نوبل في ظلال السياسة

#نوبل في #ظلال_السياسة
#وليد_عبد_الحي
تعد علوم الفيزياء والكيمياء والطب علوما لا تنطوي اكتشافاتها او ادبياتها على أية ايحاءات سياسية أو آيديولوجية كما هو الحال في العلوم الاجتماعية والانسانية او الآداب من رواية أو مسرحيات أو غيرها من ضروب الأدب ، لذلك سعيت لمعرفة توزيع الحاصلين على جائزة نوبل(الجوائز المنفردة او المشتركة) في هذه الميادين الثلاثة منذ أول جائزة الى عام 2024 استنادا الى متغير الدين او الجغرافيا السكانية، فكانت النتائج كالتالي:( حتى نهاية 2024 ، مع تقريب النسب المئوية):
أولا: بلغ مجموع عدد الحاصلين على الجائزة في الميادين الثلاثة منذ بداياتها(فيزياء-كيمياء- طب) 649 فائزا.
ثانيا : بلغت نسبة الحائزين على الجائزة في هذه الميادين من القارة الآسيوية التي يبلغ عدد سكانها الآن 4.8 مليار نسمة ما يعادل 7.6% من مجموع الفائزين في الكيمياء والفيزياء والطب ، رغم ان سكان آسيا يعادل 58.7% من اجمالي سكان العالم، ذلك يعني ان الفارق كبير للغاية.
ثالثا: بلغ عدد الحاصلين عليها من الصين وروسيا(الميادين الثلاثة فقط) هو:
أ‌- روسيا: 2.31% : بينما نسبتها من سكان العالم هي 1.9( هناك قدر من المعقولية في النسبتين)
ب‌- الصين:0.77%: رغم انها تشكل 17% من مجموع سكان العالم.(فارق هائل بين النسبتين)
ثالثا: عدد الحاصلين على الجائزة من الولايات المتحدة 51.6% من مجموع الحاصلين عليها في المجالات الثلاثة رغم ان سكانها يمثل 4.2% من مجموع سكان العالم.(الفارق كبير للغاية)
رابعا: رغم ان اليهود يمثلون 0.2% من اجمالي سكان العالم ،فانهم حصلوا على 22.4% من جوائز الفروع الثلاثة( موزعون بعدد 53 في الفيزياء، و 35 في الكيمياء ، و 58 في الطب)، وهو ما يشكل الخلل الاكبر في التوازن بين السكان ونسبة الجوائز.
خامسا: مع ان مسلمي العالم يشكلون 25% تقريبا من اجمالي سكان العالم ،فان مجموع نصيبهم من جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب هو 5 جوائز ،اي ما يشكل 0.008% من اجمالي الجوائز في الميادين الثلاثة، وهي مفارقة لافتة للنظر.
هنا اسأل:
هل تتوارى السياسة وراء هذه النتائج ؟ هل ثمة فساد في الاختيار، هل النسب منطقية ام تشي بأن الأكمة تستر ما وراءها؟ اتذكر مقولة ارسطو “الانسان حيوان سياسي”، فاعود للاجابة عن اسئلتي بالقول :ربما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى