نماذج مشوهة خربت الامة

نماذج مشوهة خربت الامة
بسام الياسين

” إن هاجس الاساس الذي يجب ان يسكننا ونسكنه، بعد كل هذا الفساد،التأسيس لدولة قانون ومؤسسات عصرية،ومحاسبة النخب التي استقوت بالعائلة او المكانة او الوظيفة على المال باثر رجعي،لاسترداد ثروة الوطن المنهوبة واستعادة المهربة الى” الملآذات الآمنة سيئة السمعة “.

((( الوصولي ! )))

ثوري كان يحمل افكارا ملحمية ، لتسويق الثورة الحلم، شعرا ونثرا على مدار الساعة. وساعه تضيق به القوافي ولا تسعفه الكلمات، يعتلي المنابر،ليردح بخطابات تصم الآذان،مستغلاُ جهل العامة وحماسهم. ذات مرة، تزامن وصول مريديه الى منزله المتواضع الذي يتناسب مع ثائر مثله، مع رنين هاتف توزيره.تلك الرنة الموعودة التي طالما حلم بها،انها البشارة تؤكد ان لعبته الثورية لم تذهب سدىً،وباطنيته انتصرت على سذاجة على من حوله،الذين ظنوا انه نسخة من ـ نيلسون مانديلا ـ حامل راية الحرية او طبعة جديدة من جيفارا في التضحية. في تلك اللحظة،تجاهل المريدين واجاب مبتهجا :ـ نعم سيدي…مسافة الطريق ،وكاد ان يقفز من النافذة لاختصار المدة!. فالمنصب يستاهل الذهاب اليه زحفا.

مقالات ذات صلة

اللافت ذهابه بسيارة اجرة وعودته بنمرة حمراء فاقع لونها تسر ” الثوريين امثاله .بعد اعتلائه صهوة الكرسي باشهر،إلتقى صدفة بالمريدين المساكين،وهم يحملون يافطات تطالب بالخبز والحرية،فيما هو يرتدي بدلة فاخرة مستوردة،تفوح منها رائحة عطر فرنسي نادر.فكانت فرصة ثمينة لكادحين.لتذكيره باوضاعهم وسابق نضالاته،ثم طالبوه بالانحياز لمبادئه التي باعها ليكون مع الجماعة لا مع الانا الملتهبة عشقاً بالكرسي والوجاهة.

انكرهم ،واقسم انه لا يعرفهم وان ذاكرته التي جرى غسلها، لا تحتفظ باسمائهم،اردف ان الدجاجة تتطورالى طاووس وتلك سنة الحياة واضاف:ـ لقد جاءني الكرسي يسعى على عجلاته،فكيف ارده . ؟!. هو كالموت لا يأتي الا مرة واحدة في العمر.و انا كالحاوي مهنتي اللعب بالكلمات وشعاري ـ ” ابيع نفسي فداءً للكرسي ” اما عذابات الناس هي آخر اهتماماتي،وصراخي ـ ايام زمان ـ ليس حبا بالاصلاح بل ليسمع السلطان هدير صوتي. والحمد لله،لم يخب ظني .

((( القضاء ! )))

قاض عربي من عرب الـ 48 حكم ـ قبل سنوات ـ على رئيس الدولة العبرية الاسبق، موشى كاتساف باحكام قاسية، بعد تجريمه بقضايا اغتصاب،وتحرش جنسي.في اليوم التالي طلعت الصحف العبرية كافة، بمانشيتات عريضة تشيد بنزاهة القاضي،وعدالة المحاكمة،واستقلالية القضاء.الصحافة المستقلة،ووصفت القضية بالعلامة الفارقة في تاريخ “الدولة العبرية”،نزاهة وعدلاً.في وطننا العربي،لواستدعت المحكمة مسؤولاً،لاستنفرت القبيلة،واحرقت الاطارات،واغلقت الشوارع وهتف المقربون ـ زلمتنا ـ صادق مثل ” ابو بكر ” وطاهر مثل ابن الخطاب،وملاك بلا شهوة،وزاهد بلا جيوب كالكفن.لذا هو فوق الشبهات.

صورة مقلوبة في اسرائيل ،مظاهرات حاشدة تجري أمام مقر رئيس الوزراء،نتنياهو تطالبه بالاستقالة لاتهامه في ثلاث قضايا منفصلة، تتعلّق بالرشوة والاحتيال واستغلال الثقة،واستدعائه للمحكمة ومعاملته كمتهم لا كرئيس وزراء. لم يعترض حزبه الحاكم،ولا جماعته من اليمين المتطرف بالنزول للشوارع لحرق الاطارات،وتهديد الدولة،ان لم تُفرج عنه بل اجمع الجميع :ـ الكلمة للقضاء.امرنا مختلف ومؤسف، وكأن ما يحدث عندنا من فساد، يحدث في “طزستان”.

((( المطبع ! )))

اكثر ما يُسعده ان الكلاب الامنية، لاتنبح كعادتها اذا اقترب منها، بعد ان اعتادت على رائحته العربية،وتمييز عمالته. وعندما يصل الى نقطة تفتيش، تتراكض الكلاب البشرية الاسرائيلية،لرفع الحواجز له وازالة المعوقات من امامه دون ان تدمغ جوازه. شعور غامر بالأهمية الكاذبة،كان يغمره في كل مرة يزور بها الكيان الصهيوني.اقنع نفسه المريضة وشخصيته التافهة انه مهم . فيما الحقيقة تقول ان الذين يتظاهرون باحترامه، يلعنونه في دواخلهم ،وينظرون اليه على انه مأجور لانه خان بلاده وباع دم شهداءه. لم يدر في خلده، ان كلابهم وحدها اعطته الاحساس بالاهمية، لانها مخلصة لأهلها،تميز بين من يتميز غضباً من الاحتلال فتعوي عليه، وبين من يزورها معترفاً بالاحتلال فهتز ذيولها ترحيباً به. لذلك استحق هو وشكاله لعنة الله، وغضب الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى