رجل و الرجال قليل / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
رجل و الرجال قليل

روى البخاري عن ابن عباس قال : قال ابو ذر : كنت رجلا من غفار ، فبلغنا ان رجلا قد خرج بمكة يزعم انه نبي ، فقلت لاخي : انطلق إلى هذا الرجل و كلّمه و ائتني بخبره ، فانطلق فلقيه ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟ فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير و ينهى عن الشر ، فقلت له : لم تشفني من الخبر ، فأخذت جرابا و عصا ثم اقبلت إلى مكة فجعلت لا اعرفه و اكره ان اسأل عنه و اشرب من ماء زمزم و اكون في المسجد ، فمر بي علي ابن ابي طالب فقال : كأنّ الرجل غريب ؟ قلت : نعم ، فقال انطلق الى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا اساله ولا اخبره .
فلم اصبحت غدوت إلى المسجد لاسأل عنه وليس احد يخبرني عنه بشيء ، فمر بي علي فقال : هيا انطلق معي ثم قال ما أمرك ؟ وما اقدمك هذه البلدة ؟ قلت له : ان كتمت عليّ اخبرتك ، قال : فأني افعل ، فقلت له : بلغنا انه قد خرج هاهنا رجل يزعم انه نبي الله فأرسلت أخي يكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر ، فأردت ان القاه .
قال لي علي : اما انك قد رشدت ، هذا وجهي اليه ، أُدخل حيث ادخل فاني ان رأيت احدا اخافه عليك قمت إلى الحائط كأني اصلح نعلي و امضِ انت ، فمضى و مضيت معه حتى دخل فدخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : اعرض عليّ الاسلام ، فعرضه فاسلمت مكاني ، فقال لي : ” يا ابا ذر اكتم هذا الامر و ارجع الى بلدك فاذا بلغك ظهورنا فأقبِل ” .
فقلت : والذي بعثك بالحق لاصرخنّ بها بين اظهرهم ، فجئت إلى المسجد و قريش فيه ، فقلت : يا معشر قريش اني اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا عبده و رسوله ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فقاموا فضُربتُ لاموت ، فأدركني العباس فأكبّ عليّ ثم اقبل عليهم فقال : ويلكم تقتلون رجلا من غفار ؟ و متجركم و ممركم على غفار ، فاقلعوا عني .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى