هدوء في غزة وإلغاء الطوارئ بإسرائيل

سواليف
أكدت مصادر فلسطينية توصل فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في وقت مبكر من اليوم الإثنين، بعد اندلاع أخطر وأطول المواجهات بين الطرفين منذ حرب العام 2014.

ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على التصريحات الفلسطينية بشأن التوصل لاتفاق هدنة، ولكن الجيش قال إنه تم إلغاء حالة الطوارئ بالمدن والبلدات القريبة من قطاع غزة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها.

وقال مراسل الجزيرة في قطاع غزة إن الاتفاق جاء بجهود مصرية وقطرية وأممية تكثفت خلال الساعات الماضية لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار والعودة إلى الهدوء.

بنود وشروط
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية إن “وقف إطلاق النار تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة”.
وبحسب المسؤول الفلسطيني فإنّ من بين الخطوات “سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير”.

من جهته، قال وسام زغبر المسؤول في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في غزة “إن اتفاق وقف إطلاق النار، يشمل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر”.

لا هدوء مقابل الهدوء فقط
وقال مراسل الجزيرة في قطاع غزة هشام زقوت إن فصائل المقاومة الفلطينية رفضت عرضا إسرائيليا بالهدوء مقابل الهدوء فقط، وأصرت على أن تكون التهدئة مقابل تعهد إسرائيل بتنفيذ التفاهمات السابقة بشأن الرفع المتدرج للحصار الذي فرض على القطاع من 13 عاما.

وأضاف أن الفصائل اشترطت فتح المعابر وتوقف إسرائيل عن استهداف الصيادين وقمع وقتل المتظاهرين في مسيرات العودة على حدود القطاع.
وبشأن الطلبات الإسرائيلية أكد أن إسرائيل أصرت –بالإضافة إلى وقف إطلاق النار من قبل الفصائل- على وقف مسيرات العودة وهو ما رفضته الفصائل مطلقا.

ما بعد الاتفاق
تفيد الأبناء الواردة من قطاع غزة أن الوضع ما زال هادئا منذ بدء وقف إطلاق النار قبل ساعات، ولم يكن هناك إطلاق صواريخ من جانب الفلسطينيين أو غارات جوية إسرائيلية.

كما صمتت صفارات الإنذار من الصواريخ في جنوب إسرائيل لبضع ساعات قبل الفجر مباشرة، وبدأت الحياة تعود إلى طبيتها بعد رفع الجيش الإسرائيلي القيود التي فرضت على السكان هناك.

نتائج العدوان
وكانت الجولة الجديدة -وهي العاشرة- من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، الأطول والأعنف والأكثر ضحايا وخسائر منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس/آذار الماضي.

وقبيل وقف إطلاق النار كان قد ارتفع إلى 29 عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ يوم الجمعة الماضي، إلى جانب أربعة قتلى إسرائيليين بصواريخ المقاومة التي أعلنت أمس استهدافها مركبتين عسكريتين.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إصابة 146 فلسطينيا بجراح خلال الهجمات الإسرائيلية التي دمرت نحو 15 مبنى سكنيا في مناطق متفرقة من القطاع.

وقال جيش الاحتلال إن سلاح الجو أغار الليلة الماضية على ثلاثين هدفا في غزة، ليرتفع عدد الأهداف منذ بداية المواجهة الحالية إلى 350 هدفا.

وقد شملت تلك الأهداف مباني سكنية وغرف عمليات ومستودعات أسلحة ومواقع تدريب تابعة للمقاومة الفلسطينية.

وقد أطلقت المقاومة الفلسطينية منذ ظهر السبت الماضي نحو 690 صاروخا باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية في عمق 40 كيلومترا، تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 240 منها وأسفرت الهجمات الصاروخية هذه عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين بجروح وحالات هلع.

ويقول محللون إستراتيجيون إسرائيليون هذه المرة إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعتقدان فيما يبدو أن لديهما قدرة ما على الضغط من أجل الحصول على تنازلات من إسرائيل التي تبدأ الاحتفالات بذكرى تأسيسها يوم الأربعاء.

ويعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة التي يعاني اقتصادها من صعوبات منذ سنوات بسبب إغلاق المعابر على الجانبين الإسرائيلي والمصري إضافة إلى خفض المساعدات الإنسانية والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية.
المصدر : الجزيرة + وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى