خيال / مؤمن بشايره

خيال

اليوم منذ أن استيقظت من نومي في الصباح الباكر وانا انتظر خطاب السيد حسن نصر الله على غير العادة فلم أكن اسمع له خطابات من قبل إلا أني في هذا اليوم قررت أن أسمع له لأعلم مدى حجم الخازوق الذي أكله في حلب وفعلا بدأت الساعات تمضي وكأنها أيام وانا انتظر وانتظر خروج السيد حسن على شاشة التلفاز إذ اني هذا اليوم لم اقلب المحطات كثيرا كعادتي ووضعت على قناة المنار دون عبث بالريموت ووضعت الريموت تحت مخدتي ولكن الذي حدث غير ذلك عند الساعة الثالثة مساء تقريبا شعرت بنعاس شديد فحاولت أن أقاومه بشدة لكنه غلبني ونمت من غير ارادة ولم أشعر إلا أني استيقظت مرعوبا مفزوعا خائفا أن يكون قد خطب السيد وانا نائم فنظرت إلى الساعة كانت الثامنة مساء فنظرت إلى اخي الصغير وكان يجلس في زاوية الغرفة وعلامات الحزن تبدو على وجهه فسألته ماذا تفعل في غرفتي فلم يجبني فكررت السؤال عليه حتى أجابني بصوت حزين انا زعلان منك فقلت له لماذا فقال إني شعرت بالملل وانا جالس لوحدي فجئت إلى غرفة التلفاز لأشاهد افلام الكرتون ولم أجد الريموت وبقيت انتظرك حتى تستيقظ لوحدك دون أن ازعجك ولكنك كنت غارقا في نومك فسكت قليلا ثم اتبعها بجملة ما كنت أريد أن اسمعها احزنتني كثيرا وصدمتني حيث قال (ويا ريت انك نايم وحاط التلفزيون على قناة مسلية اجيت لقيت التلفزيون شغال وفيه شيخ اله لحية زي داعش ضلو يخطب حوالي ساعتين كاملات وانا انتظره يفرغ من كلامه متفائلا أن يبدأ بعده فيلم كرتون لاشهاده ولكن كل هذا على الفاضي فهذا الشيخ كلامه كثير من شوي لحتى خلص) فعندما سمعت هذه الجملة نزلت على قلبي كالصاعقة فنسيت أن اخي مزعوج مني وتذكرت خطاب السيد حسن نصر الله وأنه قد فاتني فمسكت الريموت وخبطته في وجه أخي وانا غضبان كيف يفوتني خطاب السيد عندما قررت لأول مرة أن اشاهده وخرجت مسرعا إلى شرفة المنزل وجلست على الكرسي واخرجت الهاتف من جيبي لاشاهد خطاب السيد على اليوتيوب لكن قبل هذا استعلمت عن الرصيد لأعلم ان كانت حزمة النت التي معي تكفي لمشاهدة الخطاب العظيم ولحسن الحظ كانت حزمة الانترنت حينها 800 ميجابايت فحمدت الله وقلت انها تكفي لمشاهدة الخطاب المنتظر ثم دخلت على الفيديو وبدأت بمشاهدته ولكني كنت أثناء مشاهدته اتعصر الما لا أعلم ما السبب أهو كلام السيد لا يطاق ام حزنا على اخي الذي ضربته بالريموت لأجل خطاب ممل ليس له طعمة ام وقتي الذي يذهب هدرا وانا أشاهد هذا الخطاب الطويل غير المستساغ ام على ال 800 ميجابايت التي سافقدها مع نهاية الفيديو ومع ذلك أخذت نفسا طويلا وقلت داخل نفسي لا بأس ساكمل مشاهدة الخطاب على مضض وما أن أنهيت مشاهدته بعد مضي ساعة ونصف تقريبا دون فائدة نظرت لنفسي بعين الاستحقار ما الذي فعلته لأجل مشاهدة خطاب لا معنى له وحينها على الفور نهضت وذهبت إلى السوبر ماركت فورا وأحضرت لأخي الشيبس والعصير والشوكلاته لكي يرضى مني على فعلتي القبيحة وفعلا رضي اخي وبدأ يضحك ويتبسم معي فحمدت الله وفجأة تذكرت ان حزمة الانترنت قد قاربت على الانتهاء أن لم تكن قد انتهت بسبب الفيديو الذي شاهدته على اليوتيوب إذا كانت مدته ساعة ونصف ومحمل بتقنية HD فاستعلمت عن الحزمة المتبقية وتفاجئت وكدت أُصعق عندما شاهدتها بقيت على ما كانت عليه 800 ميجابايت فكررت العملية أكثر من مرة معتقدا أن هنالك خطأ في إعطاء النتيجة ولكن عبس قيمة الحزمة 800 ميجابايت فعملت إعادة تشغيل للجهاز ولكن يا للهول لا تغيير على قيمة الحزمة 800 ميجابايت ففرحت كثيرا أن حزمة الانترنت بقيت على حالها ولم اخسر شيئا ودخلت مرة أخرى على اليوتيوب فرحا مسرورا فأنا احبه كثيرا لكني أخشى على نفاد حزمة الانترنت حيث ان هذا البرنامج يستهلك كثيرا من الحزمة ولكن هذا الخوف كان قبل اما الان فلم أعد اسال لان الحزمة ستبقى ثابتة فدخلت إلى المقاطع الأكثر مشاهدة ورأيت اول مقطع بالقائمة فيديو مدته 5 دقائق للراقصة صافيناز فجذبني الفيديو وقررت أن اشاهده وبعد أن انتهى الفيديو انتقلت مباشرة لاستعلم عن الرصيد وانا متفائلا اني سأجده على ما كان عليه 800 ميجابايت ولكني صدمت عندما شاهدت قيمة الحزمة 0 ميجابايت وبدأت افكر وافكر وافكر ما الذي حدث !!!

فعرفت بعدها أن الفيديو الأخير الذي شاهدته للراقصة صافيناز قد حرك من مشاعري كثيرا واستمتعت برقصها الجميل رغم أن مدته 5 دقائق لهذا ذهبت الحزمة كاملة بعد مشاهدته

وان خطاب السيد حسن نصر الله الذي تجاوز الساعة ونصف لم يحرك مني شيئا ولم يلامس قلبي ابدا وكان كلاما على ورق دون أهمية ولا فائدة فبقيت الحزمة على حالها

مقالات ذات صلة

فقبلت هاتفي وزاد حبي له وشعرت انه منصف وعادل وواقعي أكثر بكثير من البعض

خيال بقلم مؤمن بشايره
13/8/2016

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى