وقَفَات ” هادئة ” في اطروحات دولة طاهر المصري

وقَفَات ” هادئة ” في اطروحات دولة طاهر المصري
د. احمد زياد ابو غنيمة

رؤية سياسية جديرة بالإهتمام من دولة طاهر المصري رئيس الوزراء السابق طرحها دولته في صحيفة الغد قبل اسبوعين.
وتاليا ملاحظات سريعة على ما طرحه دولة ابو نشأت:
– يتحدث دولته بصيغة ” الجمع “، ولم اعرف صراحة لمن يوجه حديثه؛ اهو للشعب ام للنظام السياسي ؟!.
– قدّم دولته وصفا تحليليا للواقع الاردني منذ نشاة الدولة الاردنية قبل مائة عام، ولكن غاب عن هذا الوصف تسمية الامور بمسمياتها، بمعنى من هي الجهة المسؤولة عن الإشكالات التي تواجه وطننا الحبيب، اهو الشعب ام النظام السياسي واداوته التشريعية والاعلامية والسياسية ؟!.
– لم يوضّح دولته اين ” الكُرَةُ ” الان للخروج مما نحن فيه، أهي بيد الشعب او بيد النظام السياسي وأدواته المختلفة ؟!.
– تحّدث دولته ” إن الدولة الأردنية هي أكبرُ منجز حضاري للشعب الأردني، خلال المائة عام الماضية”؛ ثم ختم الفقرة ” لم تتمكن تيارات الشد العكسي من طمس قدرات الناس وإمكاناتهم الهائلة”، ولم يوّضح لنا دولته من هي قوى الشد العكسي التي حاولت طمس قدرات الشعب ؟!، وهل حقاً يا دولة الرئيس ان الشعب الاردني العظيم اخذ فرصته كما يجب لإبراز قدراته وامكاناته الهائلة في إدارة الدولة؟!
– يقول دولته ” فإن الشعب الأردني، بكافة فئاته، تواق لمراجعة مسيرته، وللمحافظة على إنجازاته، التي بنتها الدولة على الاعتدال، والعدل، والمساواة، وتطويرها”، واتساءل هنا يا دولة الرئيس؛ هل مطلوب من الشعب فقط ان يراجع مسيرته ويحافظ على انجازات الوطن ؟!؛ أليس الاوجب من الدولة بمؤسساتها السياسية والامنية ان تُقدّم رؤية تحليلية مُفصّلة للشعب عن الانجازات وعن الإخفاقات كذلك ؟!.
– ويقول دولته ايضاً ” في حُمى التسارع الغربي، في ممارسة الضغوط، وفرض «نظام شرق أوسطي»، فإن القوى الغربية المهيمنة أغفلت اليقين الثقافي والديني العميق، بإصرارها على حضور بارز وقيادي لـ«إسرائيل»”؛ وأسال دولته، هل حافظت الدولة الاردنية على هذا ” اليقين الثقافي والديني العميق ” ؟!، هل بقي شيء من هذا اليقين الثقافي والديني العميق الذي تربى عليه الاردنيون في صراعهم مع الكيان الصهيوني؟!
– يقول دولته ” من المؤسف والمحزن، أن الإنكار في الحياة العامة العربية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، أصبح هو السائد”، وهذا كلام يوافقه فيه الجميع، ولكن المشكلة تكمن ان النظام السياسي وأدواته المختلفة يعترفون بوجود ” المشكلة “، ،اول حل للمشكلة يبدا من الإعتراف بها وهذا غير متوفر حاليا.
– اوافقك في الافكار التي طرحتها للتحديث والحوار، لتكون منطلقا للبحث الجاد فيما ذكرت من تحديات تواجه وطننا الحبيب داخليا وخارجيا، وهذا يحتاج لإرادة سياسية من اعلى المستويات للبدء بالخطوات التي اوردتها دولتك.
– اوافقك تماما دولة الرئيس في ضرورة التقاط اللحظة التاريخية التي نمر بها محليا وإقليميا، لتمتين البناء الداخلي لمواجهة التحديات الخارجية، لانه بغير صف داخلي متين ومتراص وتوحد رؤية السلطة مع تطلعات الشعب لن نستطيع ان نتقدم للأمام لمواجهة تلك التحديات.
اعتقد يا دولة الرئيس ان على الدولة وادواتها المختلفة ان تتصالح مع نفسها اولا، فتعترف بالواقع الصعب الذي نعيشه اليوم، ثم عليها ان تتصالح مع الشعب بكافة مكوناته وتياراته السياسية والفكرية، وان تتداعى لشراكة حقيقية مع الشعب يكون اساسها ان الكل في مركب الوطن، موالاة ومعارضة؛ فلا يجوز ان يستمر النظر للمعارضة بانها ضد الوطن إن خالفت سياسات الحكومة، فالمعارضة القوية داعم قوي للنظام السياسي بشكل خاص ولاستقرار الوطن بشكل عام.
ختاما،
اوجه تحية خالصة لدولة الرئيس طاهر المصري لما طرحه من افكار جريئة وجديرة بالإهتمام والدراسة والمتابعة، ولحرصه على مواصلة دوره في النضال الوطني رغم كل الإحباطات والمعيقات، ولكونه من المسؤولين الذين لا يُحبّذون التواري عن الأنظار في لحظات تاريخية فاصلة في تاريخ وطننا الحبيب.
أخوكم
د. احمد زياد ابو غنيمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى