هل من بصيص امل ؟ / جاك بطرس القبطي

هل من بصيص امل ؟
المتطلع الى واقعنا العربي والمتابع لأخباره وحضارته ( ان وجد ) يأسف للوضع الذي وصلنا اليه .. ولو خطف لمحة بصر في جوله منذ بدايات القرن الماضي حتى يومنا الحاضر لا يجد سوى تراجع وتخلف وسؤ اداره داخل مجتمعاتنا , وفرقه وخلافات وحقد ودسائس بين دولنا .
ممكن ان يظهر علينا ( اديب ) في زمن قل فيه ( الادب ) ويقول اننا خرجنا من رحم استعمار دام 400 سنه واجيبه هنا ان هنالك دول خرجت من بين انقاض الحرب العالميه الثانيه الاولى ضربت بالذري والثانيه دمرت وقسمت .. اصبحت الان في مصاف ارقى دول العالم علميا وصناعيا وتجاريا .
واسرائيل .. هذا الكيان الذي الذي اسميناه ( مصطنع ) غرس ما بين ظهرانينا منذ سبعون عاما .. اصبح اليوم يهز العالم ( بأظفره ) ونحن والحمد لله ( ريشه في مهب الريح ) .
الحسره علينا .. اقدس بلاد العالم .. دياناتهم خرجت من ارضنا .. نفط وغاز ( الذي جلب لنا الويل ) لو احسنا ادارته كنا اشترينا العالم .. تكدست اثمانه في قاصات بنوك ( ابناء العمومه ) وباتو يحاربونا به .
الزراعه وخيراتها التي كنا نصدرها للعالم ( ابيدت ) .. باتت بلادنا عطشى للماء .. ابننا الذي يبدع لا يتألق الا بالخارج .. والعامل في بلاد النفط ( مدلل ) وعاملنا العربي يجوع في بلاد الفقر والعوز .
لا سكة حديد تربطنا .. معاهدات حبر على ورق واتفاقيات بلهاء ( لذر الرماد في العيون ) قيود وشروط تمنع الاخ من التجاره او التعايش مع اخيه في بلاد الجوار .
واخيرا ( وليس اخرا ابدا ) وصلنا الى مرحلة قتل بعضنا البعض . . فتحت الخزائن وهبت المليارات ليقتل العربي اخيه العربي ( لأتفه الاسباب ) .. والله لو صرفت هذه المليارات على وطننا العربي لما ظهر لا ربيع ولا شتاء عربي .
سمحنا للغرباء ( بتأديب ) ابناء جلدتنا .. طائرات تقصف ( بلادنا ) بعضهم مع وبعضهم ضد .. المهم تقصف اراضينا .. طياريهم يتدربون بنا ويجربون اسلحتهم ومدى فعاليتها ( بفلوسنا ) وعلى ( اولادنا ) .. استوردنا ( حثالة ) رجالهم ليفجروا مدارس ومساجد وشوارع ( بلادنا ) وفتحنا محطات تلفزه ليهين احدنا الاخر ويكشف عوراته للعالم .
الى اين تسيرون بنا .. الحاضر مرعب والقادم اعظم , سمك بحار العالم شبع من ابناء ( جلدتنا ) الى حد التخمه ولا زلنا نهاجر ( ونهجر ) . العربي مهان في وطنه ومهان في كل اصقاع العالم حتى ان البعض فضل العوده والموت في بلده على الاهانات التي يتلقاها في بلاد الاغتراب .
الا من بصيص امل بصلاح دين او عمر مختار يعيد لنا بعض من كرامه .. او اقلها يوقف هذا التدهور للحاله التي نحن عليها والتي ستودي بنا اذا ما استمرت الى التهلكه .
لك الله ايها العربي .. لك الباري الذي لا يخيب من قصده .. وهو القادر على كل شيء وحده ولا ( شريك ) له .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى