وعية العيد

#وعية_العيد

رائد عبدالرحمن حجازي
قبل عيد #رمضان ( #الفطر ) بإسبوع كُنا نتوقع في أي لحظة يدخل علينا الوالد وقد اشترى لنا #كسوة_العيد وهي عبارة عن بنطال ديولين شارلستون وقميص أو بلوزة قطن أو صوف وذلك حسب المناخ والفصل السائد آنذاك وأجلكم الله حذاء .
مشكلتنا كانت تبدأ بعد استلام العهدة المخصصة لكل منا وتكمن في أن المقاسات كبيرة بعض الشيء فمثلاً البنطال فيه زيادة في الطول ما لا يقل عن 5 سم والخصر كذلك بالأضافة لأكمام البلوزة ونمرة الحذاء التي كانت فيها نمرة أو نمرتين زيادة أيضاً .
نفرح بملابس العيد ولكن مشكلة القياسات كانت تنغص علينا فرحتنا لكن مع توجيهات الوالد للوالدة رحمهما الله وكلامه لنا كان يُزيل هذه المنغصات وذلك بإسلوب تكتيكي مُتقن على النحو الآتي :-
الوالد : هسع أُمكّوا بتكُف ليكوا إجرين البنطلونات والكمام وبتلظمهن (قطبة خفيفة ليسهل إزالتها مستقبلاً). مشان عالعيد الكبير (الأضحى) بكونوا صاروا على قياسكوا .
نحن : طيب والكنادر بلُقّن وبمصعّن من إجرينا .
الوالد : لا تخافوش جبت معي من سوق الكُندرجية ظبانات مشان الشغلة هاي
نحن : طيب وإذا ما طولنش إجرينا وإيدينا على العيد الكبير ؟
الوالد : بنخليهن على حالتهن تامنه يصيرين على قياسكوا للعيد إللي عُقبيه .
الوالدة : الله يسامحك كان أخظتهم معاك على السوق واشتريتلهم على قياسهم .
الوالد : أُسكتي يا مرة ، شو إللي أوخظهم على السّواق ! هظول بعدهم زغار اسكتي … اسكتي لا تفتّحيش عيونهم على هالشغلات هو أنا باقي عندي مطبعة مصاري .
طبعاً كالعادة ينتهي الحوار ونحن في غاية السعادة بعد حل مشاكل الطول والحجم بهذه البساطة لنُمضي ما تبقى من رمضان وقد أحتضن كل منا ملابسه في كل ليلة منتظرين يوم العيد . ملاحظة : طبعاً الحذاء الجديد معروف مكانه (تحت المخدة) .
رُبما الوضع المالي لم يكن يساعد أولياء الأمور لشراء كسوة جديدة للأبناء في العيدين وخصوصاً ان الفترة الزمنية بينهما لا تزيد عن الثلاثة شهور مع العلم أن أغلب الأحيان كان الأهل يحرموا أنفسهم من شراء ملابس جديدة لهم مقابل إدخال الفرح والسرور على أولادهم .
نفس الصورة تتشابه في ظاهرها اليوم بين الحكومات المتعاقبة وأبناء هذا الوطن ولكن مع عدة فروق .

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى