وفد نيابي إلى سوريا / عمر عياصرة

وفد نيابي إلى سوريا

زيارة الوفد النيابي اول امس الى دمشق، ولقاؤه بشار الاسد، لم يكن عملا شخصيا ارتجاليا، ففي ظني انه جاء بمباركة عليا من المرجعيات، ويعتبر خطوة على طريق التطبيع السياسي مع دمشق.
ما يؤكد ذلك طبيعة تركيبة الوفد، حيث يرأسه المخضرم المقبول من دمشق عبد الكريم الدغمي، ويتألف من اعضاء مختلطين بين مؤيدي بشار «الخوري وزيادين» ورؤساء لجان فنية «ابو حسان والحواري».
من المؤكد ان الزيارة جاءت على ترتيب من رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، وصنعت على عين القصر والامن، وبمباركتهما، ولأهداف اهمها تليين الموقف مع دمشق، واعادة انتاج العلاقة بهدوء.
الزيارة قد تثير خلافا نيابيا او اجتماعيا، امتدادا للموقف من الازمة السورية، لكنه خلاف اقل حدة، فقد حسمت المعارك تقريبا، وانتصر محور دمشق، ولا بد من نزول الجميع الى الارض.
الاردن معني بتدشين علاقة تخدم مصالحه مع دمشق، واللقاءات الامنية المستمرة حتى ابان الازمة لا تكفي، وفتح معبر نصيب لا يكفي ايضا، بل لا بد من تسوية سياسية نهائية مع دمشق تعيد الامور الى طبيعتها وتتحقق من خلالها مصالح الاردن الامنية والاقتصادية.
هذا الكلام قد لا يعجب البعض، وانا منهم بعض الاحيان، لكنها الاكراهات والحقيقة التي يجب ان نراعيها في النهاية، فلا يمكن للاردن ان يقاطع جاره الشمالي للابد، ولا يمكنه ان يظل معلقا في الهواء.
في علاقتنا مع دمشق، لا زلت اصرّ، على ضرورة اخراجها من بوتقة المحاور والاصطفافات، فالقرب الجغرافي يلزمنا بأن نكون اكثر مرونة، ويلزمنا ان يكون الناظم لها مصالحنا لا غير.
هناك مليون سوري لاجئ يعيشون بيننا، كلفتهم عالية، لا بد من خطة لإعادتهم الى ديارهم، ولا يمكن ان يكون ذلك بغير تنسيق مع دمشق يساعد على تحقيق الهدف.
زيارة النواب، ليست سوءا من الناحية السياسية، بل يمكن اعتبارها مدخلا معقولا للبدء بعلاقة مع دمشق تسير نحو ترطيب الاجواء وتحقيق المصالح، من ثم ننتظر حسم السؤال السياسي في الارض السورية، وبعدها يمكن العودة لعلاقات ذات مستوى اعلى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى