نحن ولبنان

نحن ولبنان
د. خالد المواجدة

لتناول الاعلامي الشعبوي لمظاهرات الاشقاء اللبنانيين على الحسابات الشخصية العربية على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت ملفتة للانتباه بشكل قسّم الشعوب العربية عموما الى قسمين:
– شعوب عربية جاء تناولها للاحداث سطحي للغاية، وركزت على تداول الاثارة والنكتة كالصور ومقاطع الفيديو – التي تمثل بعض ثقافات فرعية لبنانية تختلف عن ثقافات هذه الشعوب – والازياء والفتيات والرقصات، كل ذلك كان مصحوبا بالتناول الساخر للاحداث وعقد المقارنات الثنائية، ومثلت هذه الشريحة كل من الاردن ومصر والعراق والسعودية والسودان واليمن ودول الخليج العربي.
– شعوب عربية اكثر عمقا وركزت على خلفية المظاهرات وتاريخ لبنان السياسي والاجتماعي ونظام المحاصصة الطائفية الذي افرزه اتفاق الطائف وعلى تدخلات ايران عبر حزب الله، وتدخلات السعودية عبر تيار المستقبل وآثار ذلك على الشعب اللبناني، مثلت هذه الشريحة تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
لكن ماذا يعني ذلك؟
يبدو ان هناك علاقة قوية بين أزمات الشعوب وبين تناولها لهذه المظاهرات، ومن الواضح جدا أن الشعوب التي تتعرض لضغوط كبيرة في بلدانها لجأت للسخرية وتصدير ازماتها النفسية والثقافية خارج اوطانها، فيما ركزت الشعوب المستقرة نسبيا على تناول هذه الاحداث وتحليلها بشكل موضوعي منطقي بعيدا عن السخرية والنكتة السياسية.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى