وابحث عنه … / حنين ناجي

وابحث عنه
في بيتٍ ريفي تسكن تلك المرأه في الأربعين من عمرها تعمل في الصباح الباكر وتعود إلى المنزل قبل غروب الشمس تعيش وحدها ، لم تتزوج وتوفي والداها منذ سنوات ولم يبقى لها في البلدة أحد بعد زواج أخيها وسفره…
الغريب في أمرها انها تكتب عبارة واحده كلما ذهبت إلى مكان ما ، وكلما انتهى فصل أو مناسبة تكتب
وابحث عنه
سئلت أكثر من مره عن سبب العباره وعن سبب رفضها الزواج رغم أن العباره تدل على رغبتها بوجود شخصً في حياتها وأنها تبحث عنه، أصبحت أضحوكة وبات الجميع يخمن مواصفاته فلربما هو جني أو رجل فضاء أو أمير أو سفير أو مجنون أو غريب الأطوار وإلى متى ستبقى هي تبحث عنه …
الفكرة هي أن تلك المرأه ليست كما ظن الجميع تبحث عن شخص خالٍ من العيوب أو شخص لا يشبه أحد، تلك المرأه تبحث عن نصفها الآخر والنصف الآخر يعني أنه الجزء الناقص فينا الجزء الذي سوف يكملنا ، انه حروف القصيده التي لم نكملها بعد ومشاهد فيلم طبعت في مخيلتنا ولم تطبق بعد، وقصه أحداثها لا تنتهي وحب من الحب لا يكتفي وشوق لا يمكن أن ينتهي و…
الفكره ليست أن يرتبط اسمك بشخص ، ولا أن لا تكون وحيدا بنظر من حولك ،و لا ان تصبح لديك اسره ، وان تكون مستقرا بمفهوم البعض اي متزوج ، فقد تتزوج وتبقى وحيدا وقد تكون لك أسرة رائعه لكنك في الحقيقه لست سعيدا
نصفك الآخر ليس شكلا مرسوم على لوحه أو صفات كتبت على ورقه أن وجدت نصفك ستراه عيونك أجمل من ألف لوحه وسترى فيه صفات لن تكفيها الف ورقه
نصفك الآخر ليس مرتبط بالقاب اجتماعيه ولا أحزاب سياسيه ولا حسب ولا نسب انه فقط وبكل بساطه نصفك
نصفك يستحق أن تبحث عنه وان لا تستلم وتعتقد انه موجود فتخشى أن يمر العمر دون أن تجده قبل أن تستسلم لا تنسى انك أن لم تجد نصفك سترتبط بنصف لا يشبهك في شي ولا يكملك في شي بل ويزيد نقصك ويزيد وحدتك فلماذا إذن تفكر فقط أن لا تبقى نصفا دون التفكير في عواقب أن تكون مع نصف آخر ليس نصفك وهل يكتمل اي رسم بألوان ناقصه وهل يمكن أن يكتمل مجسم لأي شي بمستويات ناقصه لا تكمل بعضها ولا تدعم بعضها
حين تبحث عن نصفك فأنت تبحث عن من يشاركك بكائك وضحكك جنونك وعقلك صراخك وصمتك نجاحك وخسارتك انت تبحث عن جزء ضائع منك أن وجدته ووجدك حينها تصبح الحياة بمفهومها الحقيقي الذي يبدأ وينتهي ب شريكين اثنين يكملان بعضهما ويكملان كل شيء
ربما يعتقد الجميع الأن أن تلك المرأة مجنونه ومخطئه لكنها العكس تماما فهي قد تجده اليوم غدا او بعد سنه وان لم تجده تفضل هي أن تموت وحيده بدل أن تموت وهي على قيد الحياه …
لا تعتقد لو للحظه أن نصفك وهم أو سراب وان ما تتمناه لن يتحقق وأنه فقط قد يحدث في القصص والروايات والافلام نصفك يبحث عنك وسيجدك ابحث عنه انت ايضا لتجده ولا تستسلم فتقبل ان تكون السجين والسجان الحياة قصيره لا تقتل روحك وتحكم على نفسك وعلى من حولك بالإعدام
#حنين ناجي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى