يحسبُهما الخائنُ صفقة

حين وقف (التاجر العالمي العابر للمحيطات) يعرض بضاعته الفاسدة علينا أمام الملأ وحفنة من المصفّقين تصتكّ أياديهم بغباء اللحظة ..! وحين نسي أنه رئيس أكبر دولة قتلت بشراً في الدنيا أو رعت قتلهم ..وحين نسي أنه يعيش على أنقاض جثث الهنود الحمر الذين أبادتهم حضارته المزعومة..! وحين يغرق نفسه بالابتسام وهو يشرح مزايا صفقته (الهبلة)..ويتعنتر و يتهدّر..ويتوعّد مع قليل من الوعود بالدسم..فاعلموا أنّ الذي يتكلّم عنه ليس صفقة بل كلام رئيس مافيا يمهل أهل الضحيّة 24 ساعة لدفع الفدية وإلاّ…!.
ما درى العبيط ابن العبيط أنها فلسطين..وحين نقول فلسطين فإن طفلاً وُلد للتوّ في غابةٍ قاصية في هذا الكون يدرك ما هي فلسطين..؟ إنها البداية والنهاية وهي سرّ الوجود وخاتمة الأشياء..! حين يعرض التاجر (50 ملياراً) مشاريع وهميّة قادمة؛ ما درى الخبيث ابن الخبيث أنها ملياراتنا ويجب أن تكون مطراً علينا وأكثر بلا صفقات ولا دهاليز..وإن قومي إن جدّ جدّهم بجرة قلم واحدة ينهون هذه المشكلة؛ هذا إن جدّ جدّهم ..إن جدّ..إن جدّ..! هذا العجوز الخائر؛ تاجر الشقق المفروشة والليالي الحمراء..لا يعلم شيئاً عن (الأرفل؛ أردني= أر وفلسطيني= فل)..الأرفل زنبرك كلّما ضغطتَ عليه سيفعط في وجهك مثل لُغم لا تأمن ما يفعل فيك إن انفجر..! فليعلم الصفيق ابن الصفيق أن الأرفليين لن ينظروا لعرضه التجاري؛ لأنهم ليسوا تجّار أوطان..ولا يبيعون أعراضهم على قارعة الذلّ..وأن فلسطين والأردن خارج كلّ الصفقات..(وبين الشاري وإللي مش بايع؛ يفتح الله)..وسيأتي فتح الله ..! الأرفليّون لا يرونها صفقة..ومن يراها كذلك فهو الخائن الظامئ للماء الكذّاب..إنها فلسطين وإنه الأردن..يحسبهما الخائن صفقة..وإنها لمقاومة حتى التحرير جيلاً وراء جيل..! شهادة الأرض بيننا وبينكم وسنرى هذه الأرض ستقف مع من ..؟! انتظروا..