فرح مرقه: سر علاقة “حب السيسي” بخطف الطائرة المصرية.. وسعد لمجرد يعود للواجهة مع عملية “قبرص”.. أطفال المدارس الفلسطينية حين يصبحون رعب عباس ونتنياهو معا.. وقناة فتافيت لا تحرمنا “أطايب” الامهات والجدات ولكنها تخسر المتابعات مللا..

سواليف

عباس ومرض الخضوع..

بالمجهر والتليسكوب حاولت ان ابحث عن الفائدة التي قد يراها الفلسطينيون في تصريحات رئيسهم منتهي الولاية محمود عباس عن تفتيش حقائب ابنائهم في المدارس، ولم اجد اجابة ايجابية واحدة.

العجوز جلس امام مذيعة اسرائيلية وبكل الخضوع في الارض راح يتحدث عن شرطته، التي من المفترض لها حماية ما تبقى من فلسطين، بأنها تدخل المدارس وتفتش حقائب الطلاب بحثا عن السكاكين دون اي محاولة منه للحديث عن المقاومة، او عن سبب الثورة التي يشعر بها الطلبة في مدارس ينقصها كل شيء، أو حتى عن اي نوع من الظلم الذي يعيشه الفلسطينيون.

الرئيس، ومن باب التنسيق الامني على ما يبدو، منح العدو بصورة واضحة وعلى اعيننا جميعا معلومات عن “نزعة ارهابية” لدى 70 طالبا من الفلسطينيين من مدرسة واحدة، حسب ما قال للمذيعة التي تحتفل اليوم بالعداء من جانبها وحدها والخضوع الجالس على المقعد قبالتها.
معلومة عباس المذكورة قد تهدد كيان المدرسة ببساطة وقد تمنح العدو الف سبب ليجتاح اي ارض فلسطينية عليها “صبية ارهابيون يحملون السكاكين مع الكتب”، وهذا ما لا يحتاج الشرح ولا التوضيح.

المشهد الذي رصدته قناة الجزيرة، فنيا كانت فيه جلسة المذيعة تنم عن قوة، وكل ما يتعلق بالرئيس متصل بالهوان، حتى ان لم يتفوه بما قاله، ولكن ما ظل يفاجئني ان ذكاء الرئيس المنتمي لمنظمة “التحرير” الفلسطينية لا ينشط الا بالمزيد من التهميش والتقليل من شأن شعب من المفترض انه يقوده.
رئيس “التحرير” قرر “فتح” كل مجال للعدو للحياة بسلام مهما كان ثمن ما يفعله هو ورجاله على شعب رأى يوما به الامل، مع كل التجاهل لمفهومي التحرير والمقاومة، وبالتأكيد “العدو”.

الاهم، بقعة الضوء الكبيرة المشرقة الساطعة ان الاطفال في مدارس فلسطين هم اساس الرعب للعدو والسلطة معا.. فهم من لم تلوث فطرتهم بمفاوضات كاذبة، ولم ينتكس حبهم لوطنهم بانكسارات متتالية.. ببساطة هم الامل.. وسكاكينهم الحياة..

**
بنحب السيسي.. الجواب الكافي..

اغراني بالبكاء السبب الذي يجعل شقيقة الخاطف العظيم للطائرة المصرية تنهي مقابلتها مع قناة العربية بالقول “اعتذر لمصر وللرئيس السيسي” وتؤكد انها وكل اسرتها من مؤيديه ومحبيه، في موقف كهذا.

الشقيقة رغم انها تحدثت عن ظلم قضائي وقع على شقيقها حرمه رؤية اطفاله منذ عام 1996، الا انها قررت الا تتعاطف معه وان تبدي استياءها من فعلته لا بل وتجرمه باعتباره جلب لها واسرتها العار.

بعيدا عن الشقيقة وجزء من الشعب المصري المرعوب الذي تمثله، والخوف الذي نشعر انه اليوم يسكن كل الشعوب، فالحادثة تمنحنا الكثير لنتحدث عنه، من التسليم بالخوف والذي قاد الطيار لتغيير مساره بسبب حزام ناسف “فشنك” كما يقول المصريون، لليأس الذي يحياه الخاطف حتى وصل الى هنا، مرورا بالافلام والارهاب الهوليوودي الذي نحياه والذي منح الجميع الحق في الحلم بالخطف والقتل وغيرها، دون اغفال ان حركة من تلك التي فعلها الرجل سلطت عمليا عليه الضوء وعلى قضيته في الوقت الذي فشلت بذلك كل محاولاته السلمية القديمة.

بعيدا عن كل شيء، مصر السيسي التي تجعل الاخت تتبرأ من اخيها تتفوق على ذاتها اليوم بالعجائب: وبعد صباع الكفتة الشافي من الامراض، ها هو الحب يخطف طائرة بحزام كرتوني “ناشف”..

**

بالمناسبة خاطف الطائرة “النغش” اعاد للواجهة اغنية الشاب التونسي الوسيم “سعد لمجرد” والذي غنى “انت معلم” وذاعت قبل فترة بصورة هستيرية، فباتت النساء كلها تطالب بـ “طيارة” على طريقة الخاطف المصري وترددن “تستاهل طيارة لا طيارة شوي عليك”، فيتركن الرجال في حيرة من امرهم بـ “ما هو الاكثر من الطيارة”..

**

فتافيت مجددا..

تتحسر الأمهات اليوم على غياب قناة فتافيت، وبصورة اقل يفعل الاطفال على غياب قناة براعم والتحاقهما بركب المشفّر من القنوات، كما قنوات الرياضة.
في المنازل سابقا كان الاب يصرخ كثيرا لكونه اشترك في قناة BeIn الرياضية ودفع “دم قلبه” لذلك ما يجعل له كل الاحقية لحضور “شغفه” المتمثل بمباراة بين فريقين عالميين، الا اني حتى اللحظة لم اصادف سيدة او طفلا يجرؤان على طلب الاشتراك بقناتيهما المفضلتين.

مجرد تشفير القناتين يعني ببساطة ان تعلم الطبخ لن يبقى “حقا للجميع″، وتلك الاكلات التي غالبا لا تفهم المبتدئات (واحيانا الخبيرات) معظم مكوناتها ومن اين تأتين بها ستصبح ايضا حكرا على المتغاويات من النساء القادرات على الاشتراك بقناة للطبخ!

جدتي الجميلة تحدثت عن التشفير بحرقة، وهي من لفت انتباهي للقصة اصلا بتذمرها من تبعات القرار التي ستحتم عليها مشاهدة قناة تبث مسلسلا او اخرى اخبارية، ما يعني ان مللها اليومي لم يعد له ما يبدده، ومثلها بالطبع معظم ربات البيوت.

القناة المذكورة عمليا اليوم تخسر مشاهداتها التقليديات اللواتي يشاهدنها لانها “متاحة”، في الوقت الذي اجزم فيه ان الطامحات لتعلم المزيد من الاكلات غريبة الاطوار اساسا اعدادهن لن “تشبع″ مشفري القناة، خصوصا في عصر المطاعم والاكلات الجاهزة.

أما نحن الذين نأكل من خير الامهات والجدات ومما تجود به نفوسهم من اكلات شهية فلن يتغير علينا شيء، سنظل نأكل الملوخية و”قلاية البندورة” والمنسف والقدرة وغيرها من الاكلات التي لم تغير فيها “قنوات الطبيخ” شيئا من الاساس.

*كاتبة من الأردن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى