ورحل فارس وطني جديد . . !

ورحل #فارس_وطني جديد . . !

#موسى_العدوان

في يوم الجمعة الموافق 9 حزيران 2023، فقد #الأردن أحد أبنائه المخلصين، ذلك هو القامة العالية #اللواء_الركن_سلمان_المعايطة ( أبا ظفار )، بعد صراع مرير مع المرض لفترة غير قصيرة. ففي الصدر غصة، وفي القلب ألم وحزن شديد، يصعب على الكلمات البوح به، ولا يخفف منه إلاّ الإيمان بقضاء الله تعالى وقوله في كتابه العزيز : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) صدق الله العظيم.

وحكايتي مع #رفيق_الدرب أبا ظفار عليه رحمة الله، تمتد إلى ما قبل 52 عاما، عندما عُينت قائدا لكتيبة الحرس الملكي الأولى الآلية برتبة رائد، والمكلفة بحماية الإذاعة والتلفزيون الأردني في منطقة أم الحيران في الطرف الجنوبي من عمان.

وهناك اخترت الملازم الأول سلمان المعايطة من بين ضباط الكتيبة ليكون أركان حرب الكتيبة، لما لمسته منه من نشاط وفطنة وقوة الشخصية وحرص على تطبيق الأوامر والتعليمات بكل أمانة وجدارة.

ولكن لم تطل خدمتنا سويا في الكتيبة إلا لبضعة أشهر، حيث تم اختياري لقيادة كتيبة المظليين 91 من لواء القوات الخاصة المشكّل حديثا. فعرضت على سلمان الانتقال معي إلى الكتيبة الجديدة، لكنه فضل البقاء في كتيبته، ونقلت معي بدلا منه ضابطا آخر أبدى استعداده لذلك.

وعندما عينت مديرا لشؤون الضباط عام 1984نقلت المقدم سلمان من المنطقة الجنوبية العسكرية إلى المديرية ليعمل رئيسا لإحدى شعب المديرية، ثم افترقنا بعد سنتين عند أرسلت بدورة كلية الحرب الأمريكية في عام 1986. وعندما شكل لواء الأمن العام تم اختيار العقيد سلمان ليكون قائدا لذلك اللواء، لما عرف عنه من كفاءة واستقامة وعمل جادّ في أداء الواجب، فبذل جهدا مميزا في تنظيمه وإعداده. ثم تنقل في عدة مناصب في مديرية الأمن العام حتى أصبح مفتشا وأخيرا مساعدا لمدير الأمن العام، إلى أن أحيل على التقاعد برتبة لواء.

انتقل بعد ذلك إلى العمل السياسي، فكان له بصمات واضحة في تأسيس حزب الشراكة والإنقاذ، مما يدل على قدرته في التحول من العمل العسكري والأمني الصارم إلى العمل السياسي الناعم. ولكن المرض الذي ألمّ به أقعده عن مواصلة كفاحه في الأشهر الماضية من هذا العام.

ابتعدنا خلال الفترات الماضية جغرافيا بأجسامنا، ولكن علاقاتنا الأخوية والوجدانية، استمرت بصلابتها المعهودة عبر كل تلك السنوات.

واليوم إذ نفقد هذه الفارس الوطني، الذي ربطتني به صداقة حميمة مبنية على #الشرف والأخوّة وحب #الوطن، وعرفت من صفاته حسن الخلق والوفاء وطيبة النفس، فإنني أعزي نفسي أولا بفقدان صديقي الحميم أبا ظفار، كما أعزي أبناءه وعائلته وأصدقاءه وعشيرة المعايطة الكرام وجميع الأردنيين، راجيا الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه عنا وعن الوطن خير الجزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

التاريخ : 10 / 6 / 2023

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى