السعودية والقيادة العربية / ابو حمزة الفاخري

منذ ظهور الدولة الوطنية العربية مباشرة بعد ما يعرف بمرحلة “الاستقلال” اتكأت هذه الدول على دولة عربية ذات قدرات لتكون لهم قائدة في المحافل الدولية ، وظهرا وسندا للدول الصغيرة والضعيفة .
وفتّحت هذه الدول عينيها لتجد في مصر هذه الضالة المنشودة لهم ، وذلك لتوفر الزعامة الشخصية “عبد الناصر” العروبي الذي هتفت باسمه كل الشعوب العربية ، وللثقل السكاني لمصر – اكبر دولة تعدادا – واستمر الحال الى ما بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد والتي سلمت فيها مصر دقنها وانبطحت امام الاملاءات الامريكية ، وخرجت من موقعها الرائد كما خرجت منها جامعة الدول العربية .
وكان يومها بعض القادة الذين لهم وزنهم عند شعوبهم وعند قادة العالم ، وبرزت العراق كدولة حاملة لواء القيادة زمن صدام حسين – رحمه الله – ولكونه خاض حربا بالنيابة عن العرب في الجبهة الشرقية ووقف سدا منيعا امام اطماع ايران في التغلغل المذهبي والتوسع الجيوسياسي !! وتم دعمه ماليا واعلاميا وسياسيا لابعد حد . ولان لعبة الكبار الدولية لا تسمح بظهور تفوقا عربيا ودولة لها قدرات اقتصادية وعسكرية وايدولوجية وبشرية ، فقد تم انهاك العراق وانطلت عليه لعبتهم بتشجيعه لدخول الكويت لان ساعة صفره قد حانت .
وللاسف وقفت غالبية الدول العربية واولهم الممانع وآخرهم الذي كان العراق حامي حماه الا الاردن الذي يسجل له هذا الموقف التاريخي ، ودارت رحى الحرب المخطط لها اصلا لسلب العراق من هويته وعروبته وتسليمهما لايران والتي لعبت بكل ما لديها من اسلحة عقائدية واقتصادية وبشرية لبسط نفوذها وتوسعها الذي كان العراق حاجزا منيعا امامها .
وهكذا بات العرب بلا قيادة لها وزنها العسكري كمصر والعراق وتطلعت شعوب المنطقة باحثة عن الظهر والسند فلم تجد امامها الا السعودية ذات الثقل الديني والمادي ولكنها ولسوء حظها اندلع الربيع العربي الذي لم يكن بالحسبان لدى الكبار والمسيطرون على هذه المنطقة الاستراتيجية وخاصة سوريا فلم تفلح في وقف النزيف بل على العكس فُتِحَت لها جبهة في خاصرتها الجنوبية لتعرقل مشروعها القيادي .
وكأني ارى ورطة صدام في الكويت تتكرر هذه المرة بنسخة سعودية يمنية .
ومن هنا نلاحظ كثرة التحالفات التي اقامتها السعودية او تلك التي شاركت بها انصياعا لحجة مكافحة الارهاب
ومما يعرقل قيامها بهذا الدور على اكمل وجه قيام دول عربية صغيرة باعاقة تحركها وسط هذه الغابة المشتعلة .
فهل تنجح السعودية في وقف تغلغل ايران الذي بات يهدد كل الانظمة العربية خاصة بعد توقيع اتفاقية النووي مع ايران ورفع العقوبات والحضر عنها ؟؟ وانهيار اسعار البترول الذي سينعكس سلبا على قدرات السعودية !! وامريكا لا يهمها الاصدقاء بقدر ما تبحث عن مصالحها وسرعان ما تتخلى عن حلفائها حال ظهور حليف جديد يحقق هذه المصالح وبامتياز
وهل تناغم تركيا السنية مع السعودية يعزز تحالفهما الاستراتيجي ، علما ان تركيا مكبلة باتفاقية استراتيجية عسكرية مع اسرائيل و منشغلة بخاصرتها الجنوبية ايضا مع الاكراد تماما كما السعودية .
وهل الزيارتان المتتابعتان لولي ولي العهد ووزير خارجيته لباكستان خلال ثلاثة ايام يسندان ظهر السعودية ؟؟ علما ان البرلمان الباكستاني رفض مشاركة باكستان في التحالف العربي في اليمن .
وهل زيارة قطر لموسكو تصب في هذا الشأن ؟؟
تحديات جسيمة داخلية وخارجية اراها تواجه السعودية فهل نبكي عليها كما بكينا على العراق ؟؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى