يا أيها الأنتحاري / د. سعيد المومني

يا أيها الأنتحاري
د. سعيد المومني

” يا أيها الرفيق … الشاب الحالم بقيادة هذا البلد و بقيادة الأمة العربية ، لا أدري إذا كنت قد تجاوزت مرحلة ( مراهقتك ) ، حين كُنت أنا أميناً عاماً للحزب الحاكم في سوريا ؟ ولهذا استأت عندما بلغني أنك حاولت إثارة انطباع في المؤتمر أنك أكثر حرصاً على سمعة الحزب مني ” .

هذا كان نص الرسالة التي حملها ” طارق عزيز ” الى الراحل ” صدام حسين ” مُرسلة له من فيلسوف البعث ” منيف الرزاز ” ، بسبب نقد ” صدام حسين ” لكتاب ( التجربة المُرّة ) الذي اعتبره – نشر غسيل – لحزب البعث في سوريا . تلك الرسالة القاسية كسرت جبروت ” صدام حسين ” و أجبرته على الأعتذار للرزاز الأب ، ليؤكد منيف أنه قد دفع ثمناً باهظاً لمواقفه الجريئة و الصلبة في وجه أخطاء حزب البعث و قياداته في سوريا و العراق ، فارضاً صورته كرجل اصلاحي و صاحب رسالة في كل المراجع التي وثقت تاريخ حزب البعث .

لماذا أتحدث عن منيف الرزاز الآن ؟
لأن مجلس النواب مانح الثقة و معظم السياسيين و كُتاب الأعمدة قد تغنوا بتاريخ والدك يا دولة الرئيس ، و قاموا بتسويق أطروحة بأنك ” خير خلف لخير سلف ” ، فكنت على العكس من والدك الذي كان أنتحارياً في تحديه لسياسات من أطلق ٣٩ صاروخاً على إسرائيل و خاض ثلاثة حروب ضد أيران و أمريكا .

مقالات ذات صلة

يا أيها الأنتحاري … أن المائة يوم قد أكدت بأنك لم ترتدي حزاماً ناسفاً لتفجر الفساد عندما أطلقت شعار ” نازل انتحاري ” في وجه الفساد ، فلم تختلف عن غيرك في تعاطيك مع قضية الدخان .

يا أيها الأنتحاري … قمت بتعين المستشارين برواتب مرتفعة على أنغام التقشف الحكومي في الأثاث ، و أطلقت الأستبيانات و جلبت الأهانة لوزرائك عندما أرسلتهم يطرقون أبواب المحافظات كمناديب المبيعات لتسويق مشروع قانون ضريبة الدخل المنسوخ ضارباً عرض الحائط أصوات الرابع التي لا زال صداها مسموعاً .

يا أيها الأنتحاري … أصدرت الفرمانات بإغلاق شركة الكهرباء النووية دون أن تحاسب من تسبب في هدر ملايين الدنانير من أموال الأردنيين في مشاريع و أحلام وهمية ، و تجاهلة التجاوزات و المخالفات و الهدر المالي في أمانة عمان .

يا أيها الأنتحاري … تغنيت بالشفافية في نشرك لآلية تسعير المحروقات و لكنك صمت عن الأبتزاز في بند ( فرق أسعار الوقود ) في فواتير كهرباء الأردنيين ، تجولت في الأسواق و مواقف الباصات و المستشفيات حتى وصلت جولاتك الى الأغنام ، ولكنك لم تدرك أن الأردنيين يَرَوْن في محاسبة الفاسدين باباً للخدمات .

يا أيها الأنتحاري … هل تجرؤ على كشف من سهل تهريب مطيع و الكردي و شاهين ؟ هل تملك الشجاعة في ممارسة الولاية العامة ؟ هل قبلت التكليف لتكون رقماً في جدول أصحاب الدولة و المعالي اللذين تسلقوا أسوار رئاسة الورزاء بالوعود الزائفة ، فخرجت منه فائزة بمقعد في مجلس الأعيان و خاسرة لإحترام الناس ؟
لا تجيب فأنا لا أسأل يا دولة الرئيس …

#DrSaeedAlMomani

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى