نكات عابرة للأزمان

نكات عابرة للأزمان
يوسف غيشان

النكتة لاتتقيد بزمان ولا بمكان… تقول النكتة:
اجتمع الاسكندر المقدوني (ابو القرنين ما غيره) مع المغدور يوليوس قيصر ومع نابليون بونابرت، اجتمعوا اثناء أحد العروض العسكرية في موسكو على زمن الاتحاد السوفييتي (لا تنسوا ان النكتة لا تتقيد بزمان ولا بمكان)، قال الاسكندر وهو ينظر الى أرتال الدبابات العملاقة:
– لو كانت لديّ مركبات حربية كهذه لفتحت العالم بأكمله.
يوليوس قيصر قال وهو يزم شفتيه وينظر بإعجاب الى قافلة من الصواريخ البالستية:
– لو كان عندي سهام مثل هذه لحكمت العالم بأكمله.
بونابرت الذي كان اثناء العرض يتسلى بتصفح جريدة البرافدا الناطقة باسم الحزب والدولة انذاك قال:
لو كانت عندي صحيفة مثل هذه لما علم أحد بهزيمتي في معركة واترلوا حتى الان.

ما قاله نابليون عن البرافدا ، هو لسان حال جميع الفئات الحاكمة ونظرتها تجاه الصحف التي تصنعها من العدم ..وكتّاب السلطة في كل زمان ومكان الذين يزوقون ويزينون اخطاء الحكومات.
طبعا لا تدرك الحكام ولا الفئات المتنفذة ومن يواليها. بأنهم لا يخدعون الا أنفسهم وان اكاذيبهم وتحليلاتهم واخبارهم الملفقة وتنظيراتهم العرجاء وبروبغنداهم التفاهة لم تمر سوى عليهم بالذات، تماما كما حصل مع البرافدا وأصحابها الذين باعوا مباديء حزبهم وأمبرطوريتهم مختبئين وراء ديماغوجية حمقاء وكاذبة لم تستطع حمايتهم بل سقطت معهم وانهارت امام انظارهم مثل كومة من الورق الوسخ.
نكتة اخرى تقال حول صحف السلطة، تقول بأن الرئيس الثورجي (ضع اي اسم تريد) زار معسكر جيشه، وسأل إذا ما كانت صحيفة الثورة تصلهم، فأجابوا بالنفي، فثار الرئيس وأمر مساعديه بأن يتكفلوا بإيصال الصحيفة فورا وبانتظام للمعسكر، فما كان من أحد الضباط الا ان قال للرئيس محاولا تهدئته:
– لا يهم سيدي الرئيس، فقد تعودنا ان نأكل على الأرض.
الضابط لم يعرف اهمية صحيفة الثورة سوى انها تصلح لتفرش تحت علب السردين والخبز والشاي، وهي اهمية جديرة بالاحترام طبعا.
قد يكون نابليون محقا قليلا، في ان لا أحد سوف يقرأ بالصحيفة عن هزيمته الشنيعة في واترلو، لكن ذلك لن يلغي الهزيمة ولن يعيد القتلى ولن تشفي الجرحى، لا بل ان عدم معرفة الشعب بهزيمة جيشه سوف تبقيه(الشعب) مخدرا ومرميا على جاعد النصر المزعوم حتى يفاجأ بهزيمة اخرى او بانهيار كامل.
قد تستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت، وقد تخدع بعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى