يا غاصباً حقنا .. لا بدِّ ما نّاله

بسم الله الرحمن الرحيم
يا غاصباً حقنا .. لا بدِّ ما نّاله
ضيف الله قبيلات

يحد أرض العرب العاربة القحطانيين القدماء من الجنوب جزيرة سقطرى في بحر العرب و الحبشة ومن الشمال بلاد الترك ومن الشرق بلاد فارس ومن الغرب بحر الروم “الابيض المتوسط ” و تضم هذه الحدود العربية مصر وبلاد النوبة و اليمن و عُمان ثم نجد و الحجاز و شمالا العراق و بلاد الشام التي هي الاردن و فلسطين و سوريا و لبنان اليوم .

هذه هي أرض العرب القحطانيين أبا عن جد ، ولا يمنع ذلك من تواجد مؤقت هنا او هناك لاغراب رُحّل عابري سبيل قِلّه مثل الغجر و العبرانيين الذين كانوا ولا زالوا يطوفون معظم بلدان العالم لا يستقرون إلا بعد أن أصبح اليوم للدول حدود محروسة بالعسكر تمنع دخول أحد او خروجه إلا بوثائق رسمية “جوازات ” .
وقد حدث أن اعتنق بعض العرب ” الحنيفية ” التي هي الاسلام على زمن إبرهيم عليه السلام الذي لم يكن يهوديا ولا نصرانيا لأن التوراه و الانجيل إنما نزلت بعد رحيل ابراهيم عليه السلام بأزمان ، كما اعتنق بعض العرب اليهودية الحقه في زمن سليمان عليه السلام وخاصة أهل اليمن ، و عندما جاء عيسى بن مريم عليه السلام بالنصرانية اعتنقها بعض العرب ايضا .
وبديهي ان اعتناق بعض العرب للحنيفية او اليهودية او النصرانية لا يفقدهم حقهم في السيادة على ارضهم ولا يسمح باحتلالها من الاجانب كالروم او الفرس او الاحباش بالقوة المسلحة ولا يعطيهم الحق في نسبة ارض العرب اليهم .
من الناحية العرقية او القومية ثابت تاريخيا بان هذه الارض هي للعرب بما فيها فلسطين وقد كان يسكنها أهلها العرب الكنعانيون ” الجبارين ” عندما عبرت العائلة الصغيرة عائلة ابراهيم عليه السلام من شمال العراق إلى فلسطين ومكثت فيها قليلا في ظل سيادة أهلها العرب الجبارين ، ثم ما لبثت أن غادرت هذه العائلة إلى مصر في زمن يوسف عليه السلام و استقرت هناك إلى أن تملّك فرعون و تألّه في مصر وجاء موسى فعاد بهذه العائلة من مصر إلى فلسطين لكنهم رفضوا دخولها خوفا لأن فيها قوما جبارين و قالوا لموسى ” إنّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ” ثم قالوا لموسى ” إذهب انت و ربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون ” .
إذن التاريخ يؤكد ملكية العرب لفلسطين من الناحية العرقية او القومية وهو حقهم الأول الثابت ، لكن سببا واحدا وحيدا فقط وهو إلهي رباني يملك أن يحرم أصحاب الأرض من ملكيتها و السيادة عليها إذا ما كفروا و أشركوا أو غيّروا و بدّلوا مع وجود فئة مؤمنة موحدة بالله قريبة منهم او في محيطهم ، و الشرك الذي كان عليه معظم العرب في الجاهلية و خاصة زعاماتهم جعلهم عرضه لفقدان أجزاء من بلادهم في حال وجود فئة مؤمنة هنا أو هناك في المحيط .
و الدليل على ذلك قول الله تبارك و تعالى للفئة المؤمنة التي كانت مع موسى ثم سليمان و داوود عليهم السلام ” ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ” ، فقد كتب الله تبارك و تعالى هذه البُقعة ” فلسطين ” لفئة مؤمنة في حينها كان يقودها الانبياء بالرغم من قلتها و ضعفها و لذلك قال لهم الله ” أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فانكم غالبون ” فقتل داؤود جالوت بحجر واحد صغير و انتهت المعركة و دخلوا فلسطين .
انها ارادة الله تكون مع المؤمنين القلة ضد المشركين الكثرة حتى وإن كانوا عربا جبارين ، لأن الارض لله يورثها من يشاء من عباده .
لكن اليهود وكما عرّفنا بهم الله جل جلاله .. قتلةً للانبياء ، ناقضين للعهود ، سريعي التقلب ، يحبون المال و عبادة العجول ، يحرّفون الكلم عن مواضعه ، فانقلبوا على كتبهم فحّرفوها و غيّروا و بدّلوا فعادوا إلى الكفر و الشرك مثل العرب آنذاك أصحاب الأرض ، وعندما يتساوى الفريقان القلة و الكثرة في الكفر و الشرك حتما تكون الغلبة للكثرة سواء كانوا عربا او من الاقوام الطامحة المجاورة كالفرس و الروم فعادت السيادة للعرب أصحاب الارض من جديد على فلسطين بعد أن هلك اليهود قتلا و تشريدا و سبيا حينا على يد الروم و حينا آخر على يد الفرس قال تعالى ” فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ” .
وعندما جاء الاسلام و بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا و رسولا في العرب و للناس كافة أسلم العرب فحازوا باسلامهم الحقّين ، الحق الأول حق القومية أو العرق الثابت لهم تاريخيا ثم الحق الالهي حق الفئة المؤمنة حيث الارض لله يورثها من يشاء من عباده ، ومنذ ذلك الحين و للعرب في فلسطين حقان ، حق القومية و العرق و الحق الآلهي بالاسلام قال تعالى ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” .
لكن ماذا لو اعترف العالم كله بهذا الحق أو الحقين أو كل الحقوق ما دام التفوق العسكري الذي كان قائما لبريطانيا فزرعت هذه الشرذمة ” الحوش اللمم اللقطاء ” في فلسطين بقوة السلاح ثم جاءت من بعدها اميركا تدعمهم و تسلحهم فصار لديهم التفوق العسكري بالنووي و سلاح الطيران الحديث و الاسلحة الكيماوية التي تمنعنا من الوصول إلى حقّنا أو حقّينا .. فما الحل ؟؟ .
ببساطة يكمن الحل بتحييد الأسلحة التي يتفوق بها العدو الصهيوني و ذلك بالاختلاط معه في نفس المكان لمنعه من استخدام هذه الاسلحة ثم القيام بعمليات استشهادية يومية في كل المدن و القرى و بكل الوسائل المتاحة حتى ” السكين أو المفك ” وهذا الامر لا يتسنى لأحد من العرب إلا للفلسطينيين الذين ما زالوا مرابطين في ديارهم مختلطين مع العدو .
و هذا لا يعفي العرب المجاورين لفلسطين من واجبهم بالمساهمة في شرف تحرير المسجد الاقصى و كل فلسطين وذلك بضرورة العمل الحثيث على فتح ثغرات في الحدود المغلقة لدخول المجاهدين المسلحين من أية بقعة محيطة بفلسطين للدخول و الاختلاط و الاشتباك مع العدو داخل فلسطين .. ولله مواعيده .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى