواب المشوه بتشكيلاته الغابرة أو ما يمكن ان تتمخض عنه هذه المسرحية التي نسميها تجاوزا انتخابات- و يتم اختيار الاغلبية البرلمانية و بطريقة ديمقراطية حقيقية بدون تدخلات أو املاءات و يكون لزاما على هذه المجموعة المكلفة ان تقدم برنامجا يخضع للنقاش و التمحيص و المشاورات و تنتج حكومة اختار الشعب برنامجها و لن تمر الا بموافقة أغلبية الاعضاء المنتخبين.
من يتم الاتفاق عليه سيكون مسؤولا عما يطرح و المجلس ككل مسؤول عن مراقبة اداء الحكومة كلها أو بعض اعضائها.
و بهذه الحالة ايضا لا مبرر لوجود مجلس موازي كمجلس الاعيان الا اذا تم انتخابه ايضا.
هذه الحالة من الخلط بين المنتخب و المعين لم تجلب أي فائدة تذكر لا سابقا ولا لاحقا.
فكرة الاستمرار بهذه الطريقة ستوطد لعلاقة تباعد و ابتعاد مقصود عن ارادة الشعب. و سيظل دائما ذلك الشرخ بين الحكومة و الشعب، لان أي شخصية معينة في أي منصب تكتسب شرعية غير حقيقية ولا أساس لها. فيصبح فلان رئيسا للوزراء و فلان وزيرا للطاقة أو غيرها دون أن يكون هناك أي سند شعبي أو ارادة عامة تدعم هذا الترشيح و لا بد للجميع من الرضوخ و القبول بهم و كما يطرح البعض :خللينا نجربهم!!!
أعلم أن طرحي يبدو أردنيا خيالي و ربما لا يعدو كونه سواليف تالي الليل و لكن مجرد التفكير بأن ما تنعم به كثير من شعوب الارض و هو حقوق مسلمة و لا ينازعه فيها أحد هو مجرد أحلام يقظة لا و لم و لن تتحقق….
“دبوس على الاحلام”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى