” وهم ”
في الهند ورط بعض الصحفيين ثلة من البرلمانيين لكشف فسادهم و تواطؤهم …. فأقنعوهم بأن يطرحوا بعض الاسئلة المعدة لهم على الحكومة في جلسة استثنائية …و من ضمن الاسئلة : ” ألم يحن بعد ان تقدم الحكومة تسهيلات لاستيراد التقنيات المتقدمة مثل البينبانغس و السلوغكس و البليكروس ؟! ” و هذه مصطلحات وهمية لا وجود لها مما عرضهم لسخرية الحضور و المشاهدين و سؤال آخر ” متى سترفع الحكومة الحظر المفروض على فيلم ” الذي طار فوق عش الوقواق ” و هو ايضا فيلم وهمي من ابتكار احد الصحفيين ….
اعتقد ” أبو محمد ” أن وصفة الطبيب قد بدلها الصيدلاني بدواء بديل …. لانه لم يشعر بأي اختلاف بعد ان تناول الحبة الزرقاء حسب التعليمات …. و لم يك هناك من بد من مراجعة الصيدلاني لأنه ابتلعها و غابت في جوفه …. لكن ما ازعجه اكثر ان ” أبو العبد ” استفاد عليها كثيرا حسبما ذكر له.
كان مصرا على ان يلتزم بالحمية الغذائية و يحاول أن يتجنب حضور أي ولائم من أي عيار …. لكنه لم يستطع ان يرفض صحن ” الكنافة ” بعد أن أصر عليه صديقه بمناسبة تخرج حفيده من الروضة …. لكن قهوته كانت بدون سكر حفاظا على الحمية.
اقترح جاره عليه ان يستخدما سيارة واحدة في الذهاب للعمل كل يوم …. في محاولة للتوفير في ثمن الوقود و تخفيفا للازمة المرورية الخانقة كل يوم ….لكنه رفض ان يتقاسم معه قيمة المخالفة لان سيارته انتهى ترخيصها ….
حاول ان يتابع الاخبار … لكنه ابنه الصغير كان يلعب على “البليستيشن” و لم يستطع اقناعه بأن ينهي لعبته …. وجد حلا بالذهاب للمقهى لمشاهدة الاخبار …. لكنه استمتع بمتابعة مباراة بين فريقين لم يعرف أي منهما …. توقف في طريق عودته عند محل الخضار …. و قبل ان ينتهي من التسوق تنبه انه لا يحمل نقودا تكفي …. أعاد الاكياس …. و خرج ….
نظر في المرآة …. اعتقد انه رأى ” شيبا” …. فرك عينيه جيدا …و أعاد النظر أكثر من مرة …. لكنه اتخذ قرارا حاسما … حمل المرآة من على الجدار و وضعها بجانب الحاوية ….
أمسك قلمه ليكتب شيئا ما …. و غط في نوم عميق !!!!
” دبوس على الوهم ”
