سواليف
هل تشعر أن صحتك على ما يُرام؟ هل ترى أنه لا يوجد لديك أي أعراض تُسبب لك القلق حول احتمالية إصابتك بمرض ما؟ إذا كانت إجابتك عن الأسئلة السابقة بـ«نعم»، فعليك أن تتعرف على بعض العلامات الصامتة التي يُحاول جسدك إخبارك من خلالها إنه ليس على ما يُرام.
قد ترى أن بعض هذه العلامات «عادية» للغاية ولا يجب الالتفات لها، مثل الشعور بالنعاس أثناء اليوم أو الشعور بعدم التركيز، قد يكون الأمر بالفعل مُجرد إرهاق عابر، لكنه قد يكون أيضًا دليلًا عن مشكلة صحية أعمق وأكثر خطرًا. في السطور التالية نُخبرك ببعض العلامات «الصامتة» التي يُحاول جسدك من خلالها تنبيهك إنه ليس بصحة جيدة.
1. تعاني من النسيان وعدم التركيز؟ الأمر ربما لا علاقة له بالإجهاد
قد تكون حصلت على قدر كاف جدًا من النوم، ونمت بعمق وكما ينبغي خلال الليلة السابقة، ومع ذلك، تشعر بعدم التركيز، وبأن دماغك لا تستطيع الانتباه إلى ما حولك بشكل جيد. يقول مارتن جي بلوم، طبيب أمراض القلب وخبير طب وظيفي: «النسيان لا يقتصر على الشيخوخة فقط، الضباب الدماغي يمكن أن يكون مؤشرًا لشيء أكثر خطورة، مثل عدم التوازن الهرموني الذي يؤثر على القضايا المعرفية، وبالنسبة للنساء على وجه الخصوص، قد تشير الهفوات الذهنية إلى اضطراب الغدة الدرقية».
فيما يخص عدم التوازن الهرموني فإن النساء مثلًا بعد انقطاع الطمث، يُعانين من فقدان سريع للإستروجين والبروجستيرون، وبالمثل، يعاني الرجال من فقدان هرمون التستوستيرون المرتبط بالعمر، وهي حالة تعرف باسم «قصور الغدد التناسلية»، ما ينبغي معرفته هنا أن للهرمونات الجنسية أدوارًا أساسية في الصحة المعرفية والعصبية، وهي بإمكانها أن تُسبب حالات النسيان والضباب الدماغي.
كذلك يُمكن لاضطراب الغدة الدرقية أن يؤثر على الذاكرة، فهو يُسبب مثلًا اضطراب النوم والاكتئاب، وكلاهما يمكن أن يكون سببًا للنسيان، عند الشعور بالنسيان وعدم التركيز بشكل دائم ودون سبب تعرفه، فكر في إجراء فحص دم شامل يقيس جميع الهرمونات والعلامات الحيوية، واختبار كامل للغدة الدرقية لا يقيس هرمونات الغدة الدرقية فحسب، بل يقيس أيضًا الأجسام المضادة للغدة الدرقية المُحتملة، وذلك لتحديد الأسباب الجذرية لضباب الدماغ.
سبب آخر لحدوث الضباب الدماغي هو عدم تناول الطعام الصحي، بالنسبة لكل من الرجال والنساء، يمكن أن تُسبب جراثيم الأمعاء أيضًا حدوث تشتت في التفكير ونسيان وعدم قدرة على التركيز، فأمعاؤك لا تخص جهازك الهضمي فقط، ولكنها مُرتبطة أيضًا بعقلك، لذلك يمكن أن يُحقق تحسين نظامك الغذائي الوضوح الذهني والقدرة على التركيز.
يقول الدكتور بلوم: «معظم المرضى يشعرون بالدهشة من الفرق الذي يمكن أن تُحدثه الأمعاء الصحية في وظائفهم الإدراكية، إنهم يشعرون بأنهم أكثر حدة وأذكى وأسرع مع تحسين القدرة على التركيز وتذكر الأشياء وإكمال المهام العقلية».
2. تفقد وزنك بصورة غير مبررة؟ فتّش عن الإنسولين
فقدان الوزن غير المُبرر هو المُصطلح المُستخدم لوصف انخفاض وزن الجسم الذي يحدث عن غير قصد، وهو يعني فقدان الوزن دون محاولة اتباع نظام غذائي أو ممارسة الرياضة، والذي ويمكن أن يكون علامة تحذيرية تُشير إلى الإصابة بمرض السكري.
يتم تحديد مدى طبيعية الحجم الذي تزنه من خلال عدد من العوامل بما في ذلك العمر وتناول السعرات الحرارية والصحة العامة، بمجرد بلوغك سن البلوغ، يجب أن يظل وزنك مُستقرًا نسبيًا من عام لآخر، لكن فقدان بضعة أرطال هنا وهناك بشكل غير مُفسر أو مستمر قد يُشير إلى وجود حالة طبية أساسية.
وأحد الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الفقدان غير المُبرر في الوزن هو الإصابة بمرض السكري، حين يمنع الإنسولين غير الكافي الجسم من نقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه طاقة، وعندما يحدث هذا، يبدأ الجسم في حرق الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض في الوزن الكلي للجسم.
غالبًا ما يتم ملاحظة فقدان غير مُبرر للوزن لدى الأشخاص قبل تشخيص داء السكري من النوع الأول، ولكنه قد يؤثر أيضًا على المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
3. تعاني من ضعف الانتصاب؟ ربما شرايين قلبك مريضة
قد تعتقد أن الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب، ليس له علاقة بقلبك، ولكن إذا كنت تُعاني من الضعف الجنسي، فقد تكون علامة على انسداد الشرايين.
الرجال لديهم نظام تحذير صامت مُبكر فيما يخص صحة القلب، فعندما يكون تحقيق الانتصاب أمرًا صعبًا أو مستحيلًا، يمكن أن يكون هذا علامة على انسداد الشرايين في الحوض، والذي يحدث قبل حدوث أزمة قلبية.
الأمر كله يتعلق بتدفق الدم للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، من المُفترض أن يصل الدم إلى القضيب بشكل طبيعي دون معوقات، لكن إذا كنت تعاني من الضعف الجنسي، فقد يعني ذلك أن واحدة أو أكثر من الأوعية الدموية قد ضاقت أو تم حظرها، يحدث هذا عندما يتراكم «البلاك»، في الشرايين، والبلاك هو الرواسب الدُهنية المُكونة من الكوليسترول ومواد أخرى ويؤدي تراكمها في الشرايين إلى تضييقها.
عندما يضخ قلبك، يمر الدم عبر الشرايين للوصول إلى أجزاء مختلفة من الجسم، للوصول إلى القضيب، يمر الدم أولًا عبر الشرايين في البطن ثم يتفرع، عندما يحين وقت الانتصاب، تتسع هذه الشرايين أو تتوسع، ليتدفق المزيد من الدم إلى القضيب، مما يجعله منتفخًا، ويمكن أن يعني ضعف الانتصاب أن بعض الأوعية الدموية على الأقل في هذا المسار ليست بصحة مثالية، حتى لو لم يكن لديك شريان مسدود حتى الآن، فقد تعني هذه الحالة أن بطانة الأوعية الدموية لا تعمل كما ينبغي.
هناك في المتوسط ثلاث إلى خمس سنوات بين بداية الضعف الجنسي وحدوث أمراض القلب التاجية، وهو متسع من الوقت للكشف والعمل على منع هذه الحالة الصحية، إذا كنت أنت وشريكتك قلقين بشأن الأداء الجنسي، فابحث عن جذور المُشكلة والتي قد تكون عبارة عن شرايين مريضة، لكن تصلب الشرايين ليس هو السبب الوحيد وراء حدوث الضعف الجنسي، راجع طبيبك لمعرفة السبب في حالتك.
4. تشعر بالنعاس طوال النهار؟ ربما تعاني من توقف التنفس أثناء الليل
يُعتبر سباتك الليلي مكونًا رئيسيًا في الحفاظ على صحتك وأدائك اليومي الجيد، لذلك عندما تكافح من أجل النوم أو تُعاني من عدم القدرة على النوم بشكل مُتواصل أو تشعر أنك لا تستطيع أبدًا الحصول على وقت كافٍ من الغفوة، تحدث إلى طبيبك في أسرع وقت ممكن، لأن هذا يُمكن أن يكون إشارة على أنك مُصاب بتوقف التنفس أثناء النوم ليلًا.
توقف التنفس أثناء النوم ليلًا هو اضطراب في النوم تتوقف فيه عن التنفس لفترة وجيزة أثناء النوم، يمكن أن تحدث لحظات انقطاع النفس بشكل متكرر طوال الليل أثناء النوم، وهناك عدّة أنواع من توقف التنفس أثناء النوم، ولكن يوجد نوعان بارزان هما توقف التنفس أثناء النوم الانسدادي، وتوقف التنفس أثناء النوم المركزي.
توقف التنفس أثناء النوم الانسدادي، هو انقطاع التنفس بسبب انسداد الشعب الهوائية، هذا الانسداد يؤثر سلبًا على عمل عضلات الصدر والحجاب الحاجز، مما يتطلب جهد أكبر لفتح مجرى الهواء المحظور وجذب الهواء إلى رئتيك.
أما الأشخاص الذين يُعانون من توقف التنفس أثناء النوم المركزي ليس لديهم انسداد في الشعب الهوائية، المشكلة هي في العلاقة بين الدماغ والعضلات التي تتحكم في التنفس، فقد يُشير انقطاع التنفس إلى وجود مشكلة في إشارات الدماغ، فقد ينسى عقلك للحظات إخبار عضلاتك بالتنفس.
إذا كُنت تُعاني من واحدة من حالات توقف التنفس أثناء النوم، فقد يؤدي هذا إلى شعورك بالنعاس الشديد أثناء النهار، أو مواجهة صعوبة في التركيز على المهام المطلوب منك أدائها، أو تعاني من الصداع عند الاستيقاظ.
