وزير الشباب ومواجهة الأقزام التسعة !!
)وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ( (النمل، 48)
إن نظرية المؤامرة تشكل مكونا بنيويا منذ القدم وما زالت مستمرة في اشكال والوان مختلفة، ولعل ما يبرر القيام بتلك المؤامرات هو سعي بعض الأقزام الى تحقيق مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، ومن هنا نطرح تساؤلا هل مسؤولوا المجلس الاعلى للشباب سابقا او الوزراء منهم كانوا بحق ضحايا مؤامرات داخلية حاكها رهط من الأقزام ؟ ام سوء تخطيط منهم وعدم دراية في العمل الشبابي!.
لعل ما نشهده من لقاء بعض الأقزام للتشويش على عملية الاصلاح التي قد تطال كافة الهياكل التنظيمية للوزارة وتحدد عمل الاشخاص وصلاحياتهم وعدم التغول على الاخر في العمل، ما هي الا لقاءات ذات طابع شخصي كل ما تصبو اليه الحصول على مكاسب شخصية، لذلك اصبحت تلك المكاسب التي اغتنموها بالباطل حق مكتسب لهم.
لذلك يسعى الأقزام للحوم حول إثارة بعض الموظفين والمبالغة في المطالبة ببعض المميزات في العمل، وهذا ليس وليد صدفة بل هو نهج يتبعه الأقزام الذين تتهدد مصالحهم الشخصية، فيلجاؤا الى عقد تلك اللقاءات لإحاكة المؤمرات ضد اي مسؤول لا يتماشى مع اهوائهم فيدعون انهم اصحاب إصلاح الا أنهم في الواقع اصحاب فتنة .
ان قطاع الشباب يستحق ان يكون لديه وزيرا عملاقا سلاحه التحصن بالنزاهة والشفافية وهدفه تقوى الله، وان يكون عند حسن القيادة الهاشمية به، يعمل ارضاءً لله بعيداً عن الشخصنة والمزاجية في العمل، همّه شباب الوطن والارتقاء بهم، ادوات عمله الانظمة والتعليمات وتصحيح الخطأ منها لتواكب مستجدات الحياة ومتطلباتها، للنهوض بالحركة الشبابية على مستوى الوطن ضمن انموذج يحاكي به العالم .
إذن فأين هي المؤامرات الخارجية والداخلية؟
المؤامرة الخارجية هناك اشخاص يسعون الى خلق وصناعة ازمة لأي وزير كان لهذه المؤسسة بأدوات داخلية يطلق عليه (الأقزام) وعادة يكونوا في كل مؤسسة منهم تسعة رهط، وذلك لافشال مهمته ليكونوا هؤلاء هم المنقذون الوحيدون لهذه الوزارة.
هؤلاء متواجدون في كل زمان وفي كل مكان مهمتهم ( كلما جاءهم مسؤول بما لا تهوى انفسهم كالوا إليه التهم وقدموا له النصائح المدسوسة بالسم حتى يرضخ لأمرهم ويتبع ملتهم)
ان الأقزام التي تطلق شعارات المطالبة بالحقوق المادية والمعنوية بين الفينة والفينة، يتظاهرون بأنهم وكلاء الله في الارض لإنصاف المستضعفين من العاملين المظلومين. وما يقومون به الا اعمال يتزعمها الأقزام للتحريض والضغط على الوزير بهدف اشباع حاجاتهم الشخصية.
فعلى الوزير العملاق ان يرجع الى السجلات الموثقة في الوزارة ليتعرف على بعض جوانب الهدر المالي، وان يضع حداً للاقزام وان يتعرف على كل قزم من هؤلاء فكم عدد اللجان التي كان كل منهم عضوا او رئيسا فيها؟ وما مقدار المكافآت المالية التي يتقاضها كل منهم؟
لعل المستضعفين من العاملين ان يعودوا الى رشدهم ليكشفوا حقائق الامور، وان السير مع الأقزام ما هو الا خدمة لهم، وان هؤلاء الأقزام انما يسعون الى ابراز انفسهم بأنهم عمالقة عصرهم.
فالأقزام ايها السادة هم دائما وكالعادة يجيدون الرقص وكثرة الحركة اضافة الى فن الصراخ وقرع الطبول لانه كل ما كان الطبل اجوفاً فارغا كلما كان صداه عالياً، ولكن في وجود وزير عملاق سرعان ما يتلاشى ذلك الصراخ.
الوزارة ايها السادة بحاجة الى حمورابي لوضع تشريع جديد لا يخاف في الله خوفة لائم، يضع حدا للمتحوربين ويكشف ادعائهم بفهم الانظمة والتشريعات التي يفسرونها كما تشتهي أنفسهم بعيدا عن المصلحة العامة.
التسعة رهط الأقزام يسارعون الى عقد اللقاءات ودراسة الوضع وتحليله للخروج بتوصيات هدفها التشويش على السياسة الجديدة علما انه لا يوجد لجنة الا وكان بعض الأقزام مشاركا فيها، ومن هنا نأمل من معالي الوزير وضع الية جديدة لتقييم عمل هذه اللجان ومدى تطبيقها على ارض الواقع، وما هي الفائدة المرجوة منها وما مقدار الاسثمارات التي تم جذبها الى الوزارة .
ألم يآن ايها السادة ان تكون هذه الوزارة منتجة لا مستهلكة؟
لقد آن الأوان الى “تدمير ما يحاك خارجيا او داخليا من هؤلاء الأقزام” لهذه المؤسسة الشبابية، كما آن الاوان الى احالة الكثير من بلغوا سن التقاعد عن العمل، وآن الاوان الى نقل بعض الأقزام الذين يعيقون العمل الى اماكن اخرى، كما آن الاوان الى جذب قيادات شابة واعدة وواعية في العمل مع الشباب شعارها الاخلاص للوطن وللقيادة .
اذا اردت الاصلاح يا معالي الوزير فعليك ممارسة صلاحياتك بما فيه خيراً للوطن وللشباب؛ إصلاح قائم على العدل والمساواة، يقوم على مراقبة ومحاسبة كل مقصر، فعلى الوزير ان يضع في اعتباره ما يقوم به هؤلاء الأقزام من تعويقا وتربحا على حساب المستهدفين من الشباب ، الشباب الذي يسعى للحصول على حقوهه المشروعة والتي كفلها الدستور واقرها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله –
فمن المامول ان يراعي الوزير ما ذكرناه من اعتبارات لاتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات بأن ان لا يكون في هذه الوزارة قزما بعد يومه هذا؟
فهل سيستجيب وزير الشباب ” المبجل ” لإصلاح الوزارة بما ينسجم مع الرؤى الملكية السامية؟ أم أنه سيخلف الميعاد كدأب الذين سبقوه وينبهر بما يقدموه الأقزام من انجازات وهمية ما هي الا ممارسات حبر على ورق وليس على ارض الواقع منها شيء .