يا عبد الله

يا عبد الله
منصور ضيف الله

تعرف أني فقدت القدرة على الكتابة ، غدت أشبه بالنحت في صخر ، وأنت تستحق بجدارة أن تُسطَّر حكايتك ، وإن كان ثمة تقصير ، فالقلم يخون ، واللغة تهزأ ، والحيل يبلى .
غادرت سحاب في ظروف صعبة ، فرغم معدلك الذي تجاوز السبعة والتسعين ، وشهادات فوزك على مستوى المديرية ، رفض ذاك المدير استقبالك ، تملص بطريقة لبقة من استقبال الطالب الجديد ، الصموت ، النحيف . وكان خيارك الأخير قلب عمان ، وإحدى ثانوياتها المشهورة .
لم تكن الرياضيات امامك عقبة ، ولا الفيزياء ، ولا اللغات ، هنالك دخلت التحدي العلمي مع معلميك ، وسطرت اسمك بين اثنتي عشرة شعبة ، تحترم معلميك ، وتفرض احترامك ، تساعد زملاءك فيما اشكل عليهم . وتصر ان كتب المنهاج تفي بالغرض ، ترفض اللجوء للمراكز الخاصة ، ولم تقتنع بالدوسيهات ، وتركز على منصة التعليم عن بعد ، تتابع التفاصيل ، وتشربها .
لم يقتصر الامر على ذاك ، ففي المسجد يتكرس حضورك ، يحترمك المصلون ، ويفتقدونك اذ تغيب ، الجميع يدعو لك بالتفوق ، الجميع يعرض المساعدة ، حتى مساء هذا اليوم جاء شيخ جليل وحمل لك وصية : لا بديل عن الريادة .
ويا عبد الله ، اقتربت لحظة التوجيهي ، وها انت تحمل مستقبلك بين يديك . انت كفؤ ، وجمل محامل ، تنظر للغد باصرار ، وتؤمن بانك كنت مع الله في كل لحظة ، وفي كل شيء ، وان الله سيكون معك . فامض ، انت وزملاؤك ، الى نقطة بعيدة ، تحملون بها اسم الاردن ، الآن ، وغدا ، وإلى أن يشاء الله …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى