يا ليت #عمان تدري عن محبيها
في العقد السابع من القرن الماضي، كتب الشاعر #أسامه_المفتي ( راهب القلعة ) أقر اعتقاله #قصيدة_وطنية، تقارب الثمانين بيتا، وأرسلها إلى جلالة الملك حسين، ولكنه لم يعلن عن اسم كاتبها في حينه.
ونظرا لما فيها من أوصاف تحاكي أوجاعنا الحالية، وتقدم التحذير والنصح لصاحب القرار، وكأن التاريخ يعيد نفسه، رغبتُ بأقتطاف الأبيات التالية منها لاطلاع القراء الكرام، والاستمتاع بكلملتها ومعانيها البليغة :
يا ليت #عمان تدري من محبيها * * وليت يعرف ما في الناس راعيها
في كل تربتها عشق يدغدغني * * أنا الضعيف فقير الحال واهيها
يا صاحب الأمر إن الأرض موحلة * * والدار تغرق مع أركان بانيها
وأنت في القمة العلياء محجبة * * عنك الحقائق ما بالسفح رائيها
كل الدروب لباب القصر مغلقة * * فقولة الصدق عندي كيف أحكيها ؟
لا ابتغي منك أموالا وأوسمة * * ولا مناصب حكم أنت تسديها
لكنه وطن يا سيدي وأخي * * وإن أوطاننا بالروح نفديها
يا صاحب البسمة الزهراء هل علمت * * مخابراتك أن الظلم يرديها
تضخمت هذه واستسمنت وربت * * كلاحم الطير ضافي الريش زاهيها
أنا #المواطن مقموع ومتهم * * في شرعها وكأني من أعاديها
هات أعطني سيدي حق الحوار وخذ * * مني مواطنة بالروح أسديها
سلّطت كل عتل فوق رقبتنا * * ما بين بائع أوطان وشاريها
وزّرت كل خبيث طامع شره * * للمال والدنيا وما فيها
حكّمت فينا كبار العائلات على * * علاتها وطغى بالناس طاغيها
قربت كل طُفيلي يلغّ دما * * من جسم شعبك لما نام قاضيها
لملمت كل عجوز هائل خرف * * في دار ( مجلس أعيان ) تسميها
وهبتنا قشرة الشورى وزخرفها * * حجبت جوهرها عنا وباقيها
لنا وسائل إعلام مهرّجة * * والناعقون كثير في نواحيها
يا صاحب الأمر لا عرش ومملكة * * تبقى إذا لم يكن في الحال آسيها
فالنار مخبوءة تحت الرماد إذا * * ما شئت تطفئها أو شئت تذكيها
ما زلت في الناس صمام الأمان لها * * لا قدّر الله – أن يندكّ عاليها –
فأنت مستهدف يا سيدي وأنا * * في فتنة نتوارى في مخابيها
كلاب قصرك ما هرّت ولا نبحت * * على اللصوص فحاميها حراميها
فالكيّ يشفي جسوم الناس من وجع * * لولاه كان خبيث الداء يرديها
فابدأ بنفسك وامنح بعض ثروتكم * * فالناس تسعى إلى تقليد راعيها
( تنفنفت) ترفا أفراد أسرتكم * * وأسرتي لم تجد قوتا يغذيها
خبز وشاي على جوع أفطّرها * * من الغلاء ولا شيء يعشيها
التاريخ : 11 / 11 / 2022