نظرية “طبق البيض”

مقال الخميس 6-2-2020
تكرّرت شكوى الزبّائن ، فالأسعار التي تباع بهذا “السوبر ماركت” أعلى من غيره ، ثم أنك مهما اشتريت تشعر أن الثمن الذي دفعته أكبر من الثمن الذي تستحقه السلع ، البعض كان يراجع أسعار مشترياته والكثير من الناس لم يكن يفعل ذلك…وجود هذا “السوبر ماركت” الوحيد في الحي كان يجبر الناس على الشراء منه أو ابتعاث أطفالهم وقت الضرورة برغم غلاء أسعاره بشكل عام عن أشباهه من المحلات…في يوم ما أُكتشف بالصدفة سبب ارتفاع فاتورة المشتريات..
بعد أن أعطى “الكاشير” وصلاً من ماكنة الحساب ،راجع “زبون فِتح” الفاتورة بنداً بنداً..علب فول، حليب، جاج، أرز، أرز كبسة ، شوربة، شاي ميداليات ،فوط أطفال، بهارات برياني، طبق بيض..توقف كثيراً عن “طبق البيض” كونه لم يشتره لكنه حاسب عليه..راجع الزبون المحاسب وقال له : “لكنني لم أشتر طبق بيض”..قال المحاسب: ليش هذا الطبق مش الك؟؟…وكان ثمة طبق موجود على بسطة الحساب..تعال يا عبّود رجّعه مكانه ..يأخذه عبّود ويعيده الى مكانه فوق كراتين البيض ثم يخصم المحاسب للزبون ثمن “الطبق”الذي نزل على الحساب خطأ ويعتذر له عن “الخطأ غير المقصود” وما أن يغادر الزبون حتى يعيد عبّود ذات الطبق الى بسطة الحساب ليصطادوا به زبوناً آخر..ان دقق الزبون وهذا نادراً ما يحدث..يتم خصم الطبق ،واذا لم ينتبه ولم يراجع حسابه كان يدخل “الطبق الطائر” في الحساب..وبذلك كان يباع الطبق يومياً أكثر من مئة مرة دون ان يتحرّك من مكانه..
الحكومة تفعل معنا نفس الشيء، لا تكتفي أنها تبيعنا البترول و الكهرباء بأعلى من سعرها المتعارف عليه لا بل تحاول أن تسرقنا بإضافات وبألعاب “زعرنة” حسب نظرية طبق البيض، وضعوا بنداً غير قانوني وغير دستوري يدعى
“بند فرق المحروقات” ورفعوا الشرائح منذ عامين ولم يكتفوا ،فحاولوا أن يسرقونا بفواتير كهرباء مضاعفة رغم ان الإستهلاك ثابت لا بل أقل من المعتاد ، يحاولون لوم المستهلك أو “استغفاله”..أو رمي الكرة في ملعبه بأنه مخطىء ولا يحسن تقدير استهلاكه، وهم لا يعرفون أن المواطن صار يخاف من الجابي أكثر من رئيس الحكومة ،وأن الفاتورة صارت تمثل للأردني “فوبيا” حقيقية ،مثلها مثل “الغولة” و”الجن” والمداهمة بلا سبب..
استحوا..الحكومات والادارات المحترمة لا تفعل ذلك..
#مش_دافع!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى