وما عند الله خير وأبقى
لدي صديقة من كوكب الزهرة تحمل شهادة الدكتوراة في علم الفلك من أهم جامعات مجرة درب التبانة….
زارتني مؤخرا ….وحدثتني عن الظلم الذي عانت منه خلال عملها على كوكب الزهرة …. والذي دفعها لأن تهبط للبحث عن عمل لدينا هنا على كوكب الارض ….
اخبرتني كيف تم تطفيشها من عملها …….وكيف استبدلتها مديرة تآلف المدارات في كوكب الزهرة بابنة خالتها…..أكيد. …. انا تفاجأت لأن هذه الأمور لا تحدث ابدا … هنا ….على كوكبنا الجميل.
تخيلوا… ان مديرة تآلف المدارات في كوكب الزهرة تحمل شهادة دبلوم في التدبير المنزلي…..وللتعويض عن شعورها بالنقص ..كانت تجلس في مكتبها في أقصى جنوب الكوكب وتنادي بأعلى صوتها لتستدعي الدكتورة التي تعمل في الزاوية الشمالية من الكوكب ….. طبعا كان كل سكان المجرات المجاورة يسمعون صوت المديرة الاجش …. الذي كان من أهم مؤهلاتها القيادية ….. هذا مع العلم أن كوكب الزهرة من اولى الكواكب التي اشترت هواتف انتركم متقدمة من كوكب نبتون ووزعتها مجانا على جميع المدراء.
اغرب ما قالته لي صديقتي عن تلك المديرة…. انها تحمل في حقيبتها تشكيلة من البهارات السحرية …. تنثرها في عيون كل من حولها…..فيصابوا بالعمى ..ولا يعود أحد قادر على رؤية حقيقتها واكتشاف عدم كفاءتها…….بما في ذلك حكماء وعلماء وخبراء وعباقرة الزهرة ….
للاسف بسبب بيع تلك البهارات اللعينة في السوق السوداء ….فقد وصلت للكثيرين على كوكب الزهرة … لذلك فقد اجمع الناس هناك على نبوغ الفقاعات ….
وراهنت الاغلبية على بقاء الزبد
وصفقت للرويبضة
وتكاتف الظالمين
لطمس الشمس
واصبحت الغلبة لقارعي طبول الباطل المجوفة …
مسكينة صديقتي لقد هجرت وطنها الزهرة ونزلت إلى الأرض … لانها حزنت لانتصار الباطل على ذلك الكوكب الكئيب
….قلت لها ….احمدي الله…. انك قد نجوتي بجلدك الازرق اللامع…..انت الآن على الأرض ….حيث الأمان … لا حزن بعد اليوم …..هنا كوكب العدالة والإنصاف …. هنا حقوق الإنسان والكائنات الفضائية جميعها مصانة ….
اسمعتها القرآن لتتغلب على احزانها …..وذكرتها أن ما عند الله خير وأبقى…..
ذكرتها بقول الله سبحانه وتعالى ….
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الابصار….
ذكرتها ان شموسنا الحقيقية تحيا في قلوبنا … ولا يستطيع أحد
الوصول إليها …..وان نور الحق داخلنا لن تنطفيء ابدا
بقلم الدكتورة هنا طه
