الخارجة بالفيزون حليفة الشيطان الملعون / أحمد أبو بدر

أعتذر بدايةً من بعض من استفزهم عنوان المقال و لكنها الحقيقة المطلقة و سيكشف هذا المقال صدق ما ورد في عنوانه , فظاهرة أو -إن شئنا التعبير الأصح- آفة الفيزون هي أزمة مجتمعية لأن خروج الأنثى بهذا اللبس الفاضح لهو عين الآفة الأخلاقية و المجتمعية التي ابتلي بها مجتمعنا الأردني في ما مضى من السنوات العشر التي خلت و لغاية الآن أما لماذا الحديث عن الفيزون بالذات دون باقي الملابس المثيرة و الفاضحة فلأن هذه الآفة انتشرت و اتسعت في مجتمعنا الأردني بشكل مذهل حتى بتنا نراها في بعض القرى و البلدات التي عرفت بأنها ذات طباع و أخلاق محافظة حريصة على الاحتشام و الستر مما يستلزم دق ناقوس الخطر قبل وقوع المحظور و حدوث ما لا يحمد عقباه من جرائم مجتمعية يندى لها الجبين و يغضب لها الرزاق ذو القوة المتين و تسبب لبعض الأردنيين عاراً إلى أبد الآبدين و العياذ بالله.
قطعة شفافة خفيفة من القماش ذات خاصية شبيهة بالمطاط تلتصق بالجسد حتى لكأنها تكاد تصبح قطعة منه صنعت بمقاسات ضيقة لكي تتسع و تستوعب جسم أي شخص يرتديها لتبرز أدق تفاصيل الجسد مهما صغرت و لتظهر جسداً آدمياً بلون جلد آخر غير لون جلد من ترتديه ثم يصفه عشاق العهر و الرذيلة بأنه لباس كسائر الألبسة التي يلبسها الناس !! يالسفالتهم و وقاحتهم و فحش تفكيرهم هل يقبل أحدهم على نفسه فيما لو طلبنا منه أن يغطي كنزاً أو مالاً أو أي شيء على الأرض بوضع هذا النوع من القماش عليه ليقول لنا أنه يخبئه أو يغطيه أو يخفيه ؟ قطعاً ستكون الإجابة لا , فهذا النوع من القماش أساس لم يخلق ليكون غطاءاً و ستراً بل خلق ليبرز ما تحته و يظهره و يلفت الأنظار إليه هكذا هو استعماله الأساسي و ليس للستر و التغطية كما يدعي بعض المأفونين في عقولهم و فطرتهم , و عليه فإذا لم يتمكن أحدهم بواسطة هذا القماش من إخفاء مال أو كنز أو أي شيء جامد لا يتحرك موضوع على الأرض فما بالكم لو كان هذا الشيء متحركاً و لديه انثناءات و منحنيات في محيط جسده فكيف بالله عليكم تكون قطعة القماش تلك لباساً أليس الشرط في أي لباس هو ستر ما خلفه بل و كيف ترضى أي امرأة أن تستر به عرضها و شرفها و كرامتها و تلك الأمور أثمن من كل كنوز الأرض بالنسبة لأي امرأة عاقلة , أليس الشرط في أي لباس هو تغطية ما لبس عليه حتى لا يعلم من ينظر من خارجه ما الشيء الذي بداخله فأي شرط حققه الفيزون من الشروط الآنفة الذكر ليسمى لباساً – و نحن لم نتطرق بعد للباس الشرعي حتى- الجواب هو لا شيء طبعاً .
ما دام الأمر كذلك فكيف يرضى أحدنا أن تخرج إحدى نسائه أو بناته أو أخواته مرتدية هذا الفيزون الفاضح على أعين الناس و أمام نظرهم بهذه القطعة العجفاء التي تبرز و لا تغطي و تفضح و لا تستر لكي يرى جميع الناس حولها أدق تفاصيل الجسد الذي لبست عليه تلك القطعة الضيقة الشفافة من القماش و كأن لسان حال من لبسته تقول لمن حولها انظر لي جلياً و تأملني ملياً و حدق النظر طويلاً ثم لا تتحرش بي و لا تطلق اتجاهي أية كلمة نابية , أي تناقضٍ سافلٍ هذا الذي تعيشه بعض النساء في وطننا !
لكي تعرفوا مدى الصدق في عنوان المقال سأطلب منكم التفكير قليلاً في كيفية انتشار آفة الفيزون و تخطي تلك الكارثة الأخلاقية لجميع الحواجزالاجتماعية و الدينية لتظهر في شوارعنا و جامعاتنا و شركاتنا بل و حتى في بعض دور العبادة لدينا للأسف كما تداولت بعض المقاطع الموجودة على الانترنت في بعض البلدان العربية و الإسلامية بدلاً من أن تنحصر في البيوت فقط و غرف النوم مما يدلل على مدى انتشار و توسع الفساد الأخلاقي لدى بعض شعوبنا للأسف و الله المستعان, فأول من ارتدى هذه الآفة بين العرب هن بعض الممثلات و المغنيات اللبنانيات و المصريات ليظهرن على الشاشات من خلال مقاطع الفيديو كليب و الأفلام و المسلسلات الخليعة كقطعة مبتذلة من اللحم الرخيص الذي يسيل له لعاب اللاهثين من عبدة الجنس و الفاحشة تبعه ظهور موجة ترويج هائلة للفيزون كموضة عصرية عبر إقامة حفلات خاصة يتم ارتداؤه فيها كعرض أزياء خاص بهذا النوع من الأقمشة الفاضحة و ما صاحبه من إعلانات بثتها فضائياتُ روادها من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا تمهيداً لنشره في أسواق الألبسة النسائية و انتشاره كلباس تلبسه الإناث بمختلف أعمارهن و يخرجن به للشارع و للعمل و الجامعة دونما حرج أو خجل لتزيد نار الإثارة و الشهوة المتقدة عند جيلٍ نسي بأن المسلمين قوم لا ينظرون إلى أرداف و أعجاز النساء كما قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم و تناسى ذلك الجيل أن تلك المناظر الخبيثة النتنة هي أول خطوات الوقوع في وحل الزنا و هم الذين لطالما سمعوا قوله تعالى “(و لا تقربوا الزنا)” لاحظوا دقة اللفظ هنا حيث لم تقل الآية : لا تزنوا بل لا تقربوا الزنا لتفيد تلك الآية وجوب البعد عن كل المقدمات المفضية للوقوع في فاحشة الزنا المنكرة و لا شك أن أول ذلك البعد بالتأكيد هو الابتعاد عن اللباس الفاضح الكاشف المثير للغرائز المؤدي لتحرك شياطين الإنس و الجن معاً نحو غاية إشباع الشبق الجنسي العارم نتيجة لرؤية تلك المناظر الخليعة و بأي شكلٍ كان دونما خوف أو حياءٍ أو وجلٍ من غضب الجبار و سخطه لتحل بعد ذلك على مجتمعنا صنوف البلايا و ألوان الرزايا فمن ظهور زنا المحارم إلى توسع ما يعرف بالتحرش الجنسي إلى نشوء العلاقات غير الشرعية بين الشباب و الشابات إلى إقامة الحفلات الماجنة المختلطة إلى ظهور الأطفال اللقطاء إلى زيادة نسبة انتشار الأمراض الجنسية وصولاً إلى ارتفاع معدلات الطلاق و التفكك الأسري و ظهور الزواج العرفي الذي لا يسجل في محكمة شرعية و لا يجيزه ولي أمر فهو مجرد ورقة لا تساوي الحبر الذي كتبت عليه بين فتاة و شاب و شاهدين لا يعرفون معنى قداسة رباط الزوجية دون علم أسرة كلا الطرفين الشاب و الفتاة ليصبح لدينا نواة كارثة جديدة تتمثل في طفل لقيط تحبل به الفتاة بعد أن يكون الشاب قد قضى منها وِطره الذي أراد و تركها مع ورقتها إلى غير رجعة أو حتى الاعتراف بتلك الورقة , و أي شيء يدخل على قلب الشيطان و قلوب أعدائنا سروراً و فرحاً أكثر من تلك البلايا و الرزايا.
أعلم تماماً مدى غضبة المدافعين عن الرذيلة من الليبرالين و محبي شيوع الفواحش عندما يتم الحديث عن حظر الفيزون و الملابس الضيقة الفاضحة ليبدأوا بسرد موشحات حرية المرأة في اللباس كما كفلتها لها المواثيق الدولية غربيها و شرقيها و التغني بحرية المرأة و دورها في المجتمع و أن حرية اختيار اللباس و التعري من اللباس هي أبسط الحقوق التي لا يرضون للمرأة أن تتنازل عنها , و لهؤلاء الحثالة لن أجادلهم بأحاديثٍ من السنة و آيات من القرآن فهم أصلاً لا يقبلون بها دليلاً من فرط استعلائهم على شرع الله -عليهم من الله ما يستحقون من اللعائن تترى- لكنني سأقول لهم إن جميع الديانات السماوية و معظم الديانات الأرضية بل و حتى بعض التشريعات و الدساتير التي وضعتها البشرية تجرم خروج المرأة بمثل تلك الملابس الفاضحة التي لا تستر شيئاً منها سوى لون جلدها لأن ذلك يعتبر لديهم دلالة عهر و دعارة حتى لو كانت من ترتدي تلك الملابس و تخرج بها من أشراف القوم كما يقال , و لكل أنثى تخرج بالفيزون أقول هل سترضين على نفسِك أن ترتدي علامة للفجور و الفسق على جسدِك لكي ينظر إليك المجتمع كل المجتمع نظرة الريبة و الشك في شرفِكِ و أخلاقِكِ حتى لو بلغتي من الشرف و الأخلاق ما بلغتي فقد وضعتي نفسكِ في حدود الشبهات و الزلل و العثرات فلا تلومي أحداً سوى نفسكِ و اعلمي أنه لا يوجد دين سماوي أياً كان يبيح لمن يعتنقه حرية قلة اللباس أو التعري عبر لباس فاضح إن صح التعبير و أتحدى معتنق أي ديانة سماوية أن يقول عكس ذلك و يأتي بدليل صحيح مما يؤمن به و يعتنقه , فابتعدي بنفسكِ عن عارٍ و فضيحة قد تؤدي بكِ إلى ممارسة صنوف الفواحش و الرذائل و عندها فستخسرين شرفكِ و دينكِ للأبد في الدنيا و الآخرة, فدعكي من حرية اللباس و اكسبي رضا رب الناس.

ختام القول أننا وصلنا الآن لمفترق طرقٍ أخلاقي لنسلك طريقاً من طريقين و سيترتب على ذلك من النتائج ما سيؤثر في أخلاق المجتمع و سلوك أفراده و ديمومة العفة و الطهر فيه فإما أن نحارب ظاهرة الخروج بالفيزون تشريعياً و شرعياً عبر منع الظهور به و بغيره من اللبس الضيق غير المحتشم في الجامعات و أماكن العمل و الشارع و الأماكن العامة و وضع العقوبات الرادعة على ذلك لتعود الأخلاق الحميدة إلى شوارعنا في مجتمعنا الأردني رويداً رويداً بعدما غابت و غيبت عن فئة ليست بالبسيطة من المجتمع لفترة من الزمن نتيجة الانحلال الفكري من بعضهم و التقصير في جنب الله تعالى من معظمهم , وإما أن يختار الأردنيون القبول و الصمت على تلك الظاهرة فلا يلوموا بعد ذلك أحداً سوى أنفسهم إن ظهر لهم في قريب عاجل أو بعيد آجل جيلٌ يحمل طباع الخنازير الديوثة فلا بأس لديه إن شاهد ظهور عورات النساء بأدق تفاصيلها في الشارع أو في العمل أو في الجامعة حتى لو كانت تلك الواحدة منهن أخته أو بنته أو زوجته لا سمح الله و قد يصبح التحرش الجنسي لديه عادة مألوفة و مقبولة و قد يحلل حتى الزنا و العياذ بالله و يعتبره نوعاً من المتعة المباحة و الرائجة لمن يشاء و يريد و عندئذٍ فليرتقب المجتمع عذاب الله تعالى و سنته في كونه و لن تجد لسنة الله تبديلاً و لن تجد لسنة الله تحويلاً .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى