هل إسرائيل مؤهلة لشن حرب قادمة؟

هل #إسرائيل مؤهلة لشن #حرب قادمة؟

الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس

منذُ أن تأسست دولة إسرائيل إذا جاز لنا أن نسميها دولة في عام 1948م إلى يومنا هذا قد خاضت سبع حروب ميدانية وثلاث انتفاضات فلسطينية، وسلسلة من الصراعات المسلحة ضمن أكبر صراعات عاشتها المنطقة بين العرب وإسرائيل, وإذا ما تتبعنا الحروب التي شنّها هذا الكيان الغاصب فأننا نجد أن هناك جملة من الأسباب والتي يجب أن تتوافر لديهم مكتملة كي تشن الحرب المنوي القيام  بها كعادتها على الجبهة الأخرى.

أن العقيدة القتالية لدى الإسرائيليين تتمثل في ابتلاع مزيد من الأرض أولاً, والمحافظة ثانياً على ما تم احتلاله سابقاً, ثم ايجاد مناطق حدودية جديدة آمنة لهم ثالثاً, ومع أنهم متمسكين بهذه العقيدة القتالية إلا أن هذه العقيدة تزعزعت شيء ما في بعض الحروب التي خاضوها ومن بينها (معركة الكرامة), تلك التي حقق بها الجيش الأردني الباسل انتصارا واضحاً, وانكسرت معه مقولة الجيش الذي لا يقهر.      

  من أبرز الأسباب والتي يجب أن تتوافر لدى الإسرائيليين كي يشّنوا حرباً.. اية حرب ينوون القيام بها ضد اية جبهة كانت, وبدونها فإنهم يحسبون لذلك الف حساب وهذه الأسباب تتمثل فيما يلي:  

 أولاً) تأمين الدعم والموافقة لهم من قبل الأمريكان.

ثانياً) التأكد من جاهزية قواتهم العسكرية النظامية والاحتياط.

ثالثاً) توفر العوامل المساعدة الأخرى كالخلافات والتفرقة, وكتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية عند الخصم, إلى غير ذلك من عوامل أخرى مساعدة.

إن حيثيات الحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا, أضافة دون أدنى شك بعداً جديداً على خارطة الاحداث والتطورات والمستجدات من شأنها أن تجعل إسرائيل اليوم غير مؤهلة لشن اية حرب في المنطقة, وأن أسباب شن اية حرب غير متوافرة لديهم الآن, فهناك تلكؤ في تأمين الدعم والموافقة لهم من قبل الأمريكان, وأن جاهزية قواتهم العسكرية النظامية والاحتياط غير مضمونة في ضوء تسلح الجهة المقابلة لهم, ناهيك عن (استيقاظ) حكام المنطقة اليوم من جديد, ووجود تحركات إقليمية من شأنها ردم الكثير من فجوات الخلافات والتفرقة بين دول المنطقة والاقليم, والعمل على تسوية الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية كاتفاقات وبرامج مطروحة اليوم أمام زعماء ودول المنطقة.

إن إسرائيل اليوم غير مؤهلة لشن أي حرب قادمة, وإذا ما أقدمت على مثل هذه الخطوة فإنها ستخسر حتماً جميع تحالفاتها في المنطقة, إضافة إلى عدم تقديرها جيداً لقدرات الخصم المقابل لها عسكرياً.     

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى