موت هزاع الذنيبات وهذا الاهتمام الشعبي به ليؤكد أن الوطن لا ينسى المخلصين له أبداً , فَكم من رتبه سواء كانت عسكريه أو مدنيه كنا نحسبُها كبيره ولكن هي إنتهت بموتها أو إحالتها على التقاعد , في يوم من الأيام كنت أقود سيارتي وبالقرب من إشارات وزارة الصناعه والتجاره فصادفته بإبتسامته الجميله وقطرات العرق على جبينه أوسمةً تتلألأ مختلطه بِسمرته وملامحه الأردنية البدوية فقام بأداء التحيه العسكريةِ لي وكم خجلت أن أردها جالساً في سيارتي فترجلت منها لأردها عليه واقفاً وهمست بأذنه لمثلك فقط يجب أن نؤدي له التحيه . موت هزاع جاء ليؤكد كم نحن الأردنيين نحفظ الجميل ولا ننسى من أعطوا البلد بسخاء وبالمقابل كم ننبذ كل من جعل البلد مزرعه له ولورثته ولشلته الفاسدين من خاصته والتاريخ لن يرحم وسينصف الجميع بنباله فهو الآن يوثق بأيدي أبنائه بعد أن كان يدون بأقلام الخاصة والأذناب وهزازين الذنب . دوله , معالي , سعاده , عطوفه , باشا , بيك …. كلها ألقاب تأكد ستزول ولن تأخذها معك وما سيبقى هو ما تُقدمه وسيذكرك الناس به فلا تهتموا كثيراً لها وإجعلوها هي من تكبر بعطائكم لا أنتم من تكبرون بها . كم من من ذوي الألقاب الرفيعه ماتت ببرجها العاجي العالي وبأماكن بارده وحيدون وكم مثل هزاع ذنيبات أصبح موته إحتفالاً كرنفالياً تداوله الناس وأُغلقت بجنازته الشوارع ولم يكن نسياً منسياً فالسلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياً .
