المرشح «الحشوة» أكثر ظاهرة مقلقة في الأردن

سواليف

لا توجد طريقة يمكن بواسطتها قياس مستوى الانضباط الناتج عن دور ونشاط وموقف المرشحين الذين يعلمون مسبقاً بأنهم عبارة عن «حشوات» في قوائم الانتخابات خصوصا تلك المعنية بتمثيل الإخوان المسلمين.
يقر الكثير من الساسة والمسؤولين في الأردن بأن الدولة هذه المرة وقبل نحو خمسة اسابيع فقط من الانتخابات البرلمانية المقررة لم تنشط في توفير «بدائل انتخابية» مقنعة ويمكن الرهان عليها لمواجهة الهجمة الترشيحية المحتملة للإخوان المسلمين في انتخابات مثيرة للجدل ومفعمة بطموح الإسلاميين لملء الفراغ الذي يمثله غياب الشخصيات الوطنية.
وفي الوقت الذي يظهر فيه الإسلاميون نشاطاً ملحوظاً في السياق الانتخابي تتوقع أجهزة الرصد المعنية بالملف الأمني حصول «ارتدادات انفعالية» في العديد من الدوائر الانتخابية بعد ظهور النتائج بسبب تركيبة القوائم على إجماعات عشائرية غير حقيقية.
أغرب ما في الانتخابات الوشيكة ان المئات من المرشحين يشاركون فيها وهم يعلمون مسبقاً بأنهم عبارة عن «حشوات» للقوائم قد لا تحظى بفرص النجاح أصلاً. والمال السياسي يتحرك ببطء وبصورة غير مخالفة للقانون بين تراتبية مرشحي «الحشوات» المشار إليهم لكن تلك لم تعد المشكلة الأساسية الحساسة في الواقع.
اللافت في الموضوع أن تكنيك «الحشوات» اتبعه الإخوان المسلمون أيضاً وهم ينظمون حملة على شكل غزوة منظمة في الإطار الشرعي تهدف للمشاركة في الانتخابات وإظهار القوة والمتانة في الشارع.
في رسالة فيها الكثير من التعليقات الساحرة للمعارض البارز ليث الشبيلات اعلن بأن الإخوان المسلمين سيخطفون المقاعد حتى لو رشحوا هرة على رأس كل قائمة بالرغم من ضعفهم وتفككهم ومشكلاتهم.
مصدر رسمي تحدث لـ»القدس العربي» عن نية الإخوان المسلمين عبر حزب جبهة العمل الإسلامي ترشيح قوائم في نحو 26 دائرة انتخابية فيما كان القيادي زكي بني إرشيد قد أعلن عن المشاركة في 23 دائرة انتخابية. هذا النمط من المشاركة يعني بان على التيار الإخواني ترسيم هوية نحو 120 مرشحاً على الأقل ضمن القوائم اغلبية هؤلاء من فئة «الحشوة» التي يكون هدفها حصد الأصوات لرأس القائمة في ظل فرص نادرة لفوز اي قائمة بعدة مقاعد.
بعض الساسة يطرحون بطرافة السؤال التالي: ماذا ستفعل قيادة الإخوان المسلمين بمرشحي «الحشوات» بعد النتائج؟
المطبخ الإخواني لا يبدو مهتماً بالإجابة على هذا السؤال لأن «الحشوات» إياها ستكون منضبطة تنظيمياً وتقوم بواجبها في خدمة رسالة التنظيم خلافاً بطبيعة الحال لبقية «الحشوات».
الإقرار بان التيار الإخواني سيحصل على كتلة صلبة في الانتخابات المقبلة على المستوى الرسمي وصل لحد إشارة بعض كبار المسؤولين إلى ان حشد أكثر من 120 مرشحا والتمكن من فوز 12 منهم فقط قد ينتج مؤشراً على ضعف الإخوان المسلمين.
لكن تلك بطبيعة الحال تبقى ذريعة للتخفيف من حدة ووطأة الإحساس العام بان التيار الإسلامي «قادم وبقوة» لبرلمان 2016 فبصرف النظر عن عدد المقاعد التي سيحظى بها التيار عموما سيبقى متماسكاً وصلباً ومؤثراً في مجريات الأحداث قياساً ببقية المرشحين من ممثلي التوازنات القبلية والمحافظة والمناطقية.
الإسلاميون بشهادة البرلماني المخضرم عبد الهادي المجالي والوزير الحالي حازم الناصر «منظمون جداً»، ويحضرون كل الجلسات ولا يتغيبون عن اجتماعات اللجان وموقفهم موحد ولديهم خبرة كافية بالرقابة والتشريع. وهذه أمور تجعل قوة العضو الواحد فيهم مضروبة بإثنين على الأقل وهو ما افاد به المخضرم المجالي أمام «القدس العربي» في سهرة خاصة تخللها نقاش سياسي.
لذلك ومن باب التكتيك المنظم وتجنباً لأي مفاجأة قانونية اعلن القيادي في التيار الإسلامي الشيخ علي ابو السكر ظهر الأحد إرجاء المؤتمر الصحافي المخصص لللإعلان عن قوائم الإخوان على اساس الإعلان لاحقاً وبعد انتهاء فترة التسجيل الرسمي التي تبدأ غدا الثلاثاء.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لو كنت مكان الاخوان لعملت قوائم في كل دائرة انتخابية بعدد المقاعد ولحصدت ال120 مقعد في مجلس النواب رغم انف البعض.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى