كتلة نصّها موت! / يوسف غيشان

كتلة نصّها موت!
يوسف غيشان

مواطن ارهقته الإجراءات الحكومية ، مثله مثل الكثيرين غيره، ممن لا يملكون الواسطة ولا الوسيلة، هذا المواطن لم يجد امامه الا ان يحمل شوالا ويجمع العلب الفارغة ويبيعها بالكيلو، وهي مهنة شريفة طبعا، لو لم يكن هذا المواطن شابا جامعيا من الأوائل ، وتقدم لديوان الخدمة المدنية من اول تخرجه.
طبعا تعرفون مكمكات الديوان ، وكيف تنقلب الأمور فيه ، ضمن تبريرات حكومية بيروقراطية لا تخر منها المياه ولا الرمال المتحركة. هذا ما جعل صاحبنا ينتظر عشر سنين ، وهو على الحديدة، والحكومات تكذب عليه على التوالي والتتابع.

كانوا يكذبون عليه في كل شئ ، من فاتورة الكهرباء حتى تخفيض ثم رفع اسعار المشتقات النفطية ، لكنه اقتنع بالنهاية ان هذه هي حال الحكومات، وكان يردد دائما النكتة التالية ، غامزا فيها في قناة الحكومة المناوبة.

تقول النكتة :

– حبيبتي … انا عمرى كذبت عليكي قبل هالمرة؟؟
– اوووههه ..كثير
– اذا هيك ..ليش مستغربه هالمرّة يا حبيبتي؟ .
راحت الأيام ، وصاحبنا يجمع المعادن والعلب ويبيعها حتى يكفي مؤونة يومه، الى ان جاء يوم – على عادة القصص- ووجد مصباحا صدئا ،ففركه ، فخرج له الجني، او خيّل له ذلك ،وقال :
– شبيل لبيك .. انا بين ايديك…. اطلب ما تشاء.
– معقول …..انتى جني ….انا اطلب ما اشاء.
– طبعا ..لكن بشرط….
– بلشنا نشرّط من اولها؟؟؟ ..احكي شرطك يا اخي .
– كل اشي بعمله الك او بجيب لك اياه ، بعطي للحكومة قدّه مرتين .
– يعني ؟
– بتطلب مليون …بعطيك مليون وبعطي الحكومة مليونين ..بتطلب فيللا بعطيك فيللا وبعطي الحكومة فيلتين ،..بتطلب سيارة بعطيك سيارة وبعطي الحكومة سيارتين .
– هيك لعاد؟؟؟..خلينا انجرّب…هاتلك مليون دينار اردني
اعطاه المارد مليون دينار ، واعطى الحكومة مليونان .
وبعد ان أمّن الرجل مستقبله ، تذكر نقمته على الحكومات التي نكلت به ، ثم ابتسم بخبث ، ونظر الى المارد وقال :
– بدّي اياك تمعطني كتلة نصّها موت!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتلولحي يا داليه

ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى