تأميم خطبة الجمعة / عمر عياصرة

تأميم خطبة الجمعة

اقتبست عنوان المقالة من تساؤلات طرحها الزميل المبدع مالك عثامنة في صحيفة القدس العربي حين قال: «هل يحل تأميم الاردن للجوامع مشكلة التطرف؟».
طبعا المقصود بالتأميم هو مشروع الخطبة الموحدة التي اثارت جدلا كبيرا على كل المستويات في الآونة الاخيرة، ويكاد يوجد اجماع شعبي على رفضها والتهكم بها.
كيف فكروا بالخطبة الموحدة ولماذا، اسئلة بسيطة وليست معقدة، فالخطبة بهذا الشكل كانت متداولة في بعض الدول، وكنا في حينها نتهكم على تلك الممارسات ونعتبر استنساخها اردنيا امرا بعيد المنال.
لكن في ظل استراتيجية مكافحة الارهاب التي تبنتها المملكة، كانت واحدة من الخيارات غير المنطقية الذهاب الى تأميم المساجد وجعلها شركات عامة حكومية من خلال فرض ما يعرف بالخطبة الاجبارية «نصا ومضمونا» على الخطباء.
السؤال الكبير، الذي طرحه الزميل العثامنة، هل الخطبة الموحدة ستحد من التطرف، ام انها ستكون بابا من ابواب النقمة على التضييق وستعطي للمتشددين دخيرة حية كي يثبتوا وجهة نظرهم.
انا شخصيا اميل الى ان التضييق على الاعتدال، مهما كان مستواه وشكله، سيدفع دائما باتجاه اعطاء المتشددين مزيد من الفرصة كي يحتلوا مواقعهم.
انها نظرية بسيطة لا تحتاج الى كثير عناء، عنوانها ايضا سؤال بسيط، هل الخطبة الموحدة حل ثقافي ومواجهة من النوع الفكري، ام انها تضييق ولغة امنية يفهم منها انها مواجهة عمياء.
الاجابة ستثبتها الايام، فحين لا ترى الناس في ما يقوله الخطيب جدوى، سيذهبون لمصادر اخرى، قد تكون منفلتة، وعليه اقول ان المساجد تحتاج الى مقاربة مختلفة اكثر ذكاء واعمق فكرا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى