ما بعد كورونا

ما بعد كورونا
جميل يوسف الشبول

بفضل من الله وبجهود المخلصين من ابناء الاردن نتجه نحو الفوز بمعركة كورونا ، فزنا برجال ادارة الازمة باقتدار بعد سنوات قحط وعقم ابتلينا فيها وعلى مدى عقدين من الزمان باشباه رجال يخلقون الازمة تلو الازمة لا يسمعون الا لانفسهم.

اسرع الشعب واعطى العلامة الكاملة لوزيري الصحة والاعلام في رسالة واضحة من الشعب الاردني العظيم بانه الاقدر على ان يميز الغث من السمين ولو استعين بكل مساحيق الجمال الكاذب.

علينا البناء على ما تم ويتم وعلى من يراهن على ان النجاح في معركة يعفية من الفوز في الحرب الدائرة منذ عقدين من الزمن ان رهانه خاسر وان هذا الشعب الذي ضحى بكل امكانياته وصبر وطاول في صبره سيدنا ايوب عليه السلام لن يقبل بعلامة الصفر وان يعود خالي اليدين.

في المحنة الاخيرة محنة كورونا اختفى المنافق واختفى الكاذب واختفى المتاجر ورأينا اكباد الوطن تمشي على ارضه راينا جند الكرامة وكل من انفت نفسه السمسرة والمقامرة .

استنجد الوطن باهله فلبى نداء اليوم من لبى والده وجده نداء الامس فالوجوه لم تتغير رغم الاقصاء والتهميش لصالح شخوص وجهات سخرت مقدرات البلد لاجلها ولخدمتها فاستولت على الثروة وتركت الوطن في مهب الريح.

لن نسمي واحدا منهم وقد اخطأ من هاجم البعض دون غيره ولعلها ايحاءات من اصحاب الصوت الاعلى اصحاب الايادي المغلولة لتوجيه الانظار نحو اصحاب الصوت الاقل وبمساعدة من ابواق امتهنت النفاق وتجارة الكلام .

في هذه المحنة وكما المحن السابقة وكما اسلفنا امتدت للوطن ايادي المخلصين من ابنائه فبادرت الشركات التي بعناها باثمان بخسة والتي بناها الاباء والاجداد اما الشركات التي قيل لنا انها شركات مليارية القيمة شركات “البطاطا والبندورة” وشركات الاسد التي الزمنا المواطن الاردني ان يدفع لها عنوة وشركات الافشور وجميعها لا ترفد الخزينة او الضريبة بفلس واحد فقد ادارت الظهر الى المواطن والوطن وكان الخيرفي المعلم الذي جلدناه وسددنا له اللكمة تلو الاخرى وكان التبرع كبيرا وبحجم من علمكم رسم الحرف.

هناك من يريد ان يخلط الاوراق ويفتعل المعارك الجانبية مع شركاء الامس وينقلها الى ساحة الشعب

الذي اكتوى بنيران التحالفات الاثمة ودفع ثمنها غاليا حتى من كرامته بسجنه وسجن زوجته المدينة بمئات الدنانير وبقوة القانون المعد خصيصا لخدمة المرحلة .

ستنتهي ازمة كورونا وتبدأ الازمة الاشد بخلو الساحة من الجميع باستثناء حلفاء الامس في مواجهة المواطن وتصفيته وسوف يبدأ الحساب اي حساب الشركاء وسوف يكون عسيرا .

علمنا كورونا ان الاوطان تدار بزنود الرجال ولا تدار بالتطبيقات والمبادرات على اهمية البعض منها علمنا كورونا ان للوطن مدخرات ثقافية وفكرية ومالية وان العبث بهذه المدخرات يقوض الدول فكم من مطرب قدمنا للوطن واجزلنا عطاءه ولكل مؤسسة مطرب يجيد “الجعير الوطني” والقول للاستاذ احمد حسن الزعبي وفي المحن لا نملك الا ان نعود الى 1969 والى صلاح ابوزيد والى فيروز القائلة:

ويكتب الاردن بذهب الكرامة بالعز والشهامة تاريخا كبيرا يكتبه الاردن

وينشد الاردن اغنية بهية حسناء كالحرية اغنية قدسية ينشدها الاردن

الاردن امام منعطف تاريخي وامام ظرف استثنائي فاما التضحية والنجاة واما الفناء والمغادرة والنماذج قريبة وواضحة والعاقل من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ بنفسه .

1-4-2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى