هجمات مرتدّة

هجمات مرتدّة
مقال الثلاثاء .. 9 – 7 – 2019
كل ما تقوم به الدولة بأجهزتها المختلفة لا يخرج عن وصف “الهجمات المرتدّة”، لا نرى حلولاً عملية ،ولا جدية في تصويب الخلل، ولا رغبة في إعادة الأمور إلى نصابها ..في هذه الأيام “التريند” البارز هو “مخرجات التعليم الجامعي”..والفساد الذي يرتدي قبّعة تخرّج وثوب احتفال..الكل يحاول أن يبرئ ساحته وانه مارس دوره بالتحذير منذ زمن ،ودقّ ناقوس الخطر،وأشار إلى الخلل دون مجيب..طيب لماذا لا يعاقب من لا يسمع ولا يصحح ولا يأخذ هذه الشكاوى على محمل الجدّ؟…الم يتساءل البعض ما الذي يمنع الذي تساهل في شهادات الطلاب الخليجيين ،ان يتساهل مع الطلاب الأردنيين ممن يملكون المال والنفوذ وحتى صلة “القرابة”..هل هناك من تساءل كيف يعيّن المدرّسون في الجامعات؟ وكيف يٌختار رؤساؤها؟ وكيف تتشكل مجالس أمنائها؟..الأشقاء في الكويت وقطر دافعوا عن مخرجات التعليم العائدة إليهم بالطريقة التي رأوها مناسبة..ماذا عن طلابنا الذين يدرسون في هذه الجامعات ،ويتخرّجون..ويخرجون الى سوق العمل وبعضهم حصيلة علمه لا تتجاوز “بيض ورغيف”؟..هل هناك جدّية من الدولة بمحاسبة من أساء الى سمعة التعليم الأردني؟..وإخراج من حشر نفسه في خطط التعليم وهو غير مختص ولا يمت للتعليم بصلة..

ماذا عن الهجمة المرتدّة التي حدثت للبيض الفاسد قبل أيام ..الم تعترف الحكومة من خلال مؤسساتها المعنية أن هناك كميات كبيرة من البيض الفاسد في السوق وتقدر بمليون او نصف مليون بيضة…هل ضُبط أي من الفاسدين أصحاب البيض وحوكم، هل ما زال البحث عن جارٍ عن فساد البيض بينما فساد الكبار أحد لا يستطيع الاقتراب منه؟..

ماذا عن هروب رجال الأعمال التي تتوالى أخبارهم يوم بعداً يوم ، هل سألت الحكومة نفسها لماذا هرب كل هؤلاء وصفّوا أعمالهم وأغلقوا مصالحهم وطاروا الى تركيا أو إلى مصر؟..حتى هذه ما لم ترتق إلى مستوى الهجمة المرتدة..فالتعتيم والصمت و”الطبطبة” على الخلل ما زالت السياسة المتّبعة في كل شيء..هل من تبرير لتراجع قطاع العقار 23% تقريباً حيث يقدّر هذا التراجع بحدود 2 مليار دينار أردني..هل تسمع الحكومة عن مناطق في الشمال لا يصلّها ضخ الماء منذ شهور..وقد سلّم الكثير من المواطنين في كفرجايز عدّادات المياه الى شركة مياه اليرموك..لأنهم يدفعون مقطوعية والماء مقطوعة بالأصل..المسؤول الذي لا يتابع ولا يحلّ ولا يحسّ بهذه الملفات،ويضيع الوقت بالكرات البينية حتى يصفّر الحكم ، الأولى به أن يجلس على دكّة الاحتياط أو بين الجمهور لا أن يقود الفريق!

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. والله يا استاذ أحمد لا أحد يسمع وقد يكون مش فاضي يسمع أو يقرأ . حكمتنا ومكافحة الفساد تركز على مفتشبها سواء الصحيين أو العمل وتحول عدد منهم إلى مكافحة الفساد قد يكون بسبب تلقي رشاوى وينسون من دفع هذه الرشوة بقصد تجاوز القانون أو على الأقل لا يتم ذكر موضوعهم في الأخبار التي تنشر.
    وأظن أن السبب بذلك هو المنصب أو المركز الإجتماعي الذي يتمتعون به
    أعان الله الأردن على ما بلاها من فاسدين أصبح من الصعب احصاءهم.
    حمى الله الأردن.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى