يوميّات خائف كرونا (27)

يوميّات خائف كرونا (27) / كامل النصيرات

عندما أقلّب المحطّات الفضائية العربية؛ وأقرأ شريطها الإخباري؛ هناك عبارة تتكرّر بشكل واضح مع اختلاف الاسماء والمقامات في العبارة: الوزير الفلاني هاتفَ الوزير الفلاني من البلد الفلاني وتباحثا في الكورونا. رئيس الوزراء الفلاني بحث مع رئيس الوزراء الفلاني أزمة الكورونا خلال اتصال هاتفي.

ماذا يقول الفلاني مع الفلاني عن الكورونا؟ أحاول أن أتخيّل فقط: معاليك دير بالك على حالك. دولتك غسّل جيداً وأوعى تبوس حدا. طمني على المدام والأولاد.! ما الذي يقوله الكبار في دول العالم لبعضهم؟ مرض تتفاقم أعراضه وتتبدّل كل يوم؛ مرض لا علاج له للآن. كيف يناقشونه على الصعيد الرسمي وهم لا يعرفون بالطب. أتخيّل الأمور لا تتعدّى اتصالات المجاملة والاطمئنان على الصحة. سقا الله أيام الجملة الأثيرة لدى الجميع: وتباحثا في الروابط المشتركة بين الدولتين الشقيقتين أو الصديقتين.

حتى شريط الأخبار لم يعد له طعم مثل الأول. شريط مليء بالأرقام المرعبة عن الوفيات والإصابات في كثير من البلدان. صرنا نترحم على أيام أرقام القتلى والجرحى في الحروب البشرية.

المهم: الحمد لله إنني الآن لستُ مسؤولاً كبيراً ولا صاحب قرار. لو كنتُ كذلك في هذه المرحلة لاضطررت للمجاملة والمسايرة وبشكل كبير ولا تنسجمان مع تركيبتي النفسية ولضيّعتُ على الفريق الحكومي الذي أنا معه أكبر استراتيجية له. لأني مقتنع قناعة تامة: أنا والاستراتيجيات العربية مش صُحبة ومن زمان.

ومن لديه استراتيجية شخصيّة فليبرز لي في أي مكان كي أكرهه أكثر.

يتبع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى