تحرك أوروبي غاضب إثر الرواية السعودية لمقتل خاشقجي

سواليف _ تستمر تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أوروبا، حيث تعتزم فرنسا فرض عقوبات، وقالت بريطانيا إنها ستحظر دخول المشتبه بتورطهم في قتله، وجددت ألمانيا تنديدها بالجريمة، ودعا البرلمان الأوروبي إلى إجراء تحقيق محايد.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنيامين غريفو “إذا ثبتت مسؤولية السعودية فسنستخلص عندها النتائج ونتخذ تدابير عقابية”، مؤكدا أن دور الرياض يجب في البدء أن “تؤكده أجهزة مخابراتنا”.

كما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام البرلمان إنها ستتحدث مع الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الأربعاء بخصوص مقتل خاشقجي، وستمتنع حكومتها عن المشاركة بالمؤتمر الاستثماري في السعودية، بينما سيتخذ وزير الخارجية تدابير ضد المشتبه بهم لمنعهم من دخول المملكة المتحدة.

وسئلت ماي عن مبيعات الأسلحة البريطانية للمملكة، فقالت إن سياسات التصدير “قيد الدرس”، مشيرة إلى أن الرقابة على المعدات الدفاعية المصدرة “من الأكثر صرامة في العالم”.

ورفضت ماي مجددا رواية الرياض لقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، وقالت إن “التأكيد على أن خاشقجي قتل في شجار ليس تبريرا ذا مصداقية، وهناك ضرورة ملحة لإثبات ما حصل”.

من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ما حدث لخاشقجي في القنصلية السعودية “لا يمكن تصوره وهو أمر يعكس أن الكرامة الإنسانية لا تحظى بالاحترام في كثير من أنحاء العالم”.

وطالبت بإيجاد حلول سياسية لهذه المشاكل لنشر السلام في العالم، وأن يتم الحفاظ على وحدة أوروبا لأنها مجتمع قائم على قيم مشتركة”.

ماي: التأكيد على أن خاشقجي قتل في شجار ليس تبريرا ذا مصداقية (رويترز)
الاتحاد الأوروبي
وفي جلسة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ، حذّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك دول الاتحاد الأوروبي من مغبة السقوط في “دائرة النفاق” في ملف مقتل خاشقجي، مؤكدا أنه يتوقع من دول الاتحاد ومؤسساته تجنب أي “لعبة غامضة”، في إشارة إلى مخاوفه من تغليب المصالح الاقتصادية على الحقيقة.

كما دعت مسودة قرار للبرلمان الأوربي -ستعرض للتصويت الخميس- إلى إجراء تحقيق دولي ومحايد في قضية خاشقجي، وطالبت بالتعليق الفوري لعضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبإنشاء “لائحة خاشقجي” التي تتضمن كل المتورطين في الجريمة لفرض عقوبات عليهم.

وأعرب البرلمان الأوروبي عن رفضه للتفسيرات التي قدمتها السعودية لمقتل خاشقجي، وطالب باتخاذ موقف قوي في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث ستقدم السعودية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سجلها في مجال حقوق الإنسان تحت المراجعة الدورية الشاملة.

في السياق ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن أزمة خاشقجي تُنذر بتوتر في علاقات السعودية والغرب، وأن هذا يتعدى صفقات الأسلحة، ويؤثر على المصالح التجارية والأمنية والاقتصادية بين الطرفين.

وأضافت أن الغرب كان لديه أمل بأن تحل الأزمة من خلال الضغط الدبلوماسي، لكن اعتراف الرياض بالقتل يُفسر بأنه تحدٍّ، ولن يكون هناك مخرج سوى بتنحي ولي العهد محمد بن سلمان.

الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى