و أصبح لقوم لوطٍ مجلة / أحمد أبو بدر

و أصبح لقوم لوطٍ مجلة
أطلت علينا بعض المواقع الإخبارية بخبر نشاز قبيح الصلة بمجتمعنا الأردني الذي تأبى فطرته و عقيدته السليمة قبول هذا الخبر و مروره مرور الكرام عبر صفحات المواقع الإخبارية و مفاد الخبر بأن المثليين – مصطلح يطلق على الشواذ جنسياً- في الأردن قد أطلقوا مجلة ناطقة بالعربية تحمل سمومهم و تبث خناثتهم عبر أثير القلم و السطور التي ستمتلئ صفحات المجلة فيها بكل تمجيد لكارثة و جريمة اللواط المحرمة في الدين أيما حرمة .
هذه المجلة ليست هي الأولى بالمناسبة في العالم العربي فهناك مجلات أُخرى للشواذ جنسياً قد صدرت في دول عربية أُخرى و هناك مجلات أُخرى تظهر بالنسخة الإلكترونية في صفحات التواصل الاجتماعي و بعض المواقع الإباحية لكي تصبح رسالة ممنهجة هدفها دفع المجتمع المسلم لقبول فكرة وجود الشواذ فيه و أنهم فئة منه و جزءٌ لا يتجزأ من أفراده رغم أن بعض المجتمعات الغربية و الديانات السماوية و الأرضية قد أنكرت و حاربت تلك الفئة معدومة الفطرة و الخلقة السوية بل و وصل الأمر ببعض الدول إلى حظر انتشار أي نشاط لهم و تجريمه لأن ذلك يؤثر على أخلاق الشعب و يدعو لنشر الأمراض و الأوبئة الكارثية التي لا حل لها إن انتشرت ظاهرة الشواذ لا سمح الله .
أتذكر فيلم عمارة يعقوبيان الذي ظهر من خلاله موضوع الشواذ ضمن مجموعة من القضايا التي عرضها الفيلم و الغريب في الأمر أن الفيلم سلط الضوء على قضية الشذوذ الجنسي بشكل غير مسبوق في السينما المصرية ففي الفيلم ظهرت شخصية الشاذ الجنسي بشيء من المبالغة في الزخرفة لها و كأن مخرج الفيلم أراد أن يوصل رسالة على انتشار هذه الظاهرة في المجتمع المصري و أن هذه الفئة مظلومة محرومة من حقوقها رغم أن منتسبيها يحملون مكانة مهنية و اجتماعية جيدة في أوساطهم أي أن مخرج الفيلم برر ظهور تلك الفئة و دعا عبر فيلمه إلى العطف عليها بدلاً من الدعوة إلى القضاء عليها و فضحها و التخزي منها و أعتقد أن هذا الفيلم قد كان بداية التوسع في انتشار فكرة الشذوذ الجنسي في مصر و العالم العربي بدليل أن بعض جمعيات الشواذ في دول العالم أشادت بالفيلم و بتسليطه الضوء على قضية الشذوذ الجنسي و ما زاد في الطين بلة أن بعض الدول العربية لم تجرم للأسف و لغاية الآن أفعال الشذوذ الجنسي بل و للأسف تجد بعض الليبراليين و الحقوقيين المنسلخين من فطرتهم و دينهم ينادون و يصرخون في المحافل المتعددة بإعطاء تلك الزمرة الممسوخة فطرياً و روحياً الفرصة في نيل حقوقهم و الاندماج ضمن أفراد الشعب و الاعتراف بهم كمكون من مكونات نسيج المجتمع و هو إن حصل فسيكون بوابة العذاب الرباني اللامنتهي الذي سيحيق بالمجتمعات التي ستعترف بحقوق الشواذ و تسمح لهم بأن يتصرفوا وفق منهجيتهم المشبوهة كيفما شاؤوا .
اختصر هذا المقال بتوضيح بعض النقاط المهمة على من ولي أمر المجتمع في أي دولة أن يقوم بها إزاء هذه الظاهرة:
1- ضرورة تجريم الشذوذ الجنسي تشريعياً عبر قانون يوقع أغلظ العقوبات بكل من يدعو إلى الشذوذ و المثلية الجنسية و بكل من يدافع عن حقوق الشواذ و مثليي الجنس وفضحهم على العلن و ملاحقتهم قضائياً حتى يتوبوا أو يموتوا.
2- ضرورة التخلص من هذه الفئة الضالة المضلة التي تعتبر وصمة عار على كافة أفراد المجتمع إما بدعوتهم لترك ماهم عليه و التهديد بقتلهم و إما بسحب الجنسية منهم و رميهم على الحدود و إما بسجنهم بالمؤبدات مدى الحياة دون الإفراج عنهم و إما بالتخلص منهم لدولة تسمح لهم بممارسة رذائلهم وفق ما يشاؤون على أن يتم منعهم من دخول البلاد مرة أُخرى
3- ضرورة منع و حظر أي وسيلة إعلامية تروج لظاهرة الشذوذ الجنسي سواءً بحظر المواقع أو المنشورات و بمنع قيام أي نشاط يروج لهذه الزمرة العفنة النتنة التي يعتبر خطرها مماثلاً تماماً لخطر الإرهابيين المتطرفين المتشددين لأن انتشار الخناثة و الميوعة و العهر و اللواط في أي مجتمع نتيجته الأكيدة هي الإنهيار و التحطم دون أن تبقى له باقية بفعل انحطاط الأخلاق و انتشار الأمراض و الأوبئة الجنسية و اختلال العلاقات الاجتماعية و غيرها من الكوارث المجتمعية .
4- على جميع الحقوقيين في مجتمعنا أياً كان مذهبهم و ملتهم و انتماؤهم الفكري و السياسي البدء في مشروع توحيد الجهود لمحاربة هذه الآفة بأن يتم قمع تلك الفئة المجرمة الجبانة من المخنثين بالقانون و بإقامة الندوات و المؤتمرات و الأنشطة الشعبية الهادفة لاجتثاث و استئصال هذا الفيروس الخبيث المسمى الشذوذ الجنسي.
نهاية القول هي أن هذه الظاهرة الخبيثة التي رمز لها مروجوها حول العالم بالعلم المتعدد الألوان إن انتشرت في أي مجتمع فسيكون مصيره مماثلاً لقوم لوط و العياذ بالله فلا شيء أسوأ من انعدام الفطرة السليمة و الانسلاخ من قيم و أخلاق الإسلام ليصبح المجتمع الذي ينتشر فيه الشذوذ الجنسي و يروج له جديراً بسخط الله و عقابه الأليم , فلنحارب هذه الظاهرة بكل ما أوتينا من قوة لنحمي أنفسنا من غضب الله و عقابه , أسأل الله بمنه و فضله أن يعيذنا و إياكم من زوال نعمته و تحول عافيته و فجاءة نقمته و جميع سخطه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى