وحيداً

وحيداً

محمد طمليه

  • أمضيتُ ليلة البارحة/ليلة عيد ميلادي/في غرفتي, وحيداً, ولكني بقيتُ مكتظاً وأعجُّ بامرأة في البال -إمرأة هي كل النساء، ورجوت أن تقرع بابي في هذا الليل البهيم، اسمعي, افعليها ولو مرّة, هكذا: إقرعي عظم الجمجمة, و أخرجي الى الأبد من رأسي.
    ها أن أحدهم لا يقرع بابي, فلا أفتح, ويكون زائري “لا أحد”, ممشوقاً مثل ضوء منسرب من ثقب في ستارة النافذة: “الغرفة موصدة الباب, والصمت عميق/وستائر شباكي مرخاة, ربّ طريق”… ولم ترد في قصيدة “السيّاب” أي إشارة لثقب في ستارة النافذة لا تتسرب منه إمرأة ممشوقة, جبناً الى جنب مع خيط من بصيص.
    ولا أدري أين قرأت ما مفاده أن المتنزهين لا يحفلون أثناء تجولهم في حديقة عامة برجل وحيد يجلس على مقعد مزدوج تحت شجرة. ولكن هؤلاء المتنزهين أنفسهم يقفون طويلاً لتأمل لوحة على جدار يظهر فيها رجل وحيد يجلس على مقعد مزدوج تحت شجرة في حديقة عامة..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى