#الرزاز: ﴿من قال لك هذا؟﴾ / شبلي العجارمة

#الرزاز:

﴿من قال لك هذا؟﴾

وأنت تطفیءُ شمعة حکومتك الأولی السوداء أقول لك ”کل عامٍ وأنت لست رٸيساً للوزراء“، فقد مضی عامُُ من سياسة مداقرتك للرإي العام والشعب والإعلام النظيف ونبض الشارع الذي أتی بك من تحت الدلف الملقي حتی صعقتنا مزاريب سياستك، وجثمت علی صدورنا بحيلك وشعوذات تصريحاتك وألاعيبك التي التي تزعم أنك تمتلك کل ولايتها العامة!.
کلنا مثلك بارعون في الإنشاء والإملاء والمحفوظات وصف الکلمات في طابور المشاعر واللعب علی عواطف ومعنويات الشعب الذي فقد بوصلته وبارقة أمله منذ مأتم الشهيد وصفي التل رحمه الله ،ولا زال يبحث عن ذلك النموذج والقدوة والرجل الذي کان ولا زال منارةً نهتدي بها في ظل ظلماتکم الثلاث ودليلاً صادقاً في عشواٸية بروتوکولاتکم المنفصمة عن الواقع الحقيقي لکل ما نکابده نحن الشعب ويکابده الوطن .
لقد کنت تعزف لحن الرجوع الأخير علی مقابر آمالنا وطموحاتنا وواقعنا الأمرّ مذاقاً والأشوك ملمساً والناٸح النادب صوتاً، وها أنت بعد مرور عامٍ علی اللاشيء من مواعيد حکومتك العرقوبية فقد ظهرت کالولد النجيب تحفظ درس الإملاء عن ظهر قلب، ففي مقابلتك تذکرني ببراءة طفولتنا في طابور التفتيش الصباحي في الصف الأول حين کنا نمسك محرمة الشرايط الزرقاء المزنرة برٶوس أصابع أکفنا ونمدها للأستاذ المخيف القاسي وقد قلمنا أظافرنا وحلقنا شعرنا ،لکن المصاٸب التي کانت خلف هذا الانضباط الکاذب والنموذج الأرنبي حکايةُُ أخری،فقد کانت أيدينا متسخة ومحارمنا تحمل في بطونها خليط الخناٸن ودموعنا وربما أشياء أخری،ناهيك عن أنّ نفس المحرمة تنتقل من طالب فقير کسول مشاغب لعشرات الطلاب.
في قصة النبي أيوبﷺ کان جيشُ الدود يحاصر جسده وينخر عظمه ،کان الدود من نسيج جسده ولحمه وألمه ،وکان ترياق الصبر آن ذاك هو المعجزة الإلهية التي حباها الله له من السماء ولم يکن قد خرج من الأرض ،لکن الصبر کان هبة الإله وهديته لجسد وروح نبيٍ مٶمنٍ متيقنٍ بشفاء الله له ،لکن في دود سياساتکم البالية والمهترٸة والمرقعة والذي جاء نتاج تخمج أهراماتکم القيادية المتعاقبة ومثلث برجوازيتکم المملة وإقطاعکم الجاٸر ما هو إلا دودُُ من صنيع نهجکم ونهج حکوماتکم الفاشلة المتعاقبة بسياستها الکلاسيکية القديمة وفرقة عزفها الکهلة التي لا تحفظ سوی نوتةٍ واحدة ”شح الموارد ونقمة الأمن والأمان ونشومية الشعب الأردني “،لکن صبرنا الذي لا زال يرقب بعين الملل حد الاحتضار طاٸر أيوب ليغمس جسده المنتوف في بحر يأسنا وخذلاننا وتشاٶمنا الذي صنعتموه بخلطات الفساد والخصخصة وبيع رأسَ مال الوطن والمتاجرة بعرق کل الأردنيين الشرفاء ومزرعة رٶوساء الحکومات واستنساخ الوزراء فقد نفد .
لقنوك أجوبة المقابلة قبل أنّ تسمع الأسٸلة أصلاًً،فقط قاموا بتبديل الأحرف والکلمات والعبارات من أماکنها وإزاحة بعضها من باب تغيير طعم السٶال الأول بدل الأخير والأخير مکان الأوسط ولو تخربط المذيع في سٶالٍ بالصدفة لکان جوابك حسبما لقنوك کما يقال ”کرجة مي“.
من قال لك أنّ أيوبنا هو نفس أيوب القرآن والزمان؟،من قال لك أننا لا زلنا نسمع إلی إعلامنا الرسمي أصلاًً؟، من قال لك أننا أصلاً لا زلنا نصدقکم ونثق بحديثکم ونٶمن برساٸلکم التي أنت تکفرون بشعارتها وعناوينها من دواخلکم؟،من قال لك أننا نطالع الصحف التي تحمل صورکم وتصريحاتکم ورنات خطبکم ومقابلاتکم المبرمجة؟ ،من قال لك أننا بتنا قانعون أصلاًً بك وبوزراٸك الذين تم مداقرتنا بهم وتعيينهم بالخاوة وعصا السلطة وتغيير مسمياتهم من باب ”ثور إحلبوه“؟.
من قال لك أننا سنضع لك صحاً أحمراً طويلاً علی دفترك ونجمةً علی جبينك ونکتب لك ”ملك النسخ والإملاء والإنشاء والمحفوظات“ برافوا صفقوله؟.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى