."ليال" والذئب

[review]
 

 

 

 

مقالات ذات صلة

 

 

 

 

الأربعاء 3-8-2011

وكأنما ولدتها للتو..

تحت ركبتيها مسجاة على بياض ممتّد بين «لفاعٍ» و»كفن»..بين هجرة في الروح..او البقاء على «قيد وطن»..

وكأنما ولدتها للتو ..

لا قهوة على النار، لا قرفة مغلية، لا زوّار..لا حلوى، لا طقساً للولادة، لا طوقاً يهدى أو قلادة.. سوى خيط دم داكن انساب حول العنق فأضاء الشهادة…

وكأنما ولدتها للتو..

لا غناء ولا تهليل.. ولا حَمَام في حنجرة الأم ولا هديل… ولا بحة في الصوت تمشّط صمت الليل..»يا الله تنام ..يا الله تنام ..لا دبحلا جوز الحمام»…لقد ذبحوا الطفولة يا ليال ..لقد جزّوا بحدّ القمع بياض السلام…

ليال..يا طفلتي، عودي بالسلّة الى غرفتك فطريق الغابة محتل بالدبابات.. املأي سلّتك ألعاباً وضحكات..اخلعي حذاءك الزهري، وفستانك الوردي..واقرأي قصصك الجميلات…»ليال» لا يغريك صوت الحكمة الطالع من خلف صرير الباب…فقد أكل الذئب كل «الجدّات»…

ليال ..ايتها الممتدة بين طرفي الكفن كقطعة حلوى في فم الموت…كخزعة ياسمين اقتصت من جسد الجدار..كأنشودة غصّ بها الصغار… ليال أيتها الرقيقة كقصيدة المسافرة كغيمة الطاهرة كآية..ليال يا سطر الدم في بعض الحكاية…

أوجعتنا…

إلى الطفلة الشهيدة ليال من بلدة «الحراك» السورية.

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى