استقلال مراهق -١٨ / د . ميس العجلوني

استقلال مراهق -١٨

بمناسبة الفرحة الكبرى التي غمرت شعبنا في عيد الاستقلال والبهجة العارمة التي افتقدها الشعب منذُ ابتلانا الله بتلك الحكومات التي لا تُفرحنا الا بأحياء ذكرى إنجازات اسلافهم الصالحين ، فأنني اهنىء كل مستقل بمنصبه وثروته و شلته ، واهنىء جميع أفراد الشعب الحاصلين على فرص عمل جديده تؤهلهم للاستقلال المادي عن ذويهم ، واهنىء جميع اخواتي المتزوجات والمطلقات الجدد بإستقلالهن ايضا، وأتقدم بأحر آيات التهنئه لكل من شارع الاستقلال ومستشفى الاستقلال وكل استقلال نسيت ذكره ..
ولان العيد فرحة وأجمل طرحة ، لَبِست عمان بلامس الالوان وإلانوار التي من شدتها لم يعد يستطع الشعب التفريق بين المصابيح المضيئة والضرائب المسيئه التي تزداد من عيد استقلال لعيد استقلال تَشلح فيه مؤوسسات الدوله استقلالها ، وترتدي اسماء وألقاب مستقليها ، و لان الأهم في الاستقلال هو ” الشعب ” ومجلسه فلن نستقل بذاتنا ومواردنا مادامت مصاريف اعضاء مجلس الشعب مستقله عن رواتبهم وثرواتهم و قانون نزاهتهم و طالما بقيت الحكومه تحاسب على فواتير تلفوناتهم ووقود سيارتهم و يوم العطله واجور الطيران ايضا التي اضاءة سماء البلاد في عيد استقلالهم لا استقلالها…
وبمناسبة الاستقلال فأنني أضيئ ٢٣ مليار شمعه مستقله ومستورده للبنك الدولي ، وشمعه اخرى USA مستقله للواصي علينا في صندوق النقد الدولي ، وشمعه صناعه هنديه برائحة العود والعنبر لدول المعونات ومساندة الشِحدات التي لولاها لما فرحنا بعيد الاستقلالات..
واخص المسؤول بباقات معطره من قلوب الشعب الهلكان المستوي شكرًا وعرفان على مكارمه الصحيه والتعليمية التي بدونها كان استقل نصف الشعب طريق الموت مرضا او عفنا او انتحارا..
ولان لا احد يركض بصدق لصالح البلاد الا سيدها و لان يدا واحده لاتصفق و لان يد الله مع الجماعه و يد الجماعه مش نظيفه او قرفانه ولابسه قلفز فإننا نجد أنفسنا نقبل بأزدواج الجنسيه في مجلس الشعب التي لا تؤثر برأي البلدوزر على استقلال الهوية البرلمانيه لممثلي الشعب الكحيان و لان المثل بقول “الي بدك ترهنه بيعه والي بدك تخدمه طيعه” فأنني اُطالب “بعيد استثمار” يلحق عيد الاستقلال ؛ نعطل فيه و نُتَرخ افتتاح صندوق الاستثمار الاردني حيث نرفع أصوات ” على اونا على دوّي على تري ” لتستمر الافراح والليالي الملاح ..
و بعد هذا الكم من الاسطهاج يتضح جليا اننا نمر بمرحلة خطيرة ، متقلبه وحساسة هي مرحلة المراهقه ، تلتزم شوشو الهدوء و المراقبه و رخي الحبل السياسي مع ابنائها عالاخر في هذه المرحلة التي عندها سيتوقف التاريخ الذي تَرّخ ٢٥/ أيار كثيرا بإنتظار تكسي يُشغل العَدّاد
وإذا الشعب عسل حط عليه زبده وابلعه ..
وصحتين
د. ميس العجلوني

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى